18.11.2024
في ظلّ الأزمات الإنسانية المتتالية التي يشهدها عالمنا اليوم وما يعصف به من حروب طاحنة وقاسية، تبرز الحاجة الماسة إلى توفير إمدادات طبية طارئة للمستشفيات والعيادات الطبية المتنقلة لتوفير خدمات الرعاية الصحية اللازمة للجرحى والمرضى والإسعافات الأولية.
وقد رأينا خلال الحرب الطاحنة التي يتعرّض لها قطاع غزة ولبنان ذلك الاستهدافَ الممنهج للمستشفيات والمرافق الصحية المختلفة وتدميرها تمامًا بحجج واهية لا تستقيم مع العقل أو المنطق السليم، ولا تقوم على أدنى حجة أو برهان! ولمواجهة آلة القتل والموت، تبرز أهمية إنعاش مرافق الحياة والصحة، ودعمها لمواجهة الهمجية والوحشية: {وَمَنۡ أَحۡیَاهَا فَكَأَنَّمَاۤ أَحۡیَا ٱلنَّاسَ جَمِیعًا} [سورة المائدة: 32].
دور الإمدادات الطبية الطارئة في إنقاذ الأرواح أثناء الأزمات
لهذه الإمدادات الطبية دورٌ لا يُنكر في تعزيز صمود المستشفيات والقطاع الصحي بشكل عام، إذ توفر لها ما تحتاجه من مستلزمات للجراحة وأدوية ومسكّنات وأدوات للتخدير قبل إجراء العمليات الجراحية، وغيرها من المستلزمات الطبية الأساسية. وقد شهدنا، على سبيل المثال، النداءات المتكررة من المستشفيات في قطاع غزة بضرورة تزويدها باللوازم الطبية للإسهام في إنقاذ أرواح المصابين والجرحى الذين يصلون إليها بعد تعرّض المنازل للقصف والتدمير.
أهم أنواع الإمدادات الطبية الضرورية في الأزمات الإنسانية
مع انهيار الخدمات الصحية في الحروب والأزمات الإنسانية، نجد أن من أبرز الفئات التي تصبح في أوضاع صحية صعبة هم النساء الحوامل وذوي الأمراض المزمنة، مثل السكري وارتفاع/انخفاض ضغط الدم؛ فتزداد حاجتهم إلى توفير الأدوية الأساسية لهم، نظرًا لشحّ تلك الأدوية أحيانًا في أوقات السلم، ناهيك عن أوقات الأزمات والحروب. إضافة لذلك، لا بد من توفير أسطوانات الأكسجين لوحدات العناية المركزة، ولوازم غرف العمليات من أدوات تعقيم وتخدير وغيرها.
وبالتالي، فإن من الإمدادات الطبية التي يلزم توفيرها في ظل الأزمات والحروب أدوية الأمراض المزمنة، إضافة إلى لوازم العناية الشخصية النسائية وللأطفال وكبار السن.
يمكن أيضًا التشاور مع المستشفيات العاملة في الميدان والعيادات الطبية المتنقلة للوقوف على ما يلزمها من احتياجات طارئة، تتغيَّر تبعًا لتغيّر المعطيات الميدانية واحتياجات الناس المختلفة.
وبالإمكان أيضًا توفير سيارات الإسعاف وتجهيزها وإصلاح ما يمكن أن يكون قد تعرّض للتلف أو القصف خلال الحروب. وإنْ بَدَا ظاهريًّا أنه ليس من الإمدادات الطبية، لكن لا بد أيضًا من العمل على تنسيق الجهود مع المنظمات الدولية لتوفير الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات ومحطات توليد الأكسجين وغيره من لوازم العناية المركزة.
دور المنظمات الإنسانية في تقديم الرعاية الطبية الطارئة
في ظل تعطّل معظم المستشفيات عن العمل وافتقارها إلى الأدوية وأدوات التخدير والجراحة وغيرها من الأساسيات، يمكن للمنظمات الإغاثية والإنسانية أن تعمل على إمدادها بتلك الأساسيات وتوفيرها ضمن برامج العمل الإغاثي، من خلال جمع التبرعات اللازمة والتعاون مع الجهات المختصة، مثل منظمة الصحة العالمية ومنظمة أطباء بلاد حدود والصليب الأحمر والهلال الأحمر، وغيرها من منظمات متخصصة في العمل في القطاع الطبي والصحي.
في ظل تعطّل معظم المستشفيات عن العمل وافتقارها إلى الأدوية وأدوات التخدير والجراحة وغيرها من الأساسيات، يمكن للمنظمات الإغاثية والإنسانية أن تعمل على إمدادها بتلك الأساسيات وتوفيرها ضمن برامج العمل الإغاثي، من خلال جمع التبرعات اللازمة والتعاون مع الجهات المختصة، مثل منظمة الصحة العالمية ومنظمة أطباء بلاد حدود والصليب الأحمر والهلال الأحمر، وغيرها من منظمات متخصصة في العمل في القطاع الطبي والصحي.