اليوم العالمي للقضاء على الفقر | معًا نحو مستقبل بلا فقر

ما هو اليوم العالمي للقضاء على الفقر؟

في السابع عشر من أكتوبر من كل عام، يحتفي العالم بـ اليوم العالمي للقضاء على الفقر، وهو يوم أقرّته الأمم المتحدة عام 1992 لتسليط الضوء على معاناة الفقراء وتعزيز الوعي العالمي بضرورة توحيد الجهود لمحاربة الفقر المدقع الذي تزدادُ آثاره على المجتمعات في كل مكانٍ من عالمنا. في هذا اليوم، تتجدّد الدعوة لتفعيل قيم العدالة والكرامة الإنسانية، والتذكير بأن الفقر ليس قدرًا محتومًا، بل نتيجةً لظروف يمكن تغييرها من خلال التضامن، والتعليم، والتنمية المستدامة. وقد اختير هذا اليوم تحديدًا تخليدًا لمبادرة أطلقت عام 1987 في باريس، عندما اجتمع أكثر من مئة ألف شخص من خلفيات مختلفة تكريمًا لضحايا الفقر، رافعين شعار: "حيثما يكون الناس محكومين بالعيش في فقر مدقع، تُنتهك حقوق الإنسان".

ما حجم مشكلة الفقر في العالم اليوم؟

رغم التقدّم التكنولوجي والاقتصادي الهائل الذي يشهده العالم، ما يزال الفقر المدقع يطولُ ويمزّقُ بأنيابه مئات الملايين من البشر.

ووفقًا لتقديرات البنك الدولي لعام 2024، يعيش أكثر من 680 مليون إنسان بأقل من 2.15 دولار يوميًا — أي ما يعادل نحو 8.5% من سكان الأرض وهي نسبة مرتفعة للغاية.

تتركّز النسبة الأكبر من هؤلاء في إفريقيا جنوب الصحراء وجنوب آسيا، حيث تتشابك آثار الحروب، والكوارث الطبيعية، وتغير المناخ، وارتفاع تكاليف المعيشة لتُعمّق دوامة الفقر.

الفقر لا يعني فقط نقص المال، بل هو أيضًا حرمان من التعليم، والرعاية الصحية، والمياه النظيفة، والغذاء الكافي، وفرص العمل الكريم.

ولذلك يُعدّ القضاء عليه هدفًا محوريًا في أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030، إذ جاء الهدف الأول بوضوح: "القضاء على الفقر بجميع أشكاله في كل مكان." والذي هو هدفٌ مشروع وضروري وقابل للتحقيق إذا ما تضافرت الجهود والنوايا.

جهود هيومان أبيل في مكافحة الفقر

منذ تأسيسها عام 1991، جعلت هيومان أبيل من مكافحة الفقر وتمكين الإنسان محورًا رئيسيًا في رسالتها الإنسانية حول العالم.

إيمانًا منها بأن الفقر لا يُعالج بالمساعدات العاجلة والمؤقتة فقط، بل بالحلول المستدامة التي تمكّن الأسر من الاعتماد على نفسها.

1. المشاريع التنموية

في سوريا، واليمن، وباكستان، والصومال، وفلسطين، والعراق، وموريتانيا، أطلقت هيومان أبيل عشرات مشاريع التنمية المستدامة، مثل:

• توزيع أدوات ومعدات زراعية للأسر الريفية.
• تدريب النساء على المشاريع الصغيرة وإدارة المشروعات المنزلية.
• إعادة تأهيل المخابز والمزارع والمصانع المحلية لتوفير فرص عمل.
• مشاريع المياه والري التي تُمكّن المجتمعات الزراعية من الاكتفاء الذاتي.

2. مشاريع سبل العيش

في باكستان مثلًا، أطلقت المنظمة مشروع الدواجن المنزلية الذي دعم آلاف النساء لتأسيس مصدر دخل مستدام.

وفي اليمن، وُزّعت شتلات القهوة وأدوات الزراعة على المزارعين لدعم الاقتصاد المحلي. وفي سوريا، ساهمت في إعادة تشغيل المخابز العامة لتأمين الخبز بأسعار رمزية وتوفير فرص عمل للشباب.

وهذا غيضٌ من فيض مساهمات وجهود المؤسسة في دعم سُبُل العيش الكريم التي تهدف إلى منح الفقراء الفرصة والطريق للخروج من دائرة الفقر والعوز والاعتماد على أنفسهم.

3. الاستجابة للفقر في الأزمات

خلال الأزمات والنزاعات، تعمل فرق هيومان أبيل على توزيع المساعدات الغذائية والمأوى والاحتياجات الأساسية، لتخفيف معاناة الأسر المستضعفة.

وفي غزة وحدها، ساهمت المنظمة بأكثر من 9 ملايين تدخل في الأمن الغذائي خلال عامي 2023–2025، ضمن استجابة طارئة شملت الغذاء، والمياه، والمأوى، والصحة.

لماذا يعتبر القضاء على الفقر مسؤولية جماعية؟

القضاء على الفقر ليس مهمة الحكومات والمنظمات فقط، بل هو مسؤولية جماعية تقوم على مبدأ التكافل الإنساني.

في الإسلام، يُعتبر دعم الفقراء والمحتاجين عبادة عظيمة، قال الله تعالى:

﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ﴾ (سورة الإنسان، الآية 8)

كما قال رسول الله ﷺ: « الساعي على الأرملة والمسكين، كالمجاهد في سبيل الله» (رواه البخاري ومسلم)

هذه التعاليم تُجسّد روح التضامن التي تدفع الأفراد إلى مدّ يد العون، ليس فقط بالصدقة، بل أيضًا بالتطوع، والتعليم، ونقل المهارات، وتشجيع الاقتصاد المحلي.

كيف يمكنك المساهمة في الحد من الفقر؟

1. التبرع بانتظام:

المساهمة الشهرية ولو بمبلغ بسيط تساعد في تمويل المشاريع التنموية والمساعدات العاجلة.

2. رعاية الأيتام والأسر الفقيرة:

برامج كفالة الأيتام التي تنفذها هيومان أبيل تضمن التعليم، والرعاية الصحية، والغذاء الكريم للأطفال المحتاجين.

3. المشاركة في حملات التطوع:

شارك في المبادرات الميدانية أو الرقمية، وساهم بوقتك وخبرتك.

4. نشر الوعي:

تحدث عن قضايا الفقر على وسائل التواصل الاجتماعي، وشارك قصص النجاح التي تُظهر أثر العطاء.

5. الصدقة الجارية:

دعم مشاريع المياه أو التعليم أو الرعاية الصحية التي تستمر في نفع الناس لسنوات طويلة.

نظرة هيومان أبيل نحو مستقبل بلا فقر

تؤمن هيومان أبيل أن القضاء على الفقر يبدأ بالإنسان نفسه، عبر تمكينه من التعلم، والعمل، والعيش بكرامة.

ولهذا تركّز استراتيجياتها على الدمج بين الإغاثة الطارئة والتنمية المستدامة، بما يخلق حلقة متكاملة من الدعم تمتد من الاستجابة السريعة إلى الاكتفاء الذاتي.

وفي رؤيتها لمستقبل خالٍ من الفقر، تواصل هيومان أبيل الاستثمار في:

• التعليم كحق أساسي لكل طفل محروم.
• دعم المرأة الريفية كركيزة للتنمية الأسرية.
• توفير المياه النظيفة باعتبارها أساس الحياة والتنمية.
• تأهيل البنى التحتية في المناطق المتضررة من النزاعات والكوارث.

هدف المنظمة لا يقتصر على توزيع المساعدات، بل على كسر دائرة الفقر للأبد، لتتحوّل كل أسرة من متلقٍ للمساعدة إلى عضو فعّال في المجتمع.

الأسئلة الشائعة

لماذا اختير يوم 17 أكتوبر كيوم عالمي للقضاء على الفقر؟

لأنه اليوم الذي اجتمع فيه الآلاف عام 1987 في ساحة حقوق الإنسان بباريس تضامنًا مع ضحايا الفقر، وأُعلن لاحقًا يومًا عالميًا رسميًا بقرار من الأمم المتحدة عام 1992.

كيف يمكن التبرع أو التطوع مع هيومان أبيل؟

يمكنك زيارة الموقع الرسمي لـ هيومان أبيل واختيار طريقة المساهمة المناسبة لك:

• تبرع لمشاريع التنمية أو الطوارئ.
• كفالة يتيم أو أسرة فقيرة.
• التطوع في الفعاليات أو البرامج الرقمية.
• كما يمكنك الاشتراك في نشراتنا لتتلقّى آخر التحديثات حول مشاريعنا وطرق التبرع.
• كل مساهمة، مهما كانت بسيطة، تصنع فرقًا حقيقيًا في حياة إنسان.

ما العلاقة بين الفقر والتنمية المستدامة؟

الفقر هو العقبة الأولى أمام تحقيق التنمية المستدامة، فبدون حياة كريمة، وتعليم، وصحة، لا يمكن بناء مجتمعات قوية أو اقتصادات مزدهرة. لذلك تُعدّ مكافحة الفقر حجر الأساس في كل أهداف التنمية الـ17 للأمم المتحدة.