14.08.2024
يوافق اليوم التاسع عشر من آب/أغسطس كلّ عام يوماً عالمياً للعمل الإنساني. يأتي هذا اليوم ليذكرنا بأبطالٍ، جلّهم من المجهولين، وضعوا على عاتقهم مسؤولية مساعدة الغير وتقديم يد العون لهم، رغم ما قد يحفّهم من مخاطر قد تصل إلى الموت في كثيرٍ من البلدان والحالات.
آلافٌ من مقدمي الإغاثة والعاملين في المجال الإنساني يتركون عائلاتهم وبيوتهم الآمنة المريحة بغية مساعدة الآخرين: من الفقراء الذين أصابتهم المجاعات، أو المدنيين الذين المتضررين بالحروب والنزاعات، أو ضحايا الكوارث الطبيعية، وكل من يحتاج إلى من يخفف عنه المعاناة.
وفي عامنا هذا، وبعد 10 شهور منذ بدء الحرب على قطاع غزة، نتذكر العاملين والمتطوعين في المجال الإنساني، رغم كل ما يحيط بهم من قصف وجوع وفقدان.
وفي هذه التدوينة، نتذكر بعضاً ممن عرفناهم من العاملين معنا في قطاع غزة، لم يملوا ولم يكلوا، بل سخّروا كل طاقتهم وقوتهم ليكونوا عوناً لغيرهم من أبناء غزة في أصعب ظروف حياتهم.
محمود، أب لثلاثة أطفال، وهو القائم بأعمال مدير مكتب منظمة هيومان أبيل في غزة. ومثل غالبية الفلسطينيين في القطاع، أجبره القصف على النزوح مع عائلته إلى مكان آمن في جنوب قطاع غزة. وعلى الرغم من كل الخطر الذي يمكن أن يتعرض له، كان محمود يقوم بأعمال توزيع يومية لضمان حصول الأشخاص الأكثر ضعفًا على المساعدة التي يحتاجون إليها.
يعيش كل اللحظات الصغيرة مع عائلته "كأنها اللحظة الأخيرة". يطغى عليه القلق خوفاً من أن يخسر عائلته، ولكن مساعدة الآخرين تمنحه السعادة والأمل الكافيين لاستكمال مهامه الأسرية والإنسانية.
أمجد هو موظف البرامج وبطل مشاريع الإطعام والوجبات الساخنة بالإضافة لتوزيع مياه الشرب. كانت لديه فرصة الخروج من قطاع غزة مع عائلته مبكراً في بداية الحرب وبدء حياته خارج القطاع بعيداً عن القصف والجوع والحصار، لكنه آثرَ البقاء ليقدم الإغاثة الإنسانية مع هيومان أبيل. وما هو أكثر غرابةً هو بقاء أخيه إيهاب معه ليكون له سنداً ومُعيناً في العمل الإغاثي.
يعمل الأخوان معاً في تقديم المساعدة والإعانة على مدار الساعة دون كللٍ أو ملل. أما الابتسامة التي يريانها على وجوه الناس حينَ مساعدتهم، فهي ما تزيدهم قوةً وثباتاً وإصراراً على إكمال العمل الإغاثي رغم كل المخاطر والعقبات