ما الذي تبحث عنه؟

أدخِل كلمات للبحث

التعليم المهني، فرصٌ للحياةِ الكريمة

التعليم المهني

في زمنٍ تتزايدُ فيه التغيرات في سوق العملة، وتضيق فيه الفرص المعتادة والتقليدية، يُطلُّ التعليم المهني كنافذة أملٍ واسعة تمنحُ الشباب سُبلاً مختلفة ومتنوعة للحياة الكريمة. ففي عالمٍ تتبدلُ فيه مهارات سوق العمل، يصبح إتقانُ حرفةٍ أو مهنةٍ ضرورةً لا رفاهية، بل هو بابٌ من أبواب التمكين وبناء المستقبل.

رزق من الخلايا
ما هو التعليم المهني؟

ما هو التعليم المهني؟

التعليم المهني هو نمطُ التعلم الذي يركز على اكتساب المهارات العملية واليدوية والفنية التي يحتاجها سوق العمل بشكل مباشر. قد يكون في شكل دورات قصيرة، أو برامج تدريبية معتمدة، أو مدارس مهنية وفنية مختصة، أو حتى ورش عمل تطبيقية في مجالات مثل النجارة، والكهرباء، والتكييفات، وتربية النحل، والزراعة، والحرف اليدوية، وغيرها من المهن التي تضمن للشباب دخلاً مستقلاً.

قال رسول الله ﷺ: «إن الله يحبُّ إذا عملَ أحدكم عملاً أن يتقنه»— حديثٌ شريفٌ عن نبينا خير الأنام، يلخّصُ فلسفة التعليم المهني؛ فإتقانُ الحرفة ليس وسيلةً للرزقِ فحسب، بل عبادةٌ يُثابُ عليها الإنسان.

مكّن شباب باكستان

أهمية التعليم المهني في دعم الشباب

إنّ أكبر التحديات التي تواجه شباب اليوم هي البطالة وضعف الفرص، خاصةً لأولئك الذين لم تُتح لهم فرصة إكمال التعليم الجامعي. وهنا يبرز التدريب المهني كطوق نجاةٍ حقيقي، إذ يمنحهم مهاراتٍ عملية تجعلهم مرغوبين في سوقِ العمل. ولا يقتصرُ الأثر على الجوانب المادية فقط، بل يمتدُّ ليعزز ثقة الشاب بنفسه، ويجعله قادراً على خدمة مجتمعه بمهارةٍ وخبرةٍ حقيقية.

شغل بخيط وإبرة
أهمية التعليم المهني في دعم الشباب

التعليم المهني كبديل عادل لمن فاته التعليم الجامعي

قد يشعر بعضُ الشباب أن فوات فرصة الجامعة يعني نهايةَ الطريق، مما يُصيبهم باليأس والإحباط وربما يسقطون في براثن الاكتئاب الذي قد يدفعهم لطرقٍ مُهلكة. لكن الحقيقة أن أبواب الحياة لا تُغلق أمام من يجتهد ويتعلم حرفةً ويتقنها. فكثيرٌ من قصص النجاح العظيمة بدأت من ورشةٍ صغيرة، أو من مهنةٍ بسيطة وصارت مشروعًا كبيرًا يفتحُ أبواب العمل لآخرين. فالتعليم المهني هو البديل العادل والمنصف الذي يُعيد الأمل في بناء مستقبلٍ كريم، ويكسر احتكار الفرص بين حملة الشهادات الأكاديمية فقط.

فمثلًا يمكننا تأمّل قصة (نديم) من إقليم كشمير، والذي تعلّم وأتقن تربية النحل وإنتاج العسل، وهو في منتصف الأربعينيات، ليضمن لعائلته المكوّنة من خمسة أفراد، معيشةً أفضل، ويجنّبهم ذُلّ السؤال، ويُجنّبُ نفسه الاعتماد على الآخرين.

غصن يحيي اليمن

كيف ندعم التعليم المهني؟

إن دعم التعليم المهني يبدأ من تغيير نظرتنا المجتمعية له، فنرفعُ من قيمة الحرفيين ونجعلهم قدوةً في الإتقان والإبداع. كما يمكن للجهات الخيرية والمؤسسات الحكومية والخاصة إطلاق مبادرات تدريبية تُلبي احتياجات سوق العمل الحديث، وتيسر للشباب أدواتٍ ومعداتٍ ومعلمين أكفاء.

إننا بحاجةٍ إلى الاستثمار في التدريب المهني تماماً كما نستثمر في الجامعات، لأن مهارات سوق العمل المتجددة لم تعد تقتصر على الشهادات الورقية، بل على إتقانِ الحرفة والتطوير المستمر.

التعليم المهني هو أداةُ تمكينٍ حقيقية. يمنحُ الشباب الأمل والقدرة على بناء حياةٍ كريمةٍ بعيداً عن العوز والبطالة. فليكن شعارنا دائمًا: مهارةٌ في اليد، وكرامةٌ في العيش.

وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ

تلك دعوةٌ ربانيةٌ عظيمة للعمل بكافة أنواعه، والإتقان، والعطاء، مع إخلاص النية في كلّ شيءٍ لله تعالى. فلنفتح دروب المستقبل لكل شابٍ وشابةٍ عبر التدريب المهني، ليصنعوا بأيديهم مستقبلهم ومستقبل مجتمعاتهم.

ادعم راعٍ عراقي

تبرع الآن
عودة للأخبار