29.07.2025
ما الذي تبحث عنه؟
أدخِل كلمات للبحث
جاري البحث
لا توجد نتائج متطابقة
حاول البحث مرة أخرى
عذرًا!
حدث خطأ ما
بالطموح تولد الأحلام، وبالعلم تكبر وتتجسّدُ وتُزهر. لكن ماذا لو انطفأ نور العلم قبل أن يصل إلى الطفل؟ في عالمٍ تُقاسُ فيه فرص المستقبل بالمؤهلات الدراسية، يقف ملايين الأطفال محرومين من أبسط حقوقهم:
حقهم في التعليم. وليس الجهل مجرد غياب للمعرفة، بل هو أبواب مغلقة، وقيود تُكبّلُ الفكر، ومساراتٌ وعرة تبدأ من الطفولة ولا تصل إلى أي مكان.
فما هو ثمن الجهل؟ وما هي الآثار القاسية لحرمان الطفل من الدراسة، على نفسه، وعلى مجتمعه، وعلى مستقبله.
الآثار النفسية لحرمان الطفل من الدراسة
حرمان الطفل من التعليم لا يترك أثرًا على مستقبله المهني فحسب، بل يمتد ليمزق ثقة الطفل بنفسه. فيشعر بأنه مختلف، وأن هناك ما ينقصه، وأنهُ أقلّ من أقرانه ممن يرتادون مقاعد الدراسة. يتولد لديه شعور بالإقصاء وعدم الانتماء، وقد يجد نفسه في طرقٍ مظلمة باحثًا عن بدائل وهمية تعوّضه عن فوات قطار التعليم.
الآثار الاقتصادية والاجتماعية على الطفل والمجتمع
الطفل غير المتعلّم لا يُظلم وحده، بل يُظلَم معه مجتمعه. فالجهل يغذي دائرة الفقر والبطالة، ويضعف القدرة الإنتاجية. إذ تشير الدراسات إلى أن كل سنة يقضيها الطفل في الدراسة تزيد من فرص دخله في المستقبل، وتقلل احتمالية انجرافه نحو الانحراف أو الاستغلال. والجهل والفقر توأمان متلازمان؛ فإذا أردنا القضاء على أحدهما، وجب أن نحارب الآخر بكل استطاعتنا.
الفرق بين الطفل المتعلم وغير المتعلم
طفلٌ تعلّم كيف يقرأ ويفكر، يرى العالم بعيونٍ مفتوحة، فيسأل، ويحلل، ويصنع قراره. أما الطفل المحروم من التعليم، فيبقى أسيرًا لأفكار الآخرين، هشًا أمام التضليل، غير قادر على الدفاع عن نفسه أو مجتمعه. فالتعليم يمنح الطفل أدوات الحياة، بينما الجهل يسلبه حتى حق الحلم.
أسباب حرمان الأطفال من التعليم
تتعدد الأسباب وتختلف، لكن النتيجة واحدة: جهلٌ يتوارث. ومن أبرز الأسباب:
كيف يمكننا التغيير؟
كل خطوة نحو تعليم طفل هي خطوة نحو إنقاذ أمة.
الجهل لا يؤثّرُ على الحاضر فقط، بل يمتد أثره أجيالًا في المستقبل. دعونا لا نخذل أولئك الأطفال الذين لا يملكون صوتًا، ولنجعل من كل قلم نمدّه لطفل، سلاحًا في وجه الجهل والفقر. قال الله تعالى: ﴿ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ — فالعلم رفعة، والجهل مهانة.