ما الذي تبحث عنه؟

أدخِل كلمات للبحث

ثمن الجهل: ماذا يحدث عندما يُحرَم الطفل من الدراسة؟

الحرمان من التعليم

بالطموح تولد الأحلام، وبالعلم تكبر وتتجسّدُ وتُزهر. لكن ماذا لو انطفأ نور العلم قبل أن يصل إلى الطفل؟ في عالمٍ تُقاسُ فيه فرص المستقبل بالمؤهلات الدراسية، يقف ملايين الأطفال محرومين من أبسط حقوقهم:

حقهم في التعليم. وليس الجهل مجرد غياب للمعرفة، بل هو أبواب مغلقة، وقيود تُكبّلُ الفكر، ومساراتٌ وعرة تبدأ من الطفولة ولا تصل إلى أي مكان.

فما هو ثمن الجهل؟ وما هي الآثار القاسية لحرمان الطفل من الدراسة، على نفسه، وعلى مجتمعه، وعلى مستقبله.

ساهم في ترميم كليات حلب

الآثار النفسية لحرمان الطفل من الدراسة

حرمان الطفل من التعليم لا يترك أثرًا على مستقبله المهني فحسب، بل يمتد ليمزق ثقة الطفل بنفسه. فيشعر بأنه مختلف، وأن هناك ما ينقصه، وأنهُ أقلّ من أقرانه ممن يرتادون مقاعد الدراسة. يتولد لديه شعور بالإقصاء وعدم الانتماء، وقد يجد نفسه في طرقٍ مظلمة باحثًا عن بدائل وهمية تعوّضه عن فوات قطار التعليم.


Education_denial_consec_Blog_img_1

الآثار الاقتصادية والاجتماعية على الطفل والمجتمع

الطفل غير المتعلّم لا يُظلم وحده، بل يُظلَم معه مجتمعه. فالجهل يغذي دائرة الفقر والبطالة، ويضعف القدرة الإنتاجية. إذ تشير الدراسات إلى أن كل سنة يقضيها الطفل في الدراسة تزيد من فرص دخله في المستقبل، وتقلل احتمالية انجرافه نحو الانحراف أو الاستغلال. والجهل والفقر توأمان متلازمان؛ فإذا أردنا القضاء على أحدهما، وجب أن نحارب الآخر بكل استطاعتنا.

مدرسة وسط الألم

الفرق بين الطفل المتعلم وغير المتعلم

طفلٌ تعلّم كيف يقرأ ويفكر، يرى العالم بعيونٍ مفتوحة، فيسأل، ويحلل، ويصنع قراره. أما الطفل المحروم من التعليم، فيبقى أسيرًا لأفكار الآخرين، هشًا أمام التضليل، غير قادر على الدفاع عن نفسه أو مجتمعه. فالتعليم يمنح الطفل أدوات الحياة، بينما الجهل يسلبه حتى حق الحلم.

أسباب حرمان الأطفال من التعليم

أسباب حرمان الأطفال من التعليم

تتعدد الأسباب وتختلف، لكن النتيجة واحدة: جهلٌ يتوارث. ومن أبرز الأسباب:

  • الفقر وعدم قدرة الأسرة على دفع الرسوم
  • النزاعات والكوارث التي تُغلق المدارس وتشرّد العائلات
  • الأعراف الاجتماعية التي تهمّش تعليم الفتيات
  • غياب البنية التحتية التعليمية في المناطق النائية

حقيبة تصنع المستقبل

كيف يمكننا التغيير؟

كل خطوة نحو تعليم طفل هي خطوة نحو إنقاذ أمة.

  • دعم كفالة طالب علم هو من أعظم القربات، فهي صدقة جارية لا تنقطع، وقد قال ﷺ: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له"
  • المطالبة بحقوق الأطفال في التعليم ضمن السياسات العامة
  • دعم المبادرات التي توفر التعليم في المناطق المهمشة
  • رفع الوعي المجتمعي حول أهمية التعليم للأطفال
  • توفير حلول بديلة كالتعليم الرقمي أو الفصول المؤقتة في مناطق النزوح

الجهل لا يؤثّرُ على الحاضر فقط، بل يمتد أثره أجيالًا في المستقبل. دعونا لا نخذل أولئك الأطفال الذين لا يملكون صوتًا، ولنجعل من كل قلم نمدّه لطفل، سلاحًا في وجه الجهل والفقر. قال الله تعالى: ﴿ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ — فالعلم رفعة، والجهل مهانة.


العلم يصنع كل الفرق في حياتهم

تبرع لهم الآن
عودة للأخبار