ما الذي تبحث عنه؟

أدخِل كلمات للبحث

الزكاة في الإسلام: كيف يتحوّل حق الفقير إلى بركة في حياتك؟

الزكاة في الإسلام

ما هي الزكاة؟ ولماذا هي ركن من أركان الإسلام؟

الزكاة ركنٌ من أركان الإسلام الخمسة، بها يكتمل إيمانُ المسلم وتصفو سريرته ويتطهّرُ ماله وقلبه، وقد نزل بها أمرٌ صريحٌ اقترن بالصلاةِ التي هي عمادُ الدين، في قوله تعالى: ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ﴾ .

هي حقٌّ معلومٌ ومحدد في مال الغني للفقراء والمحتاجين، وتجبُ مرةً كل حولٍ - مرور عامٍ كامل- إذا بلغ المال النصاب. لم يفرضها الله عبثًا، فسبحانه الذي جعل كل شيءٍ لحكمة، ولا تعسفًا، فهو العادل العالم بأمر البشر، فقد فُرضت الزكاةُ على المسلمين، تطهيرًا للنفس من الشح والبخل، وتطهيرًا للمال من الحرام والشبهة، وللمجتمع من الفقر والحرمان.

كيف تتحوّل الزكاة إلى بركة في حياتك؟

كيف تتحوّل الزكاة إلى بركة في حياتك؟

قد يتساءل البعض: كيف أُخرج جزءًا من مالي فيزداد مالي ولا ينقص؟!

إنها معادلة البركة التي لا تُقاسُ بالأرقامِ والحساباتِ وحدها، بل بما يفتح الله عليك من أبواب الخير. قال النبي ﷺ:
«ما نقصت صدقةٌ من مال».

وفضل الزكاة لا يقف عند حدّ المال، بل يمتدُّ أثرهُ إلى سعادتك النفسية وراحة بالك وطمأنينتك، وبركة عملك ورزقك. فحين تُخرج زكاة المال، تفتح بابًا من أبواب الرزق لم تكن تعلمُ عنه شيئًا، وتردّ عنك مصارع السوء والمصائب الخفية. فحق الفقير في مالك ليس نقصًا، بل مفتاحًا للزيادة. فـالزكاة والبركة توأمان لا يفترقان.

الزكاة ليست للفقراء فقط

الزكاة حق الفقير في المال، لكنها أيضًا نعمة على الغني، فهي درعٌ يحميه من حرمة أموال الناس ودعوات المحرومين. وكما أن للفقير نصيبًا من المال، للغني نصيب من الأجر والثواب والبركة. قال تعالى: ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾. تُطهِّر النفوس من التعلّق بالدنيا، وتُربّي الإنسان على الكرم والسخاء، وتمنعُ عنه عواقب الشُّح والبُخل والاكتناز.

الزكاة بابٌ من أبواب البركة النفسية

الزكاة بابٌ من أبواب البركة النفسية

من فوائد الزكاة التي قد يغفل عنها البعض أنها بابٌ من أبواب الراحةِ النفسية. عندما تعلم أن مالك قد وصل إلى محتاجٍ ففُكّ كربه، وأسرةٍ أطعمتها، وطفلٍ سترته، فتشعر بعُمق المعنى الإنساني للإحسان. فيعلّمك فضل الزكاة أن الإنسان لا يحيا لنفسه فقط، بل هو جزءٌ من جسد الأمة، يشعر بأوجاعها فيخففها، ويستشعر أمانة المال فيطهّره.

الزكاة كذلك تُذكّرك أن كل ما بين يديك من رزقٍ هو من فضل الله، وأنك مستخلفٌ فيه لا مالكٌ مطلقٌ له. فتُجدد فيك معنى الحمد، ويقوى إيمانك بأن من يعطيك الرزق قادرٌ على أن يضاعفه أضعافًا، أو يمنعهُ إن شاء، فحقٌّ عليك شكر الرزق بحفظ حق الفقير فيه امتثالًا لأمرِ الرزّاق الذي يُنعمُ عليك.

كيف أخرج الزكاة؟

ابدأ دائمًا بسؤال أهل العلم عن نصاب زكاة المال، واحرص أن تتحرّى حاجات الناس من حولك، فربما قريب محتاج أو جار يُعاني في صمت. فاجعل إخراج الزكاة عادة سنوية ثابتة، وذكّر بها أسرتك وأصدقاءك، واغرس هذا المعنى في أطفالك ليحفظوا حق الفقراءِ من بعدك.

إن حق الفقير في مالك ليس عبئًا، بل كنزٌ من كنوز البركة. فمن أدّى الزكاة حقّها نال ثوابًا مضاعفًا، وبارك الله له في ماله وأهله. اسأل نفسك: كيف تؤثر الزكاة على حياة المسلم؟ ستجد أن أثرها أعظم مما تتصور: بركة في المال، وسلام في النفس، وحماية من مصائب لا يعلمها إلا الله.

﴿ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ﴾; وعدٌ صادق من ربٍ كريم.

زكاتك تُغير حياتهم.. وحياتك أيضًا

تقرّب إلى الله بزكاتك
عودة للأخبار