ما الذي تبحث عنه؟
أدخِل كلمات للبحث
جاري البحث
لا توجد نتائج متطابقة
حاول البحث مرة أخرى
عذرًا!
حدث خطأ ما
بين المحبة والاتباع – نظرة عميقة على معاني الاحتفاء ومكانته في وجدان المسلمين
يُمثل يوم المولد النبوي الشريف مناسبة جليلة يحتفل بها ملايين المسلمين حول العالم، تعبيرًا عن محبتهم لرسول الله ﷺ، واستحضارًا لقيم الرحمة والهداية والبشرى التي جاء بها نبيّنا الحبيب. وهو يومٌ نتوقّفُ فيه دائمًا لنتأمّل عظمة الرسالة، ونتدارس مآثر النبي ومعجزاته، ونصلّي عليه تعظيمًا وتكريمًا، حبًا فيه وطلبًا في شفاعته عند رب العرش يوم الحساب. وهو فرصة عظيمة لننظر إلى أنفسنا نظرةً أعمق، ونبحثُ في داخلنا عن سننه ومدى اتباعنا للإرث العظيم الذي تركهُ لنا.
لماذا يحتفل المسلمون بالمولد النبوي؟
﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) فحُب النبي واتباع سنّته من حُب الله والتقرّب إلى طريقه المستقيم.
فالاحتفاء بهذه الذكرى ليس عادة تقليدية متوارثة فحسب، بل هو تعبيرٌ عن الولاء والاتباع والمحبة والامتنان للنبي ﷺ، واستحضار لسيرته وأخلاقه وهديه. كما أنها فرصة للدعوة إلى الاقتداء به، وترسيخ القيم التي جاء بها من عدلٍ بين الناس ورحمةٍ بكُلّ الخلائق، وتواضع بلا كِبرٍ ولا غرور، وعفوٍ عند المقدرة، وصبرٍ على الابتلاءات.
من هم أول من احتفلوا بالمولد النبوي الشريف؟
تشير المصادر التاريخية إلى أن أول احتفال منظم بذكرى المولد النبوي كان في القرن السابع الهجري على يد الملك المظفر في أربيل (العراق)، وكان الاحتفال يتضمن قراءة القرآن، والذكر، ومدح النبي ﷺ، وتوزيع الطعام على الفقراء.
ورغم أن هذا الشكل من الاحتفال لم يكن معروفًا في القرون الثلاثة الأولى، إلا أن العلماء اختلفوا في حكمه الاحتفال بالمولد النبوي لاحقًا؛ فمنهم من أجازه باعتباره "بدعة حسنة" تُقرب إلى الله تعالى بالمحبة والذكر، ومنهم من نهى عنه خشية الابتداع في الدين.
حديث عن الاحتفال بالمولد النبوي
لعلَّ خير ما نحيى به ذكرى ميلاد نبينا ﷺ هو أن نسير على خطاه ونهتدى بهديه ونفتدى بسنته لمواجهة ماليس هناك حديث نبوي صريح يذكر الاحتفال بيوم المولد، ولكن يُستدل على مشروعية التذكير بمولد النبي ﷺ بما جاء في صحيح مسلم عن النبي ﷺ أنه قال عن يوم الاثنين: « ذلك يومٌ وُلدت فيه، ويومٌ بُعثت فيه، ويومٌ أُنزل عليّ فيه ». وقال أيضًا: « لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»
ففي هذه الأحاديث إشارة إلى تعظيم النبي ﷺ ليوم ولادته، وذلك باتخاذه يوم صيامٍ وذكر. ومن هنا استنبط بعض العلماء مشروعية إظهار الفرح والذكر والدعاء في هذا اليوم.
المولد النبوي للأطفال: كيف يعرف الآباء أبناءهم بهذه المناسبة؟
تمثل ذكرى مولد النبي ﷺ فرصة عظيمة لغرس القيم النبوية في قلوب الأطفال، وترسيخ حب النبي في قلوبهم منذ نعومة أظفارهم وتعريفهم بسيرته العطرة، وبيان ما فيها من مواقف إنسانية عظيمة وعبر أخلاقية لم يأتِ الزمانُ بمثلها.
طرق تعريف الأطفال بالمولد النبوي:
الأناشيد والأنشطة المخصصة للأطفال:
- كذلك فإنّ البُردة الشريفة تُعدُّ من أشهر أناشيد مدح النبي، وتتكوّن من
167 بيتًا شعريًا، بعضها كلماته بسيطة ويسهُل تعليمه للأطفال، وهذه بعضُ
الأبيات:
بهذه الأنشطة، يصبح المولد النبوي فرصة تربوية متكاملة، يغرس فيها الآباء حب النبي في قلوب أطفالهم، ويحولون الذكرى إلى سلوك يوميٍ يُرافقهم ويظلُّ خالدًا في قلوبهم.
حكم الاحتفال بالمولد النبوي: بين الجواز والمنع
أجمع العلماء على أن الاحتفال بالمولد لم يكن معروفًا في عهد الصحابة والتابعين، إلا أن الاختلاف وقع في تصنيفه ضمن البدعة؛ هل هي بدعة مذمومة أم بدعة محمودة؟
لكن القول الأرجح بين جمهور العلماء المعاصرين هو جواز الاحتفال بشرط خلوّه من المخالفات الشرعية، وتحقيقه لمعنى الاقتداء لا الاكتفاء بالفرح الموسمي.
مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي
تتنوع مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي حول العالم، وتشمل:
ورغم اختلاف الأشكال، فإن الأصل في هذه المظاهر هو إظهار الحب والفرح بذكرى مولد النبي ﷺ، وتعزيز الاقتداء به. وتنفيذًا لقوله تعالى: « لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ »