ما الذي تبحث عنه؟

أدخِل كلمات للبحث

بين صيف الطفولة، وصيف الشباب

صيف الطفولة وصيف الشباب: كيف تغيّرت العطلات بين الماضي والحاضر؟

كيف اختلفت العطلات الصيفية بين الماضي والحاضر؟ حكاياتُ العطلات

صيف الطفولة.. زمنُ البراءةِ والضحكاتِ الصافية

للعطلات الصيفية في ذاكرتنا عبقٌ لا يزول، فكلّما عادَ الصيف نشُمّ رائحة ملح البحر، ورملِ الشواطىء، ونكادُ نسمعُ ضحكاتنا على أسطُح المنازل نستمتعُ بنسمات الصيف الخفيفة في الليل.

ففي طفولتنا كان للصيف طعمٌ مختلف وألوانٌ لا تفارقُ ذاكرتنا. نهارٌ طويلٌ من اللعب وشمسٌ لا تغرب، وضحكاتٍ تتردّد في الأزقة والساحاتِ والشواطئ. بين الأمس واليوم، تغيّرت الكثير من تفاصيل العطلة، وبقيت حكاياتها تعيشُ فينا، نستدعيها في لحظات الحنين، ونبتسم سرًا كلما داعبتنا نسمةٌ تحمل شيئًا من عطر تلك الأيام.

تصدق بنية شفاء مريض

ألعابٌ بسيطة.. فرحٌ كبير

في صيف الطفولة، كانت الإجازة تبدأ بتوديع دفاتر المدرسة، لننطلق بعدها في عالمٍ من المغامرات الصغيرة. كان الشارع مسرحنا الكبير، والدراجة صديقتنا الوفية، والأصدقاء جواز عبورٍ إلى عوالم اللعب والاكتشاف. فكنا نبني بيوتًا من الطين، ونقطف ثمار التوت من الحدائق دون أن نشعر بثقل الشمس أو غبارِ الطريق. فلم تكن هناك شاشاتٌ تسرقُ أعيننا وأوقاتنا، ولا تكنولوجيا تحبسنا في غرفٍ مُغلقة. وكان النهار أطول من أحلامنا، والليلُ حكاية تُروى تحت ضوء القمر ورائحة الياسمين.

أهمية المسجد الأقصى عند المسلمين

صيف الشباب.. أولويات جديدة

أما صيف الشباب، فقد تبدّلت فيه معاني العطلة. فصار الصيفُ محطةً للراحة من ضغوط الدراسة أو العمل، ولكنه أيضًا فرصةٌ للتعلّم والتطوّر. اليوم، تُخطَّط العطلاتِ بعنايةٍ واهتمامٍ أكبر: حجوزات سفر، أو برامج تدريب، أو رحلاتُ تطوّع، أو حتى عمل بدوامٍ مؤقت يساعدنا على اكتسابِ خبرةٍ جديدة أو تحسينات دخلٍ يُعيننا على ازدياد الأحمال المادية. فكثيرون يرون في العطلة وسيلةً لاكتساب المهارات، أو توسيع شبكة العلاقات، أو توفير بعض المال. فقد تغيّر الزمان، فتغيّر المكان، وتغيّرت الأولويات، لكن بقي الحنين متّقدًا لما مضى.

ضاعف تبرعك لغزة
الصور، ذاكرتنا الخالدة

الصور، ذاكرتنا الخالدة

في صيف الشباب، يهرب كثيرون من حرّ المدينة إلى البحر أو الجبال أو الغابات. فبعضهم يقضيه في رفقة الأصدقاء على شاطئٍ بعيد، وآخرون يجدون في العائلة حضنًا لا يغني عنه سفرٌ ولا مغامرة. فاليوم، صار السفر مُتاحًا أكثر بفضل العروضِ والتسهيلات، وصار تصوير اللحظات أسهل، لكنها غالبًا لحظات سريعة تمرّ من عدسة الهاتف أكثر مما تمرّ عبر القلب.

العودة إلى بساطة الأمس

العودة إلى بساطة الأمس

وما بين صيف الأمس وصيف اليوم، يتجلّى الفرق الأجمل في بساطة التفاصيل. في طفولتنا، لم نكن نملك إلا القليل، لكننا كنا نخلق من هذا القليل عالمًا كاملًا من الفرح. اليوم، نملك الكثير من الخيارات، حتى أنها تزيدُ عن حاجتنا، لكننا نُدرك مع مرور الوقت أن أجمل العطلات هي تلك التي نجد فيها أنفسنا، ونسترجع فيها الطفل الذي يسكننا.

لنصنع ذكرياتٍ تُشبه حكاياتنا

فلنحاول هذا الصيف أن نصنع ذكرياتٍ تُشبه حكايات الأمس، نضحك فيها من قلوبنا، ونبتعد قليلًا عن الشاشات، ونقترب من أحبتنا، ونمنحُ أيامنا لحظاتٍ صادقة نرويها يومًا لأطفالنا. فبين صيف الطفولة وصيف الشباب، يكمن سرّ الحياة: أن نعيش كل عطلة كأنها الأولى، ونحتفظ في القلب بمخزونٍ من الذكريات الدافئة، يكفينا لنمضي مهما اختلفت الفصول.

ساهم في توفير الوجبات الساخنة لإخوتنا في غزة

تبرع الآن
عودة للأخبار