ما الذي تبحث عنه؟
أدخِل كلمات للبحث
جاري البحث
لا توجد نتائج متطابقة
حاول البحث مرة أخرى
عذرًا!
حدث خطأ ما
ما هي صدقة سقيا الماء للميت ؟
تُعَدّ صدقة سقيا الماء للميت من أعظم الصدقات الجارية التي يستمرُّ ثوابها بعد وفاة المسلم. والمقصودُ بها التبرع بالماء العذب النقي وتوفيره للناس – سواء عبر حفر الآبار للميت، أو تركيب مبردات المياه، أو توصيلها للمنازل الفقيرة – بنيّة أن يكون الأجر والثواب للميت. وقد حثّ الإسلام على الصدقات الجارية عمومًا، وعلى سقيا الماء خصوصًا، لما لها من أثر عظيم في حياة البشر، فهي حاجة أساسية لا يُستغنى عنها. قال رسول الله ﷺ:
"إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له" (رواه مسلم).
ومن أبرز صور الصدقة الجارية: سقيا الماء للميت، إذ يبقى الأجرُ ممتدًا ما دام الناس ينتفعون بالماء.
فضل صدقة سقيا الماء للميت
ورد في القرآن الكريم التذكير بنعمة الماء وأهميته، إذ قالَ الله تعالى:
﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾.
فالماء سرُّ الحياة، وحرمان الإنسان منه يعني المشقة والعناء.
أما في السنة النبوية، فقد وردَ أنّ سُقيا الماء من أعظم القربات.
جاء في الحديث أن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال:
"قلتُ: يا رسولَ الله، إن أمي تُوفيت أفأتصدَّقُ عنها؟ قال: نعم. قلت: فأيُّ الصدقة أفضل؟ قال: الماء" (رواه النسائي).
ومن هنا نفهم أنّ أفضل الصدقات للميت سقيا الماء، لأنها تسدّ حاجة ضرورية، ويعمّ نفعها الكثير من الناس، وتستمر بركتها ما دام الماء جارياً.
فوائد صدقة سقيا الماء للميت
عندما يتبرع المسلم بنيّة أن يصل الأجر لميتٍ عزيز عليه، فإن لذلك ثمارًا عظيمة، منها:
1. ثواب عظيم مستمر: فهي من الصدقات التي لا ينقطع أجرها مع مرور الزمن.
2. رفع درجات الميت: تصل الصدقة إليه في قبره، فيستبشر بها وتخفف عنه.
3. سدّ حاجة الناس الأساسية: الماء حاجة يومية، فلا يستغني عنها غني ولا
فقير.
4. بقاء الأثر بعدَ الموت: فمن حفرَ بئرًا أو وضع برادًا أو أنشأ مشروعًا
لسُقيا الناس، بقي الأثر شاهدًا على عطائه.
5. إحياء السنن النبوية: فالصدقة عن الميت من أعظم صور البرّ به بعد
وفاته.
كيفية تنفيذ صدقة سقيا الماء للميت
هناك عدة طرق عملية يمكن للمتبرع أن ينفّذ بها الصدقة الجارية للميت في صورة سقيا ماء، ومنها:
1. حفر الآبار في المناطق المحتاجة:
ملايين البشر حول العالم، يعانون شحّ المياه، خاصة في بعض دول أفريقيا وآسيا التي تُعاني فقرًا شديدًا، أو تلك التي ترزحُ تحت وطأة الأزمات والحروب والنزاعات. وعلى ذلك فإنّ حفر بئر باسم الميت يضمنُ تدفق الأجر مع تدفّق الماء ما دام الناسُ ينتفعون ويشربون منه.
2. تركيب مبردات مياه في الأماكن العامة:
كالمساجد، والمدارس، والمستشفيات، والطرقات، بحيث يشرب منها المارة والمصلّون وعابروا السبيل ويعودُ أجرها للميت.
3. توصيل مياه الشرب إلى المنازل الفقيرة:
بعض الأسر لا تملكُ القدرة على توفير وصلات مياه نظيفة، والتبرع لتغطية تكاليف التوصيل من أعظم الأعمال الخيرية للميت.
4. المشاركة في مشاريع جمعيات موثوقة:
مثل هيومان أبيل وغيرها من المؤسسات الإنسانية التي تنفذ مشاريع الصدقة المستمرة للميت عبر توفير محطات مياه أو توزيع صهاريج مياه للشرب.
ما هي شروط قبول صدقة سقيا الماء للميت ؟
حتى تكون الصدقة مقبولة عند الله تعالى، هناك عدة شروط ينبغي مراعاتها:
قال تعالى: ﴿لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾.
أفضل صدقة للميت سقيا الماء
من خلال النصوص الشرعية وتجارب المسلمين الأوّلين، يتبيّن أن أفضل صدقة جارية للميت سقيا الماء، فهي تجمع بين عظمة النفع، ودوام الأجر، وتخفيف العطش عن عباد الله.
إن التبرّع بالماء للميت يتركُ أثرًا خالدًا في الدنيا والآخرة، حيث يستظلُّ الميت برحمة الله كلما شرب إنسان أو حيوان من الماء. قال رسول الله ﷺ: "في كل كبدٍ رطبة أجر" (متفق عليه).
الصدقة عن الميت من أعظم صور البر به بعد وفاته، وخصوصًا صدقة سقيا الماء للميت، التي تعدّ من أعظم الصدقات الجارية وأكثرها بقاءً. فمن أرادَ أن يُهدي أحبّتهُ بعد موتهم عملًا صالحًا مستمرًا، فليجعل لهم نصيبًا من سقيا الماء، سواء عبر حفرِ الآبار للميت، أو تركيب المبردات، أو دعم المشاريع الخيرية التي تضمنُ وصول الماء النقي للفقراء والمحتاجين.