ما الذي تبحث عنه؟
أدخِل كلمات للبحث
جاري البحث
لا توجد نتائج متطابقة
حاول البحث مرة أخرى
عذرًا!
حدث خطأ ما
لماذا العمل الخيري العائلي؟
في زمنٍ يتسم بالسرعة، وكثرة تفاصيل ومسؤوليات الحياة، حتى أننا نكادُ لا نجدُ الوقت الكافي للمّ شمل العائلة، تبقى المناسبات الصيفية فرصة ذهبية ليس فقط لصلة الرحم، بل لتربية أبنائنا على القيم الأصيلة في إطارٍ من المودة والتراحم. فالعمل الخيري العائلي يغرس في القلوب خُلُقَ العطاء ويقوّي روابط التراحم والتعاطف بين أفراد الأسرة، وأفراد المجتمع، ويُعلّم الصغار قيمة «اليد العليا خيرٌ من اليد السفلى»، وأنّ الرزق الذي أعطانا الله لنا، ليس ملكنا وحدنا، وإنما أُعطينا إياهُ حتى ننفقَ بعضهُ على المحتاج والفقير والمسكين، فهذه القيم، لا يمكن تعلّمها إلا بشكلٍ عمليّ.
قال رسول الله ﷺ: «أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس» — حديث يذكرنا بأن نفع الآخرين ليس مسؤولية المؤسسات الضخمة فحسب، بل يمكن أن يبدأ من جلسة عائلية في ليلة صيفية دافئة، ونية صادقة، وتعاونٌ على البرّ والتقوى.
أفكار لحملات خيرية مصغّرة داخل مناسبات العائلة
يمكن لأي تجمع عائلي صيفي أن يتحوّل إلى مساحة أمل ورحمة للآخرين ببعض الأفكار البسيطة:
أنشطة صغيرة لكنها تترك أثرًا كبيرًا في النفوس، وتُحوّل الدفء العائلي إلى نور يتسع خارج حدود المنزل.
كيف نجعلها عادة صيفية سنوية؟
الاستمرارية هي سرُّ الأثر. فاجعلوا من هذه الحملات الخيرية عادة سنوية ينتظرها الجميع ويتحضّرونَ لها. يمكن تدوين الأفكار بعد كل مناسبة ومناقشة ما نجح وما يمكن تحسينه، كما يمكن تشجيع الأطفال على اقتراح أفكار جديدة لتظل روح العطاء متجددة.
يقول الله تعالى: ﴿ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ ﴾ — تذكيرٌ جميل بأن الخير الذي نقدمه اليوم سيعود إلينا بركةً في الدنيا وثوابًا ونجاةً في الآخرة.
أثر هذه المبادرات الصغيرة
قد يظنّ البعض أن ما نفعله لا يتجاوز كونه عملًا بسيطًا، لكنه في الحقيقة شجرةٌ مثمرة، تُزرعُ في قلوب الأطفال ليكبروا على حبّ الخير والكرم والإيثار. فالتربية على القيم لا تحتاج إلى دروسٍ نظرية بقدر ما تحتاج إلى مواقف حيّة يشارك فيها الجميع.
ستكبر هذه الذكريات في نفوس الأبناء، وسيشبّون على حمل رسائل الرحمة، فتكون العائلة قد ساهمت في تعليم جيل جديد كيف يحوّلُ تجمّعاته العادية إلى مساحات خيسرٍ ومحبةٍ وتراحم.
اجعلوا من بيوتكم منبعًا للخير
لنعقد النية أن يكونَ هذا الصيفُ مختلفًا؛ مناسبة للفرح ولمدّ يد العون معًا. ولتكن مناسباتنا العائلية بذورًا تنمو وتثمر رحمةً وأجرًا مستمرًا، نعلّم فيها أبناءنا العطاء وننشئهم على قيمٍ تجعلهم نورًا في بيوتهم ومجتمعهم.