31.07.2025
ما الذي تبحث عنه؟
أدخِل كلمات للبحث
جاري البحث
لا توجد نتائج متطابقة
حاول البحث مرة أخرى
عذرًا!
حدث خطأ ما
تُشيرُ أحدث بيانات الأمم المتحدة (UNHCR) إلى أنّه بحلول نهاية أبريل 2025، بلغ عدد الأشخاص الذين أجبروا على النزوح قسرًا حول العالم نحو 122.1 مليون شخص نتيجة للحروب والعنف والاضطهاد، وهو رقمٌ ضخمٌ للغاية. ومن بين هؤلاء النازحين، أطفالٌ فقدوا كل شيء، وهم على ذلك، الفئة الأكثر تأثرًا وتضررًا بظروف اللجوء القاسية.
أهمية التعليم للأطفال اللاجئين
حين يُسلب من الطفل بيته وأمانه، يصبح التعليم هو الركيزة المتبقية التي تحفظ له إنسانيته، وتمنحه وسيلة للنجاةِ مستقبلًا. لذا فإن تعليم الأطفال اللاجئين ليس رفاهية، بل هو حقٌ أساسي وأداة فعّالة لبناء مستقبلهم وكسر دوّامة المعاناة والتهميش.
يُقدّر عدد الأطفال اللاجئين حول العالم بالملايين، كثيرون منهم محرومون من التعليم بسبب النزاعات والنزوح. التعليم لهؤلاء الأطفال لا يعني فقط تعلُّم القراءة والكتابة، بل يعني بناء الثقة بالنفس، واستعادة الشعور بالحياة الطبيعية، والتحرّر من قيد "الضحية".
التحديات التي تواجه تعليم أطفال اللاجئين
في مخيمات ومراكز اللجوء، تتراكمُ التحديات: نقصٌ في المدارس، وغياب المعلمين، وشحّ المواد والمستلزمات التعليمية، وظروف الحياةِ القاسية.
الحروب والنزوح المتكرر يتركان بصمات قاسية على حياة الأطفال، حيث تتوقف الدراسة لسنوات، وتغيب المدارس المجهزة، ويصبح الحصول على فرصة للتعليم مهمة شبه مستحيلة. وكثيرٌ من الأطفال يُجبرون على العمل بدلًا من الجلوس في مقاعد الدراسة، ويُحرمون من أبسط حقوقهم في التعلم واللعب.
التحديات الصحية والتعليمية في المجتمعات الفقيرة
غياب التعليم يرتبط بسوء التغذية، وانعدام الرعاية الصحية، وتفشي الأمراض. فالأطفال الذين لا يدرسون غالبًا ما يعانون من نقص في الوعي الصحي، ويكونون أكثرَ عُرضة للخطر والاستغلال. كما أن الفقر وتأثيره على الأطفال لا يقف عند حدود الجوع، بل يتعدى إلى مشاكل نفسية واجتماعية طويلة الأمد.
كيف يمكن أن يعيد التعليم الأمل؟
التعليم يزرع الأمل، لأنه يفتح نافذة على العالم، ويمنح الطفل اللاجئ فرصة ليتخيّل مستقبلًا مختلفًا عن الواقع المؤلم الذي يعيشه. وقد قال رسول الله ﷺ:
« من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهّل الله له به طريقًا إلى الجنة. »
وهل من طريق أبلغ في اتباع سنة نبينا من طريق نُعبّده بالتعليم لهؤلاء الأطفال؟
ما هي أبرز فرص التعلم وتأثيرها على اندماج اللاجئين
فرص التعليم غير الرسمي، والمبادرات المجتمعية، والصفوف المؤقتة، كلها حلول حيوية. فهي لا تمنح الطفل المهارات الأكاديمية فحسب، بل تساعده على الاندماج، والتواصل، والتعبير عن ذاته، ما يُقلّص من خطر الانحراف أو التطرف أو الانخراط في الجرائم، ويعزز السلام في المجتمعات المستضيفة.
قصة محمود من سوريا: كيف غيّر التعليم حياته؟
محمود، طفل سوري يبلغ من العمر 14 عامًا، عاش سنوات من الترحال والنزوح، بدأت بفقدان والده تحت القصف، ثم انهيار منزله بعد الزلزال، لتتضاعف معاناته. فانقطع محمود عن الدراسة ثلاث سنوات، حاول خلالها التسجيل في مدارس عدة، لكن فرق العمر وازدحام الفصول حالت دون ذلك.
ورغم كل التحديات، لم يستسلم. عمل حلاقًا لدعم أسرته، ثم وجد أخيرًا فرصة للتعليم في مدرسة الصبر القريبة من مخيم الزهور. يقول محمود:
“كنت أعجز عن قراءة جملة واحدة، أما الآن فأستطيع القراءة والكتابة بطلاقة، وأحب الرياضيات أيضًا.”
يعمل محمود صباحًا، ثم يذهب إلى المدرسة بعد الظهر، ساعيًا لتحقيق حلم والده بأن يصبح مهندسًا.
اليوم، تضم مدرسته 1500 طالب وطالبة من المخيمات المحيطة، وتمثل له ولأصدقائه نافذة للحياة والأمل
كيف تسهم هيومان أبيل في دعم تعليم الأطفال اللاجئين؟
من خلال مشاريعها في غزة وسوريا ولبنان والأردن، تعمل هيومان أبيل على إنشاء فصول دراسية آمنة، تناسب ظروف المنطقة واحتياجاتها، مع توفير المواد التعليمية، ودعم المعلمين، إلى جانب الدعم النفسي للأطفال الذين مرّوا بتجارب قاسية. فهذه المبادرات تُعيد الأمل لأطفال مثل محمود -الذي يستكمل دراسته في إحدى مدارس هيومان أبيل- وتمنحهم الحق الطبيعي في التعلم، والنجاة.
تبرعك اليوم يمكن أن يغيّر حياة طفل مثل محمود، ويمنحه كتابًا، ومقعدًا في الصف، وربما فرصة ليبني مستقبلًا أفضل له ولأسرته. فالتعليم ليس رفاهية، بل حياة.