لماذا كفالة اليتيم من أعظم أبواب الخير في الإسلام؟

لماذا لا تزال كفالة اليتيم من أعظم أبواب الخير في الإسلام؟

ربما لم تكتحل أعيننا برؤيته ﷺ، لكن نفوسنا تتوقُ دائمًا وأبدًا إلى رؤية وجهه الكريم، ورفقته ومجاورته في جنة الخلد، حيث لا تعبٌ ولا كدر. ومن أقرب وأجلّ أبواب الجنة، التي يحبها الله ورسوله، باب كفالة اليتيم لننال به هذه الصحبة المباركة، مصداقًا لقوله ﷺ: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا» وأشار بالسبابة والوسطى وفرّج بينهما.

لماذا حث الإسلام على كفالة اليتيم؟

إن أهمية كفالة اليتيم في الإسلام تتجلى في تأكيد القرآن الكريم على حفظ حق اليتيم وصونه من الضياع والقهر. قال تعالى: ﴿فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ﴾. إن اليتيم في الإسلام هو أمانةٌ في أعناقنا جميعًا. فربما فقد هذا اليتيمُ أحد والديه أو كليهما، لكنه لا يجبُ أن يظلّ وحيدًا، لذا فقد شرّع الله لنا الكفالة لنقوم على رعاية هؤلاء الضعفاء، واكتنافهم بقلوبنا قبل أموالنا.

الفوائد الدنيوية والأخروية لكفالة اليتيم

إن ثواب وأثر كفالة اليتيم عظيمٌ في الدنيا والآخرة. فمن جهة، فإنك تكفل الطعام والملبس والرعاية الصحية والتعليم لطفلٍ حُرم دفء الأب، ومن جهة أخرى تنمو في قلبك الرحمة ويغمرُ بيتك الخير والبركة. ويكفي أن تعرف أن مبلغًا ربما يكون بسيطًا تقتطعه من دخلك كل شهر وتخصصهُ لكفالة اليتيم، هو في النهايةِ قادر على تغطية احتياجات يتيم من الطعام والكساء والرعاية الطبية وحمايته من ذلّ السؤال وكدر العيش، فتكون أنت الدرع الذي يصُدُّ عنه قسوة الحياة بعد الفقد، وتمنحهُ فرصةً جديدة لحياةٍ ومستقبلٍ لا تكسوهُ الظلمة والتعب.

الفرق بين كفالة اليتيم المادية والمعنوية

كثيرون يظنون أن كفالة الأيتام هي مساعدة مالية فحسب، لكنها أعظم من ذلك بكثير. فالكفالة المادية هي أول الطريق، أما الكفالة المعنوية فهي السند النفسي والحضن الحاني، والتي تعيد للطفل شعور الأمان والثقة في مجتمعه. ومن هنا كان عمل الجمعيات الخيرية مثل هيومان أبيل يتجاوز مجرد تحويل المبالغ، إذ يزور فريق كفالة الأيتام الطفل المكفول بشكل دوري لضمان أحواله، وطمأنة كافله، أو توصيل رسالة منه، مع إرسال تقرير عن حالته كل ستة أشهر إلى سنة، ليظلّ الكافل والمكفول دائمًا على صلة، مع احترام خصوصية الطفل وأسرته.

طرق كفالة اليتيم اليوم ودور التكنولوجيا والجمعيات

في عصرنا، باتت كفالة اليتيم أونلاين أسهل من أي وقت مضى. بضغطة زر، يمكنك أن تكون قدر الله الجميل لطفل يتيم في غزة — حيث يعيش قرابة 30 ألف يتيم وحدهم بلا سند — أو لطفل في سوريا أو اليمن أو العراق. فكل هؤلاء الأيتام ينتظرون لطف الله بهم من خلالك، ويرجون أن يجدوا من يهتم بهم ويريد لهم حياةً كريمةً.

نشره : هيومان أبيل

UK