26.01.2025
يحلّ علينا شهر رمضان حاملاً معه معاني الرحمة والتكافل، وهو فرصة عظيمة لتجسيد قيم التضامن ومساعدة المحتاجين. ومن أفضل الأعمال التي يُستحبّ القيام بها خلال هذا الشهر الفضيل "إفطار الصائمين"، إذ قال تعالى في محكم كتابه:
﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ﴾
تبيّن هذه الآية الكريمة قيمة إطعام الطعام وحجم الأجر الذي يناله المؤمن من هذه الصدقة، لاسيّما في رمضان.
أفكار لمشاريع إفطار الصائم
تتنوّع طرق المساهمة في وجبات إفطار الصائمين، فمنها تجهيز وجبات ساخنة وتوزيعها على الفقراء والأسر المحتاجة، ومنها إعداد طرود غذائية تحتوي على مواد أساسية تكفي الأسرة لفترة من الزمن. كما يمكنك تنظيم حملات محلية أو المشاركة في فعاليات تقيمها المساجد والمؤسسات المجتمعية، لتوفير طاولات إفطار جماعية في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية أو التي يكثر فيها المارّة وقت المغرب. ولا تنسَ الأفكار البسيطة كإعداد عبوات ماء وتمور وتوزيعها عند إشارات المرور أو على العاملين في الشوارع قبل الأذان.
الفرق بين تفطير الصائم والصدقة العامة
هناك تشابه كبير بين مفهوم صدقة إفطار صائم والصدقة العامة، فكلاهما يهدفان إلى مساعدة الفقراء والمحتاجين. غير أنّ تفطير الصائم يرتبط بفضيلة خاصة بشهر رمضان، إذ يتم في توقيت محدّد عند غروب الشمس، حيث يكون للصائم فرحة بالإفطار، فمن يشارك في إدخال هذه الفرحة على المحتاج ينال ثوابًا عظيمًا؛ وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: "مَن فطّر صائمًا كان له مثل أجره"
أمّا الصدقة العامة فهي تمتد على مدار العام، ولا تقتصر على شهر رمضان فحسب، وإن كانت في الشهر الفضيل أعظم أجرًا.
أهمية العمل التطوعي في إفطار الصائمين
بالإضافة إلى التبرع المالي أو العيني، يعدّ العمل التطوعي عنصرًا مهمًا في حملات إفطار الصائم. فالمشاركة في إعداد الوجبات أو توزيعها تسهم في بناء روح الألفة والتكاتف بين المتطوعين أنفسهم وبين المجتمع. كما تساعد هذه الأنشطة على غرس قيم العطاء والرحمة في نفوس الأجيال الشابة، فيتعلّمون معنى الإيثار ويكتسبون خبرات حياتية واجتماعية قيّمة.
دور هيومان أبيل في دعم إفطار الصائمين
مع حلول شهر رمضان، تركّز هيومان أبيل جهودها على دعم مشاريع وجبات إفطار صائم، من خلال جمع التبرعات وتخصيصها لتوفير الوجبات الساخنة أو توزيع الطرود الغذائية على الفقراء واللاجئين والمتضررين من الحروب والكوارث. وتتوزّعُ هذه الجهود في مختلف الدول، لتشمل أكبر قدرٍ ممكن من المناطق التي تعاني الاحتياج.
يمكنك الانضمام إلى هذه الجهود عبر التبرّع الإلكتروني من خلال موقعنا الرسمي أو منصّاتنا المعتمدة، حيث تتيح لك خيارات متعدّدة لمساهمة تناسب ميزانيتك، سواء أردت تقديم قيمة وجبة يوميًا طوال الشهر، أو المساهمة في تكلفة طرود غذائية تفي باحتياجات أسر كاملة.
كيفية التبرع الإلكتروني لوجبات إفطار الصائمين
أصبحت الوسائل الإلكترونية اليوم تسهّل علينا عملية التبرع، إذ يمكنك القيام بـدفع إفطار صائم على مدار اليوم وخلال دقائق معدودة. فيما يلي بعض الخطوات العملية للتبرع الإلكتروني:
إنّ مساعدة الصائمين في شهر رمضان، سواء بتقديم الوجبات أو التبرع الإلكتروني أو التطوع الشخصي، هي فرصة عظيمة لنيل رضى الله تعالى ونشر روح التكافل في المجتمع. وتأكّد أن مساهمتك، مهما بدت صغيرة، قد تُحدث فرقًا كبيرًا في حياة شخص لا يجد ما يفطر عليه. فاحرص على اقتناص بركات هذا الشهر العظيم، وكن جزءًا من الخير الذي يعمّ الجميع. رمضان كريم!