16.12.2024
شهر رمضان هو شهر البركة والرحمة، حيث يجتمع المسلمون على العبادة والإحسان، ويتنافسون في أعمال الخير. لكن في خضم هذه الأجواء الروحانية، نجد انتشارًا لبعض العادات الخاطئة، كالإسراف والتبذير، خاصةً في إعداد الطعام وتجهيز الموائد. لهذا، تأتي دعوة الإسلام لتذكيرنا دائمًا بأهمية التوازن في هذا الشهر الفضيل، والابتعاد عن الإسراف الذي يُفقِد رمضان روحه ومعانيه.
الإسراف في الطعام: مشكلة تحتاج إلى وقفة
الإسراف هو تجاوز حد الحاجة في الإنفاق أو الاستهلاك، وقد حذر الله سبحانه وتعالى منه في القرآن الكريم، حيث قال:
﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾
في شهر رمضان، تتزيّن الموائد بالأطعمة والمشروبات على اختلاف أنواعها وأطعمتها، لكن كثيرًا منها يفيض عن الحاجة وينتهي إلى سلة المهملات، مما ينافي قيم الإسلام التي تدعو إلى حفظ النعم واستغلالها بما يرضي الله، خاصةً وهناك الكثيرين ممن هم في حاجةٍ إلى هذا الطعام لسدّ جوعهم.
رمضان شهر التوازن، لا الإسراف
رمضان ليس شهر الطعام والتفاخر بالموائد، بل هو شهر العبادة والتقرب إلى الله. قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"ما ملأ آدمي وعاءً شرًا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنَفَسه".
هذا الحديث الجميل المأثور عن نبينا الذي أمرنا بالتوازن يدعونا إلى الاعتدال، لا سيما في رمضان، حيث أن الهدف الأساسي من الصيام هو تهذيب النفس وتعويدها على الصبر، وليس الانغماس في الترف والإسراف.
آثار الإسراف: خسائر روحية ومادية
الإسراف في الطعام والشراب يؤدي إلى عدة مشكلات، منها:
كيف نجعل رمضان بلا إسراف؟
لكي نحول رمضان إلى شهر بلا إسراف، يمكننا اتباع النصائح التالية:
رمضان فرصة للعودة إلى التوازن
رمضان هو شهر التغيير، وشهر التقرب إلى الله بأفعال الخير. عندما نبتعد عن الإسراف، نكون قد التزمنا بتوجيه الله تعالى حين قال:
﴿ وَلَا تُبَذِّرۡ تَبۡذِیرًا إِنَّ ٱلۡمُبَذِّرِینَ كَانُوۤا۟ إِخۡوَ ٰنَ ٱلشَّیَـٰطِینِۖ ﴾
كما أن ترك الإسراف يُتيح لنا فرصة توجيه فائض المال والطعام إلى من هم في أمس الحاجة إليه، مما يعزز روح التكافل الاجتماعي.