الشتاء في الخيمة

الشتاء في الخيمة

ها هو الشتاءُ يتسلّلُ خفية، لينسَل من بين قماش الخيام الضعيفة، لا يحمل معه نسيمًا باردًا فحسب، بل يحمل قسوة البرد، وغزارة المطر، والليل الطويل الذي لا يرحم أجساد الأطفال ولا قلوب الأمهات. في غزة وسوريا ولبنان واليمن وغيرهم من مناطق الحروب والكوارث والأزمات، يعيش الملايين داخل خيام هشّة، تُقاوم الطبيعة كل يوم، لكنها لا تستطيعُ مهما حاولت أن تمنح ساكنيها الدفء أو الحماية.

يقول الله تعالى: ﴿أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ﴾، أي الذي التصَق بالتراب فلا ملجأ لهُ يحميه من شدة الفقر والحاجة. ويقول ﷺ: « الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله» (متفق عليه).

ومع اشتداد برد الشتاء، يصبح الإحسانُ إلى النازحين وسكان الخيام واجبًا إنسانيًا ودينيًا ضروريًا.

حملة شتاء المغرب
كيف يعيش الناس داخل الخيام في الشتاء؟

كيف يعيش الناس داخل الخيام في الشتاء؟

الحياة داخل الخيام في الشتاء شديدة القسوة، فبين المطر الذي يُغرق والرياح التي تقتلع، يبقى سُكّان الخيام بلا حمايةٍ ولا دفء. فالخيمة التي كانت ملجأً مؤقتًا تصبح في الشتاء عبئًا ثقيلًا؛ لا تحمي من البرد، ولا توقف تسرب المياه، ولا تمنع العواصف من اقتلاع أطرافها.

  • في غزة وحدها، يعيش أكثر من مليون نازح في خيام مؤقتة أو ملاجئ مكتظة.
  • وفي شمال سوريا، يتواجد ما يزيد عن 1.9 مليون شخص داخل مخيمات تفتقر للبنية التحتية، 90% منها غير مؤهلة لمواجهة المطر والثلوج.
  • تشير تقارير إنسانية إلى أن ثلثي الخيام في المخيمات تتعرّض للغرق أو الانهيار مرة واحدة على الأقل كل شتاء.

داخل الخيمة ومن حولها، تحاول العائلات إشعال بعض الحطب أو قطع البلاستيك للحصول على الدفء، ما يتسبب في روائح خانقة وحرائق متكررة ومشاكل صحية لا تُحصى. والأرضُ غالبًا ما تكون موحِلة، والبطانيات رطبة ودبِقة، وقماش الخيام ترشحُ ماءً فوق

خفف معاناة النازحين في سوريا
أنواع الصعوبات التي يواجهها سكان الخيام

أنواع الصعوبات التي يواجهها سكان الخيام

1. خطر المياه والسيول

تُعد الأمطار الغزيرة من أخطر ما يواجهه النازحونَ داخل الخيام. إذ تتحول المخيمات إلى بِرَك من الطين، وتغرق الخيام خلال دقائق.

في غزة شتاء 2023–2024، شهدت مناطق النازحين آلاف حالات غرق الخيام بعد أول موجة أمطار. في هذا الشتاء أيضًا، انهارت أغلبُ الخيام مع أول موجة مطر.

في مخيمات سوريا، تُسجَّل سنويًا آلاف حوادث تضرّر الخيام بسبب تجمع المياه أو السيول الجارفة. أغلب الخيام ليست مرفوعة على قواعد إسمنتية، ما يجعل الماء يدخل مباشرةً إلى أماكن النوم. عندما تغرق الخيمة، لا يتلف الأثاث البسيط فقط، بل تتلفُ الملابس، والكتب المدرسية، وحتى الطعام. ويستيقظ الأطفال ليجدوا فراشهم قد غمره الماء البارد.

2. خطر نقص الوقود والملابس

الوقود في مناطق النزوح شحيح وغالٍ، وغالبًا غير متوفر. وفي بعض الأحيان، لا تجد الأسر أي وسيلة للتدفئة سوى حرق النفايات أو الكرتون.

  • أكثر من 70% من النازحين في غزة لا يمتلكون أي وسيلة آمنة للتدفئة.
  • في شمال سوريا، 85% من الأسر تعتمد على التدفئة البديلة (بلاستيك، قماش، أوراق)، مما يسبب دخانًا خانقًا وأمراضًا تنفسية.
  • نقص الملابس الشتوية يدفع الأطفال لارتداء طبقات كثيرة من الملابس الخفيفة، غير كافية لحماية أجسادهم الضعيفة من البرد.


3. خطر انتشار المشاكل الصحية

الشتاء داخل خيمة يعني رطوبة عالية، وبيئة مغلقة مناسبة لتكاثر مختلف أنواع الجراثيم وانتقالها، ونقصًا في المياه النظيفة. وكل هذه الظروف تمثل أرضًا خصبة للأمراض.
أبرز المشكلات الصحية: - الالتهابات التنفسية الحادة - الإنفلونزا - الالتهاب الرئوي - التهابات الأمعاء - تفاقم أمراض الربو والحساسية - انخفاض حرارة الجسم لدى الأطفال تحديدًا

تشير البيانات الطبية إلى أنّ أكثر من 40% من مراجعي العيادات الشتوية في سوريا وغزة هم من الأطفال الذين يعانون من أمراض صدرية نتيجة تدني ظروف المعيشة في الخيام.

وفر الدفئ لأهل العراق
دور المساعدات الإنسانية في مواجهة برد الشتاء

دور المساعدات الإنسانية في مواجهة برد الشتاء

في وجه هذا الواقع القاسي، تأتي المساعدات الإنسانية كخط دفاع أول ضد البرد. ويبرز دور الجمعيات الخيرية في الشتاء -ومنها هيومان أبيل- في توفير حملات جمع التبرعات التي تهدف إلى إنقاذ الأرواح وتعزيز صمود آلاف العائلات.

تعمل هذه الحملات على تزويد الأسر المحتاجة بـ:

  • الملابس الشتوية للأطفال والبالغين
  • البطانيات الثقيلة
  • المدافئ ووقود التدفئة
  • الأحذية والقبعات والقفازات
  • الطرود الغذائية الغنية بالسعرات
  • حقائب الدفء الجاهزة للتوزيع
  • دعم البنية التحتية في المخيمات لتحسين الصرف والمأوى

هذه المساعدات لا تحلّ المشكلة بالكامل، لكنها تمنح العائلات فرصة لتجاوز الشتاء بأمان.
وبفضل المتبرعين حول العالم، استطاعت هيومان أبيل خلال السنوات الماضية حماية آلاف الأسر في غزة وسوريا ولبنان واليمن وغيرها من الدول من برد الشتاء القاسي.
إن تأثير المساعدات الإنسانية ليس ماديًا فقط، بل يعيد للإنسان إحساسه بالكرامة، ويؤكد أن الطيبين لم يتركوه وحده أمام البرد.

خيام للنازحين في غزة
دور هيومان أبيل في دعم النازحين

دور هيومان أبيل في دعم النازحين

هيومان أبيل تعمل منذ سنوات على دعم الأسر النازحة في غزة وسوريا ولبنان واليمن، عبر برامج شتوية متعددة تختلف باختلاف المنطقة واحتياجاتها وتشمل:

  • توزيع آلاف البطانيات والمعاطف على الأسر الأكثر احتياجًا.
  • توفير ملابس شتوية كاملة للأطفال في المخيمات أو قسائم لشراء الملابس.
  • تقديم طرود غذائية ووجبات ساخنة لمواجهة البرد والجوع.
  • دعم الخيام المتضررة.
  • تشغيل العيادات المتنقلة في غزة وشمال سوريا، والتي توفر علاجًا مباشرًا لآلاف المرضى.
  • توزيع وقود التدفئة للأسر التي لا تستطيع شراء الوقود.

وقد نجحت فرق هيومان أبيل، بفضل تبرعات داعميها، في حماية آلاف العائلات من قسوة الأمطار والسيول خلال السنوات الماضية، مع التزام كامل بالشفافية وإيصال التبرعات إلى مستحقّيها حتى في أصعب الظروف الأمنية واللوجستية والإنسانية.

ساهم في صندوق الشتاء اليمني

الخاتمة

الخيمة ليست بيتًا مستقرًا، والشتاء ليس ضيفًا خفيفًا على سكان الخيام. حيث يعيش النازحون فصلًا كاملًا من التحديات القاسية التي تهدد صحتهم وكرامتهم وحياتهم. ومع غياب البنية التحتية والموارد، تصبح المساعدات الإنسانية هي الحائط الوحيد بين عائلة ضعيفة وبين مأساة جديدة.

تبرع لحملة شتاء أفغانستان

الأسئلة الشائعة

هل تصل المساعدات فعلاً إلى المستفيدين؟

نعم، تعمل فرق هيومان أبيل على متابعة دقيقة لعمليات التوزيع، بالتعاون مع فرق ميدانية محلية، لضمان وصول كل مساعدة لأسرة مستحقة. ويتم توثيق التوزيعات بالصور والفيديوهات والتقارير لضمان الشفافية.

هل المساعدات تصل مباشرة للمناطق المتضررة؟

نعم. تعمل الفرق الميدانية لهيومان أبيل على الأرض في عدد من الدول، وتقوم بشراء المواد محليًا أو إقليميًا ثم توزيعها على المستحقين وفق معايير واضحة وشفافة.

ما أكثر الصعوبات التي تواجه الأسر في الخيام شتاءً؟

أبرز الصعوبات تشمل:

  • غرق الخيام وتسرب المياه
  • نقص وسائل التدفئة والوقود
  • نقص الملابس الشتوية
  • انتشار الأمراض التنفسية
  • عدم القدرة على تجفيف الملابس أو البطانيات
  • الأرض الموحلة التي تعيق الحركة وتلوث الطعام والماء

الشتاء من أصعب الفصول على النازحين والفقراء الأشد حاجة..ساهم في التخفيف عنهم الآن

حملة دفا بلادنا
عودة للأخبار