28 نوفمبر 2025
الشتاء، موسم الأمل والخطر
يأتي الشتاء كل عام حملًا معه وجهين متناقضين: وجه الخير الذي يهطلُ على الأرض رحمةً وبركة، ووجه الخطر الذي يتسلّل إلى بيوت الفقراء وخيامهم الهشة ليحوّل البرد العادي إلى تهديدٍ حقيقي لحياةِ هؤلاء.
فالشتاء الذي نراه في مدننا من خلف النوافذ الدافئة، ومن تحتِ البطانيات الوثيرة، يراه آخرون من خلف قماش خيمةٍ تسرّب المطر والهواء البارد من كُل اتجاه. وبينما نستمتعُ نحنُ بنكهة الشاي الساخن، هناك أطفالٌ ترتجف شفاههم وأجسادهم بحثًا عن دفءٍ مفقود.
متى يصبح المطر مصيرًا سيئًا؟
المطر في أصله رحمة وسُقيا للبشر والدوابِ والأرض، ينبُتُ بهِ الزرع وتروى بهِ الخلائق، لكنه في المخيمات قد يتحوّل إلى مصيرٍ بائس يهدّدُ الحياة. فمشكلاتُ الشتاء تتضاعف عندما يجتمع برد الشتاء، وضعف البنية التحتية، وهشاشة الخيام، وقلة الوقاية> وضيقِ ذاتِ اليد:
وهنا يصبح السؤال:
كيف يتحول المطر – وهو خير – إلى خطر؟
الجواب ببساطة:
حين يغيبُ البيت الدافئ، والغطاء السميك، والملابس التي تقي الجسد من البرد، يتحوّلُ المطر من خيرٍ إلى خطر.
كيف تُعيد المساعدات الإنسانية التوازن بين خير الشتاء ومصيره القاسي؟
لا يمكن وقف المطر أو التحكم بطقس الشتاء، فهو من عند الله وحده، لكن يمكن التحكم في أثر الخطر الناتج عنه على الفقراء والمساكين والمكروبين، عبر برامج إنسانية مدروسة تخفف من حدة البرد وتعيد "خير الشتاء" إلى معناه الصحيح.
المساعدات الشتوية عادةً تتضمن:
هذه الأدوات ليست رفاهية؛ إنها وسائل حماية للحياة.
وقد أثبتت التجارب أن توفير حزمة مستلزمات شتاء متكاملة يقلّل من حالات الأمراض المرتبطة بالبرد بنسبة كبيرة، خاصةً بين الأطفال.
دور هيومان أبيل في تحويل البرد إلى دفء
في المناطق التي يشتد فيها برد الشتاء وتتكرر فيها موجات النزوح، تعمل هيومان أبيل على مواجهة مصير الشتاء القاسي ببرامج شتوية ميدانية تعتمد على الخبرة، والسرعة، والشفافية.
أبرز ما يميز تدخل هيومان أبيل:
وفي كل حملة، تحرص هيومان أبيل على تحقيق الأثر الحقيقي: دفءٌ يصل في وقته، ورحمةٌ تحمي أسرة من برد قد يهدد حياتها.
كيف نحافظ على "خير الشتاء" للجميع؟
هناك مسؤولية جماعية في أن يبقى الشتاء موسم خير، لا موسم خوف. وذلك عبر عدة خطوات:
1. التوعية: إدراك حجم المعاناة في المخيمات يجعلنا أكثر وعيًا ومسؤولية
تجاه ما نملك من وسائل دعم.
2. المساهمة ولو بالقليل: قال رسول الله ﷺ:
« اتقوا النار ولو بشق تمرة »
(متفق عليه). أي أن القليل أجره عظيم وقد ينقذ حياة.
3. المساهمة عبر الجهات الموثوقة: لضمان وصول المساعدات مباشرة إلى
المستحقين.
4. دعم المشاريع المستدامة: التي تقي الأسر من الحاجة في كل شتاء، مثل دعم
مشاريع المأوى أو مشاريع كسب العيش.
5. نشر خير الشتاء: مشاركة المعلومات، ونشر روابط التبرع، ودعم المبادرات
الإنسانية… كلها وسائل بسيطة لكنها مؤثرة.
فالدفء ليس بطانية أو مدفأة فحسب؛ بل هو رسالة إنسانية ومسؤولية تقعُ على عاتقنا جميعًا.
الخاتمة
الشتاء نعمة من الله، لكنه قد يتحول إلى ابتلاء ثقيل على من لا يملكون ما يواجهون به رياحه وبرده. وبين الخير والمصير، يبقى دورنا أن نرجّح كفة الخير، وأن نمد يدنا بالدفء إلى كل مكان يفتقده. ومع كل حملة شتوية تطلقها هيومان أبيل، يتحول البرد من تهديد إلى فرصة رحمة، وتعود قطرات المطر بداية حياة لا معاناة.
الأسئلة الشائعة
1. لماذا يزداد خطر البرد على الأسر الفقيرة؟
لأنهم يعيشون في منازل غير معزولة أو في خيام لا تقاوم المطر، ولا يمتلكون وقودًا للتدفئة أو ملابس كافية. ومع الفقر والازدحام تزداد الأمراض المرتبطة بالبرد بشكل كبير.
2. كيف تضمن هيومان أبيل وصول التبرعات لمستحقيها؟
من خلال نظام استهداف واضح، وشراء محلي سريع، وفِرق ميدانية تشرف على التوزيع مباشرة، إضافة إلى وثائق وصور وتقارير توثّق كل مرحلة لضمان الشفافية التامة.
3. ما الفرق بين المساعدات الشتوية والإغاثة الطارئة؟