12.11.2024
وفي هذا حثُّ كبير على الشعور بالآخرين والإحساس بآلامهم ومعاناتهم، إعمالًا لقيم التضامن والتراحم بين الناس وتعزيزًا للمشاعر الإنسانية النبيلة. وقد كان الفاروق عمر (رضي الله عنه) يحثّ رعيّته على تفقّد الآخرين خلال الشتاء والتخفيف عنهم ومدّهم بما يُعينهم على برده ولياله القاسية، من طعام وكساء وما يعين على التدفئة ومواجهة البرد.
سعيًا لتخفيف المعاناة
يحلّ علينا فصل الشتاء قريبًا، حاملًا معه أجواءً قاسية وبردًا لا بدّ لمواجهته من استعدادات كافية ومستلزمات عدة للتدفئة، من ملابس شتوية وبطانيات وفرشات وطعامٍ كافٍ وغيرها. لذا، مع حلول الشتاء في كلّ عام، وتعزيزًا لقيم التكافل والتراحم الإنساني ومفهوم الأمة الواحدة، نسعى في مؤسسة هيومان أبيل إلى التخفيف عن الفقراء والمحتاجين في البلدان التي تعمل بها المؤسسة، ومنها باكستان وكشمير وأفغانستان واليمن والعراق وسورية ولبنان وفلسطين (مع التركيز على قطاع غزة).
وفي ظل ما تشهده المنطقة والعالم من حروب ونزاعات، ربما تركَّز جانبٌ كبير من عملنا على تلك الدول؛ ففيها تتفاقم المعاناة شتاءً، مع نزوح الآلاف من بيوتهم، مصدر الأمان والدفء والسكينة، فتتقطع بهم السبل في مراكز الإيواء أو الخيام التي لا تقيهم بردًا أو مطرًا، مع معاناة في الحصول على الطعام والمياه والكساء والدواء وغيرها من أساسيات الحياة.
هكذا نوجّه تبرعاتكم
تتوزع أنشطة هيومان أبيل في تلك البلدان بحسب حاجات الناس هنالك؛ محاولين توفير البطانيات والمراتب والفرشات، فضلًا عن الملابس ومواد التدفئة والوقود للأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها. وتأتي تكلفة الطرود الشتائية هذا العام على النحو التالي:
أما في غزة المحاصرة فتشتد الحاجة التبرعات لتوفير طرود الشتاء الطارئة حيث تصل تكلفة الطرد إلى 315 دولارًا!
أثر تبرعاتكم في الأعوام الماضية
خلال شتاء 2021-2022، استطعنا في هيومان أبيل تقديم المساعدة لما يزيد عن 234 ألف شخص (أكثر من نصفهم من الأطفال؛ وتحديدًا 122 ألف طفل) في 11 دولة في العالم، لدعمهم وتمكينهم من مواجهة برد الشتاء وما يصحبه من رياح وعواصف ثلجية وأمطار؛ فوزّعنا حوالي 23 ألف معطف، و 12554 مجموعة من مستلزمات الشتاء الضرورية التي تشمل الملابس الثقيلة والبطانيات. ومن البلدان التي عملنا فيها خلال ذلك الشتاء: باكستان وبنغلاديش وكشمير وأفغانستان والصومال والسودان واليمن والعراق وسورية ولبنان وفلسطين.
أما في الشتاء الماضي، 2023-2024، فقد تركّز عملنا أكثر على قطاع غزة، في ظل ما تتعرض له من حرب إبادة وتهجير، لكننا لم نهمل بقية البلاد التي نعمل فيها سنويًّا، بل واصلنا أنشطتنا هناك؛ فوزّعنا 4,381 طردًا ، و6,570 مجموعة من مستلزمات الشتاء الضرورية، التي تشمل الملابس والبطانيات، و 29,280 لترًا من الوقود للتدفئة، وذلك على 10,881 أسرة ، بإجمالي عدد مستفيدين يصل إلى 89,366 شخصًا.
خبرات ميدانية تعزز عملنا
إن لمؤسستنا تاريخًا طويلًا، يصل إلى أكثر من 30 عامًا، في العمل الإغاثي والإنساني وتقديم مساعدات الشتاء والطرود الغذائية والدوائية. ويعمل معنا في ذلك متطوعون وموظفون من المجتمعات المحلية التي نقوم فيها بتوزيع المساعدات؛ فلديهم من ثَمّ خبرة في تقييم مدى حاجة المستفيدين من مساعداتكم، بما يضمن وصولها للمستحقين.
ساهموا معنا في "صندوق طوارئ الشتاء" لتوفير تلك الإمدادات والطرود الشتوية الطارئة خلال فصل الشتاء لمجابهة برده وقسوته وما يصحبه من ظروف معيشية صعبة!
بادروا الآن بالتبرّع للتخفيف من وطأة البرد وقسوته على الأطفال وأهاليهم، بعد أن تقطّعت بهم السبل واضطروا إلى النزوح وترك منازلهم وما تمثله من دفء وكرامة وحياة نابضة، لمواجهة هذا الشتاء وما يصحبه من الأمراض والعدوى والجوع والبرد الشديد.