من أقسى نتائج الحرب قسوةً هو فقدُ طرفٍ أو أكثر نتيجة الإصابة. ولذا فإنّ مشروع الأطراف الصناعية يهدفُ إلى إعادة الأمل والقدرة على الحركة لآلاف المصابين ببتر الأطراف في قطاع غزة، حيث يعملُ على توفير أطراف صناعية عالية الجودة، إلى جانب خدمات تأهيل طبي ونفسي تراعي احتياجات المصابين وترفع من معنوياتهم وتواسي حزنهم. ويتكاتف في هذا المشروع كلٌّ من الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية (JHCO) والخدمات الطبية الملكية (RMS)، بما يضمن تقديم الدعم اللازم بأسرع وقت ممكن ووفقًا لأعلى المعايير الإنسانية والطبية.
تُنفّذ هذه المبادرة عبر وحدات دعم متنقلة تعتمد على أحدث التقنيات، وتعمل في المستشفيات الميدانية الأردنية داخل غزة لتُقدّم الخدمة خلال زيارة واحدة لا تتعدى الساعة، ما يخفّف من معاناة التنقل والمواعيد المتكررة. وإلى جانب التركيب الفوري للأطراف، يحظى المستفيدون بجلسات دعم نفسي تهدف إلى تعزيز ثقتهم بأنفسهم، ومساعدتهم على التأقلم مع التحديات الجديدة التي يفرضها البتر.
تبرع الآنلا يتوقف الأثر الإيجابي للمشروع عند إعادة الحركة فحسب، بل يشمل أيضًا تحسين المستوى المعيشي للمصاب وأسرته، إذ يُسهم في فتح آفاق جديدة لهم في العمل والتعليم والاندماج المجتمعي. ويحرص القائمون على المشروع على متابعة المستفيدين بصورة دورية، لضمان التعديل والتطوير عند الحاجة، بما يكفل استمرارهم في ممارسة حياتهم اليومية بأمان وراحة. بهذه الجهود المتضافرة، يضيء مشروع الأطراف الصناعية شمعة أمل في أفق مليء بالتحديات، ويساهم في رسم ملامح مستقبل أكثر إنسانية وكرامة للمصابين في غزة.