بعد عقد من الحرب في سوريا، ما يقرب من نصف المرافق الصحية في سوريا تعمل جزئيًا أو أنها خارج الخدمة تمامًا. لذا، لا توجد موارد كافية لمساعدة كل من يحتاج إلى رعاية. أما الرعاية الطبية في العيادات والمستشفيات الخاصة فهي باهظة الثمن، مما يجعل العديد من النازحين غير قادرين على تحمل تكاليف الرعاية الصحية الأساسية.
تجعل هذه المشكلات من الصعب للغاية الحصول على العلاجات الطبية اللازمة بشكل عاجل، مما يزيد من خطر الوفاة جراء الأمراض التي يُصاب بها الناس هناك.
مستشفى الإيمان في سرمدا في إدلب هو مستشفى الأمومة والأطفال الوحيد من نوعه، ويوفر للنازحين، وخاصة النساء والأطفال، الرعاية الصحية الأساسية مجانًا على مدار 24 ساعة في اليوم.
ومع ذلك، فإن التحديات التي تأتي مع إدارة مركز طبي مجاني كثيرة. ببساطة: يتطلب الأمر أموالاً (الكثير منها) للحفاظ على عمل مستشفى الإيمان. كما يتعين على المستشفى أيضًا مواجهة النقص في الأدوية والإمدادات وفي بعض الأحيان الموظفين.
نحن فخورون وممتنون لأن مستشفى الإيمان يواصل تقديم خدماته مجاناً للأمهات والأطفال الأكثر ضعفًا في إدلب. يقع مستشفى الإيمان في موقع مركزي وسطَ المناطق المحيطة، بما في ذلك مخيمات النازحين، بالإضافة إلى قربه من الحدود التركية.
تقدم المستشفى الخدمات السريرية والتثقيف المجتمعي للمنطقة المحيطة به. بفضل رحماتكم، نعالج حوالي 6000 مريض شهريًا من خلال المستشفى والعيادة المتنقلة المرتبطة به، ونجري حوالي 12000 عملية.
اليوم، وبعد كارثة الزلزال المدمّر في المنطقة، ساعد مستشفى الإيمان أكثر من 7000 شخص في الحصول على الرعاية الطبية اللازمة بشكل عاجل خلال الأسبوعين الأولين من حالة الطوارئ هذه. نحن متواجدون لمساعدة النازحين السوريين على النجاة من هذه الكارثة، التي جاءت أساساً في ظل كارثة، من خلال توفير رعاية الصدمات وأسطوانات الأكسجين وغيرها من الخدمات الصحية الطبية.
لقد عملنا للتغلب على العديد من التحديات التي تأتي مع تشغيل مستشفى مجانيّ. نحن نركز على الحفاظ على التواصل المفتوح مع المتبرعين بالإضافة إلى تنمية واستكمال الموارد مع المنظمات غير الحكومية العالمية الأخرى مثل منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة وغيرها.
كما عملنا بشكل وثيق مع مديرية صحة إدلب لتسهيل متطلبات التوظيف. ودائماً ما نعطي الأولوية لصحة طاقمنا الطبي ونحافظ على سياسة واجب الرعاية.
نعمل بأيدينا لنقدم المساعدة ونديرها حتى نتمكن من ضمان وصول تبرعاتكم إلى المكان المقصود بالضبط، كما هو مرجوٌّ منها.
نحتفظ بقائمة من الموظفين الطبيين والإداريين الأكفاء وذوي الخبرة العالية لإجراء فحوصات صارمة وتقييمات للمخاطر من أجل تقييم أولئك الذين هم في أمس الحاجة إلى التبرعات.
تمنحنا خبرتنا التشغيلية ميزة عالمية في استخدام فرقنا ذات الخبرة لتقديم الإغاثة حيثما تشتد الحاجة إليها. ونختار أيضًا دمج خدماتنا الخاصة بالصحة الإنجابية ورعاية الأطفال للحفاظ على استمرارية الخدمات الصحية من الحمل والولادة والطفولة المبكرة. كما نقدم خدمات التغذية والتطعيم والخدمات الطبية الأخرى بالإضافة إلى الرعاية الطبية اللازمة لصحة الأم والطفل.
نحن حريصون على تبرعاتكم لضمان أن تكون عملياتنا فعالة وخاضعة للمساءلة وشفافة، ونحمي أيضًا المجتمعات الضعيفة التي ندعمها بسياسات وإجراءات حماية صارمة.
نبتكر دائمًا حتى تترسّخ رحماتكم لأجيال قادمة، إذ تغطي عيادتنا المتنقلة 16 مخيماً للنازحين وتحيل الحالات الطبية الخطيرة إلى المستشفى لتلقي العلاج، مع التأكد من اغتنام كل فرصة لإنقاذ الحياة.
تضمن هيومان أبيل أن تجلب رحمتك غوثاً فورية يدوم على المدى الطويل للمساعدة في كسر حلقة الفقر. وعلى الرغم من استهدافنا وقصفنا في عدة مناسبات، فقد ظللنا مصممين على الحفاظ على الخدمات التي يقدمها مستشفى الإيمان.
أعدنا البناء بعد القصف الأول، وبعد الهجوم الثاني الأشد، فقد اضطررنا إلى بإخلاء مستشفانا الحالي في إدلب وإعادة فتحه. كما أننا نواصل العمل بعد كارثة الزلزال.
لقد عهدت إلينا بتبرعك حتى نتمكن من تنميته وتحقيق أقصى خيرٍ ممكن من خلاله. دعنا نسمع من راما القابلة في مستشفى الإيمان لتحدثنا كيف أن تنقذ تبرعاتك بعض الأمهات والأطفال الأكثر ضعفاً في العالم.
"اسمي راما الخطيب. عمري 47 سنة. أعمل قابلة في مستشفى الإيمان. أعمل في مجال القبالة منذ خمسة وعشرين عامًا، وأنا الآن في مستشفى الإيمان منذ سبع سنوات.
الخدمات التي يقدمها مستشفى الإيمان هي الرعاية الأولية للحوامل، والولادات الطبيعية والحاضنات والولادة القيصرية.
يوجد في مستشفى الإيمان ما بين 15 إلى 20 ولادة طبيعية يوميًا، وحوالي 500 ولادة كل شهر. أما بالنسبة للولادة القيصرية فهناك ما يقرب من 500 ولادة كل شهر.
العلاج التي يقدمها المستشفى للمرضى هو متابعة الحمل وعلاج الالتهابات النسائية والإجهاض ونزيف [ما قبل الولادة].
معظم المرضى الذين نستقبلهم هم من المخيمات المحيطة بمستشفى الإيمان التي تقع في منطقة استراتيجية. بدون هذا المستشفى، يتعرض الناس لخطر العديد من المخاطر، وخاصة النساء الحوامل اللائي قد يتعرضن لخطر الولادة المبكرة أو نزيف [ما قبل الولادة] بسبب نقص الخدمات المجانية في بقية المستشفيات في هذه المنطقة.
منذ فترة وجيزة أتت إلينا مريضة تدعى إيناس حبوش كانت حاملاً في شهرها التاسع وكانت تخشى الولادة وعدم وجود حاضنة. كانت خائفة جدًا على أطفالها، لذلك طمأناها.
كنت مسؤولةً عن ولادتها. كانت بصحة جيدة طوال الوقت. أما أطفالها فوضعناهم في حاضنة لمراقبتهم، ثمّ قيّمهم الطبيب وكانوا بصحة جيدة، فأخرجناهم.
إن إبقاء هذا المستشفى مجانيًا يساعد الأشخاص الأكثر ضعفًا، وخاصة أولئك الذين نزحوا في المخيمات الذين ليس لديهم أموال.
وهي تساعد الفئات الأكثر ضعفًا من خلال توفير الرعاية الأولية للنساء الحوامل، وحاضنات للأطفال حديثي الولادة وطبيب أطفال يعمل على مدار الساعة. يقيّم الطبيب الطفل المولود المريض ونضعه في الحاضنة. إن وجود مستشفى الإيمان يقلل بشكل كبير من معدل وفيات الأمهات وحديثي الولادة مع وجود حاضنات في الموقع.
يُرسَل أي طفل مولود هنا إلى قسم الحضانة للتقييم. قد تفقد الأم طفلها إذا ولدت في المخيم بسبب المسافة من المراكز الطبية في المنطقة. وجود هذا المستشفى مهم جدا لسكان المخيمات هنا.
يوفر مستشفى الإيمان الرعاية الأولية وتنظيم الأسرة. كما يوجد مختبر للتحاليل الطبية بالإضافة إلى قسم التغذية. كل شيء متوفر هنا في مستشفى الإيمان.
أود أن أشكر المتبرعين الذين يساهمون في تقديم الدعم المستمر لهذا المستشفى. لولا هذا المستشفى لكان الوضع كارثياً ولخسرنا أرواحًا بشرية.
«الرَّاحمون يرحَمُهمُ الرحمنُ، ارحموا أهلَ الأرضِ، يرحمْكم مَن في السماءِ»
رواه الترمذي
أنا إيناس صلاح حبوش من كفرزيتا. نزحت منذ تسعة أعوام إلى مخيم وادي عباس. ولدي أربع بنات.
لقد عانيت كثيرًا في بداية حملي. كنت أذهب كل يوم إلى المركز الطبي هنا وأعطوني بعض الأدوية. ما أعاني منه أثناء الحمل هو القيء وتسمم الحمل. ذهبت إلى مستشفى الإيمان مرتين وعاملونا جيداً من حيث الإدارة وتقديم خدماتهم.
قدموا لي الدعم النفسي عندما ذهبت ولم يشعروني بالخوف أبدًا. ابنتي الكبرى تبلغ من العمر أربع سنوات والأصغر عمرها سنتان وهذان التوأمان أقل من شهر.
ليس لدي القدرة على دفع ثمن حفاضات أطفالي. الحليب باهظ الثمن أيضًا، ولا يمكنني توفيره للتوائم. لا بد لي من استخدام الحليب الاصطناعي معظم الوقت.
أوصي جميع المرضى وخاصة النساء الحوامل بالذهاب إلى مستشفى الإيمان لأن الرعاية الطبية جيدة وتشعر المريض بالراحة بدلاً من الخوف.
عندما ذهبت إلى المستشفى في الموعد المحدد، كنت خائفة للغاية ، لكنهم قدموا لي الدعم النفسي لتخطي مخاوفي. حتى والدة زوجي وأخته كانتا خائفتين أيضًا، لكن الممرضات هدّأن من روعنا.
بعد أن أنجبت التوأم، ذهبت لزيارة المركز مرة أخرى لعلاج بناتي لأن إحداهن كانت مصابة باليرقان واضطرت إلى البقاء في الحاضنة لمدة أربع ساعات. طلب منا الطبيب رؤيتها مرة أخرى للمتابعة. قال إن حالتهم الصحية جيدة. وتلقى التوأم منذ اليوم الأول للولادة.
كسرت ساقي عندما كنت حاملاً، لذلك أعطوني كرسيًا للمشي وساعدوني في التحرك حتى لا أشعر بالتعب أو الألم عندما كنت أذهب إلى المستشفى . ساعدتني الممرضات على المشي طوال الوقت وسألنني إذا ما كنت بحاجة إلى أي شيء.
أنجبت إحدى جاراتي في مستشفى الإيمان قبل شهر. ونصحتني بالولادة هناك أيضًا بسبب الرعاية الجيدة. أخبرتني أن الخدمات في المستشفى متاحة للجميع.
عندما ذهبت إلى المستشفى للولادة، وضعوني في غرفة الرعاية حتى لا أنتظر طويلاً في الخارج، كما سمحوا لوالدة زوجي وشقيقته بمرافقتي إلى الداخل.
ما نفتقر إليه الآن هو توفير التدفئة للأطفال، خاصة أن إشعال الحطب داخل الخيمة يضر بهم. نحن نعيش في خيمة لا تحمينا من البرد. أكثر ما أحتاجه للأطفال هو الحليب، لكني لا أستطيع تحمل تكلفته.
عندما تمطر تبتل الخيمة بالماء في معظم الأوقات حيث يتدفق المطر من جميع الجهات. تبللت كل أغراضنا عندما هطل المطر قبل أسبوع.
زوجي عامل، لكنه لا يذهب إلى العمل كل يوم. يمكننا أن نلبي احتياجاتنا عندما يعمل. ولكن عندما لا يجد عملاً، فإن الله هو الذي يعولنا.
كنت خائفة جدًا من موعد ولادتي لدرجة أنني طلبت من الطبيب إجراء عملية قيصرية لي حتى لا أعاني من آلام الولادة. قالت لي القابلة إنني لست بحاجة إلى عملية قيصرية وأنني سألد بشكل طبيعي بدون جراحة. أكثر ما نأكله هو البيض والبطاطا وما لدينا في المنزل. لا نعرف كيف نتحمل ثمن الخبز والحليب لأطفالنا. نحن نشتري لهم الحفاضات فقط لأننا لا نستطيع تحمل أي شيء آخر.
أعطانا إخوة زوجي وأخوتي بعض النقود لبناتي التوأم، لذا اشتريت لهما الحليب لأنه أكثر ما يحتاجون إليه. آمل أن يساعدنا المتبرعون في تلبية جميع احتياجاتنا الأساسية، وخاصة حليب الأطفال. آمل أن تتحسن ظروفنا المعيشية وأن نعيش في منزل بدلاً من خيمة. ما أتمناه هو الحصول على دخل وتدفئة وحطب وحليب لأطفالي.
أصعب ما تواجهه المرأة الحامل هو عدم قدرتها على الذهاب إلى طبيب خاص لمتابعة حملها، لذا فإن وجود مستشفيات مجانية مثل مستشفى الإيمان يسهل علينا الأمر. رسوم الطبيب في المستشفيات الخاصة باهظة الثمن. لا تستطيع النساء الحوامل دفع هذا المبلغ. لذلك يضطررن إلى إهمال متابعة حملهن في العيادة الطبية كل شهر.
ذهبت إلى الطبيب مرتين فقط خلال فترة حملي على الرغم من أنني يجب أن أراقب حملي كل شهر لا سيما وأنني كنت حاملاً بتوأم.
لم أتمكن من الذهاب إلى طبيب خاص ودفع المال، لذلك ذهبت إلى المستشفى المجاني. المستشفيات المجانية تساعدنا كثيرًا. أوصي بأن تزور النساء الحوامل مستشفى الإيمان لأن هناك الكثير من الرعاية. وقد دعمني جميع الموظفين عندما ولدت، وليس فقط الطبيب والقابلة.
قالت لي القابلة إنها تعاملني كما تعامل ابنتها؛ لقد اعتنت بي جيدًا. عندما ولدت فتاتيّ التوأم، شعرت بجمال وسعادة كبيرة ونسيت كل ألمي. أحمدُ الله على ذلك.
مصاريفنا الإدارية تُنمّي أفضل حصيلةٍ من تبرعاتكم
نحن منظمة إغاثة دولية عالية الأداء تعمل في بعض الأماكن الأكثر خطورة وتقلباً وبُعداً على وجه الأرض. لذلك، فإننا نخصص جزءاً صغيراً من كل تبرع من جُملة تبرعاتك الكريمة من أجل أن نوصلها لمن هم في أمس الحاجة إليها. تتحلى هيومان أبيل بالشفافية الكاملة بشأن الرسوم الإدارية البالغة 6 سنتات لكل 1 دولار أمريكي يُتبرَّعُ به. كما نستثمر أيضاً 10 سنتات من كل 1 دولار أمريكي لمواصلة جمع التبرعات للمنظمة. انعكس هذا المبلغ الصغير على دخلنا الذي زاد نسبة ضخمة بلغت 222٪ من خلال جمع التبرعات بين عامي 2019 و 2022.
في النهاية، تتوجّه الـ 84 سنتًا المتبقية كاملةً ومباشرةً إلى مشاريعنا في 27 دولة من أجل تغيير وتمكين المجتمعات الأكثر ضعفاً. تعتبر الكفاءة والشفافية من السمات المميزة لكيفية إدارتنا لتبرعاتك والاستفادة منها إلى أقصى حد. وبحد أقصى 12.5٪ من زكاتك تُستخدم لدعم المصاريف الإدارية، والتي تشمل متابعة المشاريع وحماية المتعاونين معنا وجمع المزيد من الأموال، مما يساعد في الحفاظ على أمان مشاريعنا واستدامتها وتحقيق أقصى قدر من التأثير. لهذا السبب، نجتهد دوماً في أن نكون شفافين تمامًا وخاضعين للمساءلة عن كل قرش نتلقاه من المتبرّعين.
الصدقة هدية؛ تُهدي رحمةً أبديةً لمن يعطيها، وكذلك هي رحمةٌ للضعفاء الذين يتلقونها. أما عن الرسوم الإدارية، فهي تساعدنا في إيصال تبرعك إلى المكان الذي تريده. من هنا، ننظرُ إلى هذه الرسوم كما لو أنها طابعٌ بريديٌّ على مغلف تبرعاتك.
كما تخضع المصروفات الإدارية الخاصة بنا لحكم الصدقة الجارية لأنها تساعد على استمرارية عملنا الخيري، وتضمن قدرتنا على الاستمرارية في مساعدة المعرضين للخطر في المستقبل.