ما المشروع الذي تبحث عنه؟

أدخِل اسم المشروع

هل يجوز التبرع بقيمة الأضحية نقدًا؟ — آراء العلماء في ميزان الرحمة والفقه

حكم التبرع النقدي بدل الأضحية

شرع الله الأضحية شعيرةً تُراق فيها الدماء تقرّبًا إليه، إحياءً لسنّة الخليلين إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام. قال تعالى: « فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ »

ولذلك ذهب جمهور العلماء إلى أنّ الأضحية عبادةٌ مقصودةٌ بذاتها لا يقوم مقامها الدفعُ النقدي؛ فالذبح وإطعام اللحم جزءان من العبادة، بينما النقود صدقة لا تُحقّق المقصود الأصلي. ومع هذا تبقى الصدقة النقدية عملًا عظيمًا، لكنها لا تُجزئ عن الأضحية بنية السنة المؤكَّدة.

الفرق بين الأضحية والصدقة في الشريعة

  • الأضحية: عبادة موسمية مرتبطة بزمن محدّد (يوم النحر وأيام التشريق)، والمقصود منها إراقة الدم وإظهار شعائر العيد وإدخال السرور على الفقراء بالإطعام.
  • الصدقة: عبادة مطلقة الزمان والمكان، مقصودها سدّ الحاجات العامة وتطهير المال.

إذًا، الفرق بين الأضحية والصدقة أن الأولى لها هيئة وشعائر مميزة لا يعوِّضها مال، بينما الثانية أعمّ لمَن أراد استمرار الأجر طوال العام.

هل يُجزئ دفع المال عن الذبح في عيد الأضحى؟

إذا دفع المسلم قيمة الأضحية لجمعية خيرية نقدًا دون أن تُذبَح ذبيحةٌ بالنيابة عنه، فالجمهور (الحنفية، المالكية، الشافعية، الحنابلة) يرى أنّ ذلك لا يجزئ؛ لأنه عدَلَ عن السنّة بغير عذرٍ شرعي. لكن لا يُحرم فاعلها الثواب؛ إذ يُكتَب له أجر صدقة، لا أجر أضحية. قال ابن تيمية: «المقصود إراقة الدم، فلو عدل إلى القيمة لم يحصل المقصود».

رأي المذاهب الأربعة في الأضحية النقدية

رأي المذاهب الأربعة في الأضحية النقدية

  • الحنفية: لا تُجزئ القيمة عن الذبح لأن الذبح قربة مقصودة بذاتها
  • المالكية: لا تُجزئ ولو أنفع للفقراء اتباعًا لعمل السلف
  • الشافعية: لا يُكتفى بالقيمة مع القدرة لزوال المقصود من النسك
  • الحنابلة: لا تُجزئ إلا لعاجزٍ عن الذبح لمراعاة العجز والضرورة

مُلخّص فتوى الأضحية النقدية: الاتفاق منعقد على عدم الإجزاء مع القدرة، مع جواز الصدقة النقدية في غير وقت النحر أو بعد الذبح.

أضحيتك لغزة
متى يجوز التبرع بقيمة الأضحية بدلًا من الذبح؟

متى يجوز التبرع بقيمة الأضحية بدلًا من الذبح؟

  • حالة الكوارث الشديدة: إذا تعطّلت سلاسل التوريد أو استحال الذبح لظروف حربٍ أو وباء، أجاز بعض المعاصرين (هيئة كبار العلماء في بعض البلدان) دفع القيمة لفقراء المنطقة الأشدّ حاجة، استنادًا إلى قاعدة «الضرورات تُقدَّر بقدرها».
  • عجز المضحّي كليًّا: كالأسر التي لا تجد لحمًا يصلح أو يسكن أصحابها دولًا تحظر الذبح المنزلي ولا يتيسّر الوصول إلى مسالخ معتمدة.
  • فقدان اللحم للمستفيدين: في مناطق مجاعةٍ يفتقد الناس وسائل الطهي أو التبريد؛ فالنقود أو الطعام الجاهز أقرب إلى تحقيق المصلحة.

أضحيتك للهند

شروط التبرع النقدي بدل الأضحية (إن وُجدت ضرورة)

1. غياب الاستطاعة الحقيقية للذبح أو التوكيل.
2. توجيه المال لفقراء مسلمي البلد المحتاج فورًا في أيام العيد.
3. عدم اتخاذه عادة سنوية؛ بل يبقى استثناءً لظرف قاهر.

إن استطعت الذبح فبادِر إلى سنّة الأضحية، واهدِ اللحم للفقراء وهنِّئهم بعيدهم؛ فـ"ما عمل ابن آدم يوم النحر عملاً أحبَّ إلى الله من إراقة دم".

وإن عجزت لظرفٍ قاهر، فلا تحرم نفسك أجر الرحمة؛ تصدّق بما استطعت ونيّتك معلَّقة بأن تُحيي الشعيرة عامَك القادم. رأي العلماء في النقود بدل الذبح يجمع بين الأصل والرحمة، فخُذ بالأصل كلما قَدرت، وسارع إلى الرحمة كلما ضاقت الأسباب.

قدّم أضحيتك مع هيومان أبيل – وكن نورًا في عيدهم.

أضحيتك للصومال/السنغال/ مالي
عودة للأخبار