30.04.2024
يغتنم المسلمون عيد الأضحى المبارك للتقرب إلى الله -سبحانه وتعالى- بذبح الأضاحي والقرابين خالصةً لوجهه الكريم. وقد شُرعت الأضحية شكراً لله على نعمه، وإحياءً لسنة إبراهيم -عليه السلام-.
ما ثواب الأضحية؟
أما ثواب الأضحية فعظيم؛ إذ يغفر الله عند أول قطرة من دمها كل ذنب، استشهاداً بما رواه زيد بن أرقم إذ قال:
"قلت: أو قالوا يا رسول الله ما هذه الأضاحي؟ قال: سنة أبيكم إبراهيم، قالوا: ما لنا منها؟ قال: بكل شعرة حسنة، قالوا: فالصوف؟ قال: بكل شعرة من الصوف حسنة".
كما أن في الأضحية تعظيماً لشعائر الله سبحانه، فقد قال تعالى {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}، وقال {لَنْ يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى}.
والأضحية عند جمهور الفقهاء سنة مؤكدة غير واجبة، لقوله تعالى (فصلّ لربك وانحر) وما روي عن أنس قال: ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين (أي أبيضين) أقرنين (لهما قرنان معتدلان) ذبحهما بيده وسمّى وكبّر ووضع رجله على صفاحهما.
وفي الحديث الصحيح عن أم المؤمنين عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما عمل ابن آدم يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم، وإنه ليؤتى يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع بالأرض، فطيبوا بها نفساً".
والأضحية عبادة وقربى في حق المسلم القادر للتوسعة على الأهل والأقارب وللتفريج عن الفقراء والمساكين،وعلى المضحي أن ينوي الذبح تقرباً إلى الله تعالى.
ويُسنّ للمسلم الذي ينوي ذبح الأضحية أن يكفَّ عن الأخذ من شعره وأظافره إذا هلَّ هلال ذي الحجة حتى موعد ذبح أُضحيته. ففي الحديث الصحيح عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله ﷺ قال: "إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظافره". وفي رواية: "فلا يأخذن شعراً ولا يقلمنَّ ظفراً".
أما الحكمة في هذا، فكما قال جمهور العلماء، فهي في ترك أجزاء الجسد جميعها إلى حين ذبح الأضحية حتى تعتق من النار.
هل الأضحية تدفع البلاء؟
أجاز الفقهاء ذبح الأضاحي بنية الصدقة وإطعام الفقراء. والصدقة كما هو معروفٌ تدفع البلاء وتقي مصارع السوء وتُبعد الآفات. وفي الصحيح عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة".
ولكن يشترط الفقهاء أن يخلو ذلك الفعل من الاعتقادات الفاسدة كظن بعض الناس أن إسالة الدم تدفع الشر المتسبب في البلاء، ونحو ذلك من البدع والمحدثات، فالله تعالى وحده القادر على دفع البلاء والمرض.
فضل الأضحية للمرأة
تشترك المرأة بفضل الأضحية مع غيرها من الرجال. فالمرأة والرجل في الأضحية سواء، فإن قدرت المرأة عليها فهي واجبة في حقها أو سنة حسب اختلاف الفقهاء في الحكم.