17.09.2024
يحيي العالم اليومَ الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني سنويًا في 29 نوفمبر؛ إذ اعتُمد هذا اليوم من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1977، وهو يوافق تاريخ قرار الأمم المتحدة 181 الصادر عام 1947، الذي دعا إلى تقسيم فلسطين إلى دولتين: دولة عربية ودولة يهودية.
تكمن أهمية هذا اليوم في تسليط الضوء على حقوق الفلسطينيين غير المحققة ودعوة المجتمع الدولي لدعم حقهم في تقرير مصيرهم. وهو يوم للاعتراف بالمأساة التي عاشها الشعب الفلسطيني على مدار العقود، مناسبة للتذكير بأن القضية الفلسطينية مسألةً إنسانية تتطلب اهتمامًا دوليًا متواصلاً ودعمًا من أجل تحقيق حقوق الفلسطينيين الأساسية.
كيف يمكن أن نُظهر التضامن مع الشعب الفلسطيني في هذا اليوم؟
يمكن لإظهار التضامن مع الشعب الفلسطيني في هذا اليوم أن يتخذ العديد من الأشكال، بدءًا من الأنشطة الفردية ووصولًا إلى المبادرات الجماعية، مثل:
- التوعية: وذلك من خلال التثقيف وزيادة الوعي حول القضية الفلسطينية. قراءة الكتب، ومتابعة الأخبار، والاطلاع على الأفلام الوثائقية حول معاناة الفلسطينيين ونكبتهم وتاريخ واحتلال أرضهم ومما يساعد على فهم أعمق للظلم الذي يواجهونه.
- المشاركة في الفعاليات: هناك العديد من الفعاليات التي تُنظم في هذا اليوم حول العالم، مثل المظاهرات السلمية أو الندوات أو المعارض الفنية التي تهدف إلى نشر الوعي وتسليط الضوء على محنة الشعب الفلسطيني. المشاركة في هذه الفعاليات هي خطوة هامة لإظهار التضامن.
- الدعم المالي والمؤسسي: التبرع للمؤسسات التي تعمل على دعم الفلسطينيين وتقديم المساعدات الإنسانية هو شكل من أشكال التضامن العملي أيضاً.
- التحدث عن القضية: يمكن للفرد أن يستخدم منصاته الاجتماعية أو المهنية للحديث عن القضية الفلسطينية، والمطالبة بالعدالة والحقوق للشعب الفلسطيني. كل صوت يساهم في إحداث تغيير.
الأحداث والأنشطة للاحتفال باليوم الدولي للتضامن مع فلسطين
شهد العالم على مدار السنوات تنظيم العديد من الأنشطة في هذا اليوم لتسليط الضوء على القضية الفلسطينية ودعم حقوق الفلسطينيين. تشمل بعض هذه الأنشطة:
- الندوات والمحاضرات: تقدم الجامعات والمؤسسات الثقافية في مختلف أنحاء العالم ندوات حول حقوق الفلسطينيين، التاريخ السياسي للمنطقة، ودور المجتمع الدولي. تهدف هذه الندوات إلى تثقيف الناس حول السياق التاريخي والسياسي للقضية الفلسطينية.
- المعارض الفنية: تُنظم معارض فنية لتسليط الضوء على الإبداع الفلسطيني ومقاومة الفلسطينيين من خلال الفن. تُعتبر اللوحات والرسوم المتحركة والأفلام القصيرة تعتبر وسيلة قوية للتعبير عن الظلم والاحتلال.
- المظاهرات والتجمعات السلمية: تنظم الحركات التضامنية تجمعات سلمية في مدن العالم للمطالبة بحقوق الفلسطينيين ولفت الأنظار إلى التحديات التي يواجهونها.
- حملات عبر وسائل التواصل الاجتماعي: يستخدم الناشطون الفلسطينيون والمتضامنون حول العالم وسائل التواصل الاجتماعي لتنظيم حملات توعية، من خلال نشر قصص الفلسطينيين اليومية والمعلومات حول الانتهاكات التي يتعرضون لها.
كيف يواجه الفلسطينيون التحديات اليومية؟
يواجه الشعب الفلسطيني تحديات هائلة منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي لأرضه، ورغم ذلك فقد أثبت مقاومة وإصرارًا على الحفاظ على هويته وحقوقه. وتعكس تجارب الفلسطينيين اليومية روح الصمود والتحدي، من قصص الصغار الذين يذهبون إلى المدارس رغم وجود الحواجز العسكرية، إلى المزارعين الذين يواجهون مصادرة أراضيهم والاستيلاء عليها. كذلك، تلعب النساء الفلسطينيات دورًا حاسمًا في المقاومة، ولطالما كان لها تأثير كبير في الحفاظ على المجتمع وتماسكه رغم التحديات.
دور المجتمع الدولي في دعم حقوق الفلسطينيين
للمجتمع الدولي دور حيوي في دعم حقوق الفلسطينيين. ويترتب على الأمم المتحدة، ومنظمات حقوق الإنسان، والدول المختلفة مسؤولية أخلاقية وقانونية للدفاع عن حقوق الفلسطينيين. ولكن الدور الدولي يجب ألا يقتصر على البيانات أو القرارات غير الملزمة. مثل: الضغط السياسي والدعم المالي والتنموي واستمرار تسليط الضوء على ما يحدث في فلسطين من خلال الإعلام، والعمل القضائي والدبلوماسي من خلال محاسبة منتهكي حقوق الفلسطينيين ودعم الجهود القانونية لمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.
حرب غزة في هذا اليوم
يعد هذا اليوم فرصة مهمة لتسليط الضوء على الأوضاع المأساوية في قطاع غزة، الذي يعاني من الحروب والحصار المستمر منذ سنوات. ويشكل كذلك فرصة مهمة للعالم لتذكير الجميع بأن الأزمات الإنسانية في غزة لا يمكن تجاهلها، وأن سكان القطاع يعيشون تحت ظروف قاسية من الحرب الحصار المستمر ونقص الموارد الأساسية مثل الغذاء، المياه، والخدمات الصحية. يمكن استغلال هذا اليوم التسليط الضوء على معاناة سكان قطاع غزة والحرب الدائرة فيه من خلال مجموعة متنوعة من الفعاليات والأنشطة التي تعزز الوعي العالمي وتسهم في الضغط على المجتمع الدولي للتحرك. مثل:
- حملات إعلامية واسعة: يمكن استغلال هذا اليوم لإطلاق حملات إعلامية كبيرة عبر وسائل الإعلام التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعي. يسهم تسليط الضوء على قصص الحياة اليومية لأهالي غزة ومعاناتهم تحت الحصار، ونشر شهادات حية من الضحايا وعائلاتهم، في نشر الوعي الدولي. كما يمكن للحملات أن تركز على محاور أساسية مثل نقص الغذاء والدواء، تدمير البنية التحتية، وحالات القصف المتكررة التي تستهدف المدنيين الأبرياء.
- المظاهرات والتحركات شعبية: يمكن لتنظيم مظاهرات سلمية في مختلف أنحاء العالم، ترفع شعارات تدعو لإنهاء الحصار والإبادة الجماعية في غزة، أن يكون له تأثير قوي في جذب انتباه وسائل الإعلام وصانعي القرار. قد تكون التجمعات الجماهيرية المنظمة في المدن الكبرى وسيلة فعالة لإيصال صوت الفلسطينيين في غزة إلى المجتمع الدولي ولفت الأنظار إلى المعاناة المستمرة.
- التأثير على السياسة الدولية: يمكن استغلال هذا اليوم للضغط على الحكومات وإررسال رسائل إلى السياسيين وصانعي القرار لوقف صمتهم تجاه ما يحدث في غزة، بالإضافة إلى رفع مستوى النقاش السياسي حول غزة إلى منابر الأمم المتحدة والبرلمانات الدولية حول العالم.