28.10.2024
يحتفي العالم سنوياً باليوم الدولي للسلام في 21 سبتمبر، والذي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1981 ليكون مناسبة سنوية مخصصة لتعزيز قيم السلام والمحبة بين الشعوب، والتأكيد على أهمية السعي نحو عالم خالٍ من الحروب والصراعات.
وفي ظل هذه الظروف الصعبة التي يمرّ بها العالم من حولنا اليوم، يأتي اليوم الدولي للسلام كتذكير جماعي بأهمية السعي لتحقيق الوئام بين الشعوب. إذ يُعد السلام أساساً لتحقيق التنمية المستدامة، التي تشمل القضاء على الفقر والجوع، وضمان التعليم الجيد، وتوفير المياه النظيفة، وحماية البيئة، وغير ذلك.
شعار اليوم الدولي للسلام
تتبنى الأمم المتحدة كل عامٍ شعاراً مميزاً يعكس القضايا الرئيسية المتعلقة بالسلام في العالم. قد تتعلق هذه الشعارات بالبيئة، الفقر، التعليم، أو حقوق الإنسان. ولا يُعنى الشعار فقط بالتوعية بأهمية السلام، بل يسلط الضوء أيضاً على القضايا التي تهدد استدامته في مختلف أنحاء العالم.
على سبيل المثال، كان شعار عام 2023 هو "العمل من أجل المناخ، العمل من أجل السلام"، ليسلّط الضوء على العلاقة الوثيقة بين التغير المناخي والسلام العالمي، إذ أن التغيرات البيئية السلبية تُعتبر من أسباب تفاقم النزاعات والصراعات، خاصة في المناطق التي تعتمد على الموارد الطبيعية. من هنا تأتي أهمية التعامل مع القضايا البيئية كجزء لا يتجزأ من جهود إحلال السلام العالمي.
أما هذا العام، فجاء الشعار تحت عنوان "تعزيز ثقافة السلام"، كدعوةٍ إلى تشجيع الحوار وحل النزاعات بروح من التفاهم والتعاون المتبادل، مما يعكس أهمية تعزيز قيم السلام في جميع مستويات المجتمع.
المؤسسات الخيرية ودورها في السلام
تلعب المؤسسات والمنظمات الخيرية دوراً حاسماً في تعزيز السلام حول العالم من خلال مجموعة متنوعة من المبادرات التي تهدف إلى معالجة الأسباب الجذرية للنزاعات وتعزيز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي. وتشمل أبرز أدوارها ما يلي:
دور التبرعات في إحلال السلام
تلعب التبرعات للمؤسسات الخيرية دوراً كبيراً في بناء السلام حول العالم، إذ تساعد في تمويل البرامج التي تحارب الفقر والبطالة وتوفير الموارد الأساسية مثل الغذاء، المياه، والتعليم. هذه الجهود تقلل من أسباب الصراعات الاقتصادية والاجتماعية والتي غالباً ما تكون مصدراً للتوتر والعنف في المجتمعات.
كما تمكّن التبرعاتُ المنظمات الخيرية من تقديم التعليم والتدريب في المناطق المتأثرة بالنزاعات، ما يمكن أن يلعب دوراً حاسماً في بناء الأجيال القادمة التي تكون مجهزة بشكل أفضل لحل النزاعات بطرق سلمية والعمل نحو مستقبل أكثر إشراقاً واستقراراً.
ومن جهةٍ أخرى، تساهم التبرعات في توفير الغذاء والمأوى والرعاية الطبية للمجتمعات المتضررة من الحروب والكوارث الطبيعية. هذه المساعدات تخفف المعاناة وتمنع تفاقم الأوضاع التي قد تؤدي إلى نزاعات مستمرة، وتساعد في إعادة بناء المجتمعات المتضررة.
عوضاً عن أنها تساعد في دعم المؤسسات المحلية التي تعمل على تعزيز السلام والعدالة الاجتماعية، والتي غالباً ما تكون خط الدفاع الأول في منع النزاعات وإعادة بناء المجتمعات بعد الحروب.
باختصار، إنّ التبرع للمنظمات الخيرية لا يساهم فقط في تقديم المساعدات الفورية، بل يعمل أيضاً على خلق أساسات طويلة الأمد لتحقيق السلام المستدام في المجتمعات المعرضة للخطر.