عن معاناة أطفال الحروب في اليوم العالمي للطفل: طفولة تُسرق وسط الدمار

عن معاناة أطفال الحروب في اليوم العالمي للطفل

ما هو اليوم العالمي للطفل؟

يُصادف اليوم العالمي للطفل يوم 20 نوفمبر من كل عام، وهو مناسبة خصصتها الأمم المتحدة للتأكيد والتوعية بحقوق الطفل في الحياة والكرامة والتعليم والحماية من الأذى.
وقد جاء هذا اليوم ليذكّر العالم بأن الطفولة هي أساسُ بناء المجتمعات، والحفاظُ على حياة وكرامة وأمان واستقرار الأطفال حق إنساني مقدس يجب حمايته من كل أشكال الانتهاك والعنف لكن للأسف، في مناطق كثيرة من العالم، يُطوى هذا اليوم كُل عام برايات الأسى والحزن بدلًا من الاحتفاء والبهجة التي عادةً ما تُرافقُ الأطفال، إذ يعيش أطفال الحروب واقعًا مؤلمًا وقاسيًا، لا يتناسبُ مع أعمارهم الصغيرة وحساسيتهم تجاه كل شيء وأفكارهم البريئة وأحلامهم الغضّة، إذ تُسرق فيه طفولتهم بين أنياب الخوف والجوع والحرمان وانتهاك الحقوق الممنهج.

لنكن سندًا لأطفال غزة اللطماء
كيف يعاني الأطفال في الحروب؟

كيف يعاني الأطفال في الحروب؟

الحرب لا تقتل بالرصاص فقط، بل تسرق ضحكتهم، وتمحو أحلامهم. ويعاني ضحايا النزاعات المسلحة من أشكال متعددة من المعاناة:

  • النزوح وفقدان المأوى: ملايين الأطفال يُجبرون على ترك منازلهم والسكن في مخيمات تفتقر لأبسط مقومات الحياة مما يحرمهم من شعور الأمان والاستقرار.
  • الحرمان من التعليم: تُدمّر المدارس أو تُستخدم كملاجئ، مما يحرم الأطفال من حقهم الأساسي في التعلّم والنمو كسائر أقرانهم في شتى أنحاء العالم.
  • الفقد واليُتم والصدمة: كثيرون منهم يفقدون آباءهم أو أشقاءهم، فيعيشون معاناة نفسية عميقة أكبرُ من أن تستوعبها أعمارهم الصغيرة ولا تمحوها السنوات.
  • الحرمان من الرعاية الصحية: يتعرض الأطفال للأمراض وسوء التغذية، مع النقص الحاد في مصادر الغذاء والأدوية والمستشفيات والمراكز الصحية التي تكونُ من أكثر المنظومات التي تتعرّضُ للدمار أو الإنهاك الشديد في علاج المصابين، فيفقدُ الأطفال حقهم الأساسي في العلاج والوقاية من الأمراض.

هذه المعاناة اليومية تحوّلُ أطفال الحروب من بذورٍ لمستقبل المجتمعات إلى ضحايا لا ذنب لهم، يعيشون في دائرة الخوف والاحتياج المستمر.

ففي هذا اليوم، تتكاتف جهود المنظمات المعنية بالطفولة مع "الأمهات والآباء، والمشتغلين والمشتغلات في مجالات التعليم والطب والتمريض والقطاع الحكومي، وناشطي المجتمع المدني، وشيوخ الدين، والقيادات المجتمعية المحلية، والعاملين في قطاع الأعمال وفي قطاع الإعلام، فضلًا عن الشباب وكذلك الأطفال أنفسهم"، من أجل إدماج صوت الطفولة في التخطيط للمستقبل وتمهيد الطريق أمام الأطفال لصنع مستقبلهم وإسماع صوتهم وأحلامهم بغدٍ مشرق.

لِنُكفِل ألفَي يتيمٍ في غزة
أعداد الأطفال المتأثرين بالحروب

أعداد الأطفال المتأثرين بالحروب

بحسب تقارير الأمم المتحدة، يعيش أكثر من 450 مليون طفل في مناطق نزاع حول العالم — أي طفل من بين كل ستة أطفال تقريبًا. وهي نسبة مرتفعة للغاية وتهدد حقوق الأطفال في العالم بأسره، لكنه واقعٌ حزين نشاهده كل يوم في نشرات الأخبار.

من بينهم ملايين في دول مثل فلسطين، واليمن، والسودان، وأفغانستان، حيث فقد كثيرون منهم بيوتهم ومدارسهم وأسرهم.

وتُظهر الإحصاءات أن:

  • أكثر من 20 ألف طفل قُتلوا أو أصيبوا في النزاعات خلال السنوات الأخيرة.
  • حوالي 17 مليون طفل نازح داخليًا بسبب الحروب.
  • أكثر من 30 مليون طفل لا يحصلون على التعليم بسبب تدمير المدارس أو انقطاع المساعدات.

وراء كل رقمٍ من هذه الأرقام قصة إنسانية مؤلمة: بين طفلٍ فقد والدته، أو فتاة صغيرة لازالت تحلم بدفتر وكتاب، أو رضيع لم يرى من الحياة شيئًا بعد لكنه مضطرٌّ لمواجهة الجوع والبرد دون دواء أو مأوى.

بدعمك… تنعم فتاة يتيمة بسقف يحميها


الآثار النفسية والاجتماعية للحروب على الأطفال

تترك الحروب جروحًا لا تندمل، ومنها جروح مخفية، لا نراها بأعيننا، لكنها تكون أعمق من الجراح الجسدية.

فالأطفال الذين يعيشون وسط الدمار يشهدون مشاهد قاسية تترسخ في ذاكرتهم، وتؤثر على سلوكهم وشخصيتهم مدى الحياة، إذا تُركت بلا تدخّلٍ أو علاج.

من أبرز هذه الآثار:

  • اضطرابات القلق والخوف المستمر.
  • كوابيس ليلية وتبول لا إرادي نتيجة للصدمة.
  • العزلة وفقدان الثقة بالآخرين.
  • صعوبات في التعلم والتركيز بسبب غياب الاستقرار النفسي.

وقد حثَّ النبي ﷺ على الرحمة بكل الخلائق وعلى الأخص أضعفهم مثل الأطفال، فقال: « من لا يَرحم لا يُرحم »(متفق عليه)، وفي هذا توجيه واضح بأن الرأفة والتراحم واجبٌ إنساني، لا سيما تجاه من حرمته الحرب من حضن والديه وأمان بيته.

إن معاناة الأطفال في النزاعات ليست مسألة مؤقتة، بل تهديد لمستقبل المجتمعات كلها، لأن هؤلاء الأطفال هم الجيل القادم الذي يُبنى عليه أملُ الغد.


كيف يمكننا أن ندعم أطفال الحروب؟

دعم أطفال الحروب لا يقتصر على المساعدات المادية فقط، بل يبدأ بالوعي والإحساس بالمسؤولية تجاههم. ويمكن لكل فرد أن يساهم في تخفيف معاناتهم من خلال:

  • التبرع لمشاريع التعليم، والرعاية الصحية، والإغاثة الطارئة التي تنفذها المؤسسات الموثوقة.
  • كفالة الأطفال الأيتام والمتضررين، لتأمين حياة كريمة ومستقبل أفضل لهم.
  • نشر الوعي عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول حقوق الطفل وضرورة حمايتهم.
  • المناصرة ودعم الجهود الإنسانية التي تعمل على وقف الانتهاكات بحق الطفولة في مناطق النزاع.

وكل مساهمة، مهما كانت صغيرة، يمكن أن تُعيد الأمل إلى قلب طفل فقد كل شيء.

كن لهم أملاً وعوضهم ما فقدوا
اليوم العالمي للطفل

دور هيومان أبيل في دعم أطفال الحروب

في قلب هذه المآسي، أخذت هيومان أبيل منذ أكثر من ثلاثة عقود، عهدًا والتزامًا أن تكون بجانب الأطفال في مناطق النزاع، لتعيد لهم الأمل بالحياة. وتعمل هيومان أبيل في أكثر من 25 دولة لتوفير:

  • التعليم الآمن عبر إعادة تأهيل المدارس أو إنشاء مدارس متكاملة وتوفير المستلزمات الدراسية لأطفال سوريا واليمن وفلسطين وغيرها من الدول التي تعاني من آثار الحروب والنزاعات.
  • الرعاية الصحية من خلال المستشفيات والعيادات المتنقلة في مناطق النزاع.
  • كفالة الأيتام التي تُمكّن الأطفال من متابعة دراستهم والحصول على الرعاية النفسية والاجتماعية.
  • الدعم النفسي والاجتماعي من خلال الأنشطة التي تساعد الأطفال على التعافي من آثار الحرب واستعادة الثقة بالنفس.

ففي غزة، مثلًا، تقدم هيومان أبيل برامج مختلفة تساهم في دعم الأطفال المتأثرين بالحرب نفسيًا واجتماعيًا، وتوزع الحقائب المدرسية والغذاء على العائلات النازحة، كما تكثّفُ جهودها في مجال كفالة الأيتام واللطماء.
وفي سوريا، أعادت المنظمة تأهيل مدارس ومراكز طبية، بالإضافة إلى مشاريع بيوت سوريا لإيواء النازحين، لتضمن استمرار التعليم والعلاج والمأوى للأطفال وعائلاتهم رغم الظروف القاسية.

كن سندًا لأصغر الأرواح


الخاتمة

في اليوم العالمي للطفل، بينما يحتفل أطفال العالم بالأمان والتعليم، يقف ملايين الأطفال الآخرين تحت أصوات القنابل وبين أنقاض منازلهم. ومسؤوليتنا تجاههم ليست تفضلًا عليهم، بل واجب ديني وأخلاقي وإنساني.

فلنمدّ أيدينا بالرحمة، ولنمنحهم حقهم في الطفولة، فكل تبرع، وكل دعم، كيفما كان شكله وصورته، هو لبنة في بناء مستقبلٍ أكثر عدلًا وتكافلًا وتراحمًا.


الأسئلة الشائعة

كيف نتعامل مع الأطفال في ظل الحروب؟

بالحب والاحتواء، والاستماع إليهم، وتوفير بيئة آمنة نفسياً وجسدياً. كما يجب دعم جهود المنظمات الإنسانية التي تقدم الرعاية النفسية والاجتماعية لهم.

ما واجبنا تجاه أطفال الحروب؟

واجبنا هو المساندة بكل وسيلة ممكنة — بالدعم المالي، وبالكلمة، وبنشر الوعي، وبالعمل على حماية حقوقهم وضمان مستقبلهم الآمن.

امنح يتيمًا مستقبلًا أفضل بكفالتك الآن وجاور رسول الله ﷺ

اكفل يتيمًا
عودة للأخبار