على الرغم من أن التعليم حق أساسي من حقوق الإنسان والأطفال، إلا أنّ هناك ملايين الأطفال في أنحاء العالم قد حُرمووا من حقهم في التعليم نتيجة الحروب والأزمات والكوارث الطبيعية، فيما تبدو المنطقة العربية من أكثر المناطق تضرراً في مجال التعليم نتيجة لما يحدث فيها منذ عقود.
وقد أدت الصراعات والحروب إلى نزوح أكثر من 30 مليون طفل؛ يتعرض كثيرون منهم للاستعباد والاتجار وسوء المعاملة والاستغلال والحرمان من حقوقهم الأساسية بما فيها التعليم والرعاية الصحية، من أفغانستان إلى مالي، إلى السودان واليمن وسوريا وغيرها الكثير الكثير من البلدان.
التعليم في حالات الطوارئ
تعرف"حالات الطوارئ" التي تؤثر على التعليم على أنها جميع الحالات التي تدمر فيها، في غضون فترة قصيرة من الزمن، ظروف الحياة المعتادة ومرافق الرعاية والمرافق التعليمية للأطفال، وبالتالي تعطيل إعمال الحق في التعليم أو تحرمهم منه أو تعيق التقدم فيه أو تأخره ، سواء كان ذلك من صنع الإنسان أو الكوارث الطبيعية.
قد يكون سبب هذه الحالات من بين عدة أمور أخرى، الصراعات المسلحة التي تشمل الأوضاع الدولية، بما في ذلك الاحتلال العسكري، وغير الدولية في مرحلة ما بعد الصراع، وجميع أنواع الكوارث الطبيعية.
أرقام مهولة
- يقدّر عدد الأطفال المتأثرين بالأزمات وغير الملتحقين بالمدارس بحوالي
72 مليون طفل.
- يلتحق فقط 25 مليون طفل متأثر بالأزمات بالمدارس ويحقّقون الحد الأدنى
من الكفاءة في كل من القراءة والرياضيات.
- يتركّز حوالي نصف عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس في حالات الطوارئ
في ثمانية بلدان فقط هي: إثيوبيا وباكستان وأفغانستان والسودان وجمهورية
الكونغو الديمقراطية وميانمار ومالي ونيجيريا.
- أكثر من 17 مليونًا من الأطفال في سن التعليم في هذه البلدان من
اللاجئين، أو مشردين داخل بلدانهم أو خارجها. ومن بين هؤلاء، لا ينتظم
سوى نصفهم في المدارس الابتدائية وأقل من ربعهم في المدارس الثانوية.
- يزيد احتمال ترك الفتيات للدراسة في البيئات المتضررة من النزاع 2.5 مرة
عن احتمال ترك الفتيان للدراسة.
أثر النزاعات على التعليم
يُمكن إجمال أثر النزاعات والحروب والكوارث الطبيعية على التعليم بما يأتي:
- نزوح أو لجوء عدد كبير من الأشخاص بما فيهم الأطفال، هرباً من ظروف
النزاع وبحثاً عن أماكن أكثر أماناً، ما يحرم الأطفال من حقهم في
التعليم.
- استهداف البنى التحتية ومؤسسات التعليم بحيث تصبح غير قابلة للاستخدام
التعليمي تماماً، إما بسبب تدميرها الكلي أو الجزئي أو بسبب الاستيلاء
عليها لأغراض قتالية.
- عجز الدول والحكومات عن توفير الخدمات التعليمية في المناطق الساخنة أو
التي فقدت السيطرة عليها وهي غالبا ما تكون مناطق مهمشة.
- نقص الموارد البشريّة، حيث يشهد التعليم في الدول المتأثّرة بالحروب
نقصاً حادًاً في المعلّمين والكوادر التعليميّة المؤهّلة، كما يعاني
العديد من المعلّمين الإجهاد النفسي والعاطفي، نتيجة لظروف الحرب، ممّا
يؤثّر في جودة التعليم المقدّم.
وضع استراتيجية للتعليم في حالات الطوارئ
فيما يلي أهم النقاط التي يمكن اتباعها في بعض حالات الطوارئ لتطوير التعليم والمحافظة على استمراريته:
- يجب أن تكون خطة الطوارئ محددة وليس عامة.
- يتعين أن يكون التخطيط للطوارئ بسيطاً وسهل التنفيذ.
- يتعين أن تستخدم خطط الطوارئ الموارد بفعالية لتلبية الاحتياجات
الإنسانية بالطريقة المناسبة.
- يجب أن يكون التخطيط واقعياً.
اكفل طالب علم وأنِر مستقبله
ابدأ الكفالة