00441612250225
سلة الخير
-

عام على حرب غزة: تأثير الحرب واستمرار المعاناة الإنسانية

غزة، تلك المنطقة ذات الكثافة السكانية الأعلى في العالم، والتي شهدت خلال الأعوام الماضية الكثير من المعاناة والحروب، ها هيَ تتمّ عاماً كاملاً كان الأشدّ من بين كل الأعوام التي عاشتها.

حربٌ أخرى أضيفت إلى سلسلة الحروب والتصعيدات التي لا تهدأ على المنطقة. مرت سنةٌ منذ بداية تلك الحرب، ولا تزال آثارها تلقي بظلالها على كل شبرٍ من هذه الأرض المحاصرة التي أرهقتها الأيام وأثقلتها الأحزان.

أرقامٌ تتحدث عن الكارثة

لا يمكن الحديث عن غزة بعد الحرب دون ذكر بعض الأرقام. ففي أحدث إحصائية قالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن 41,445 فلسطينياً استُشهدوا وأُصيب نحو 96 ألفاً غالبيتهم من النساء والأطفال، منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

من جهةٍ أخرى، تسببت الحرب في نزوح أكثر من 1.2 مليون شخص داخل قطاع غزة. هؤلاء النازحون يعيشون في مراكز إيواء مؤقتة مكتظة، أو في بيوت أقاربهم التي بالكاد تتسع لهم أو في خيامٍ رثة نصبوها على امتداد القطاع هنا أو هناك.

وفي الواقع، فإنّ جميع هذه الأماكن تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الكريمة، حيث ينعدم الأمن الغذائي وتغيب المياه الصالحة للشرب، في وقت يعاني فيه القطاع من حصارٍ مستمر، يجعل من المساعدات الإنسانية مصدرًا رئيسياً لبقاء السكان على قيد الحياة.

دمارٌ شامل

غزة، التي يُطلق عليها لقب "أكبر سجن مفتوح"، تشهد دماراً هائلاً وخرابًا في معظم البنى التحتية. هذا القطاع الذي يضم أكثر من مليوني إنسان يعيشون في مساحة صغيرة، يعاني اليوم من تبعات حربٍ دموية خلفت وراءها كوارث إنسانية تفوق الوصف.

ومع حلول 13 سبتمبر/ أيلول 2024، أظهرت صور الأقمار الصناعية تعرّض نحو 75% من المباني في القطاع لأضرار كلية أو جزئية، إذ تعرض ما يزيد عن 200,000 وحدة سكنية للدمار الكلي أو الجزئي، تاركة الآلاف من الأسر بدون مأوى. كما أن العديد من المدارس دُمرت أو تضررت، ما أدى إلى تعطل التعليم لأكثر من 500,000 طالب، حيث بات التعليم في غزة تحدياً كبيراً.

ولم تسلم المساجد، هي الأخرى من القصف، فقد دُمّر العديد منها، ولم يعد أمام الناس سوى الصلاة بين أنقاض بيوتهم. حتى المؤسسات الثقافية والتراثية التي تحمل تاريخ المدينة، تعرضت هي الأخرى للقصف والدمار.

أما فيما يخص البنى التحتية وخدماتها، فقد باتت الحياة في غزة شبه مستحيلة في ظل انهيار الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه وصرف صحي، ما يجعل الحياة اليومية لسكان القطاع أشبه بصراعٍ من أجل البقاء.

قطاعٌ صحيٌّ دون مقومات

انهار القطاع الصحي في غزة منذ الشهور الأولى للحرب، وهو الذي كان هشاَ حتى قبل ذلك. تعرضت العديد من المستشفيات والمراكز الصحية للقصف، وأصبحت غير قادرة على تقديم الخدمات الطبية الضرورية. حوالي 50% من المنشآت الصحية خرجت عن الخدمة بالكامل أو جزئيًا، ما أدى إلى نقصٍ حادٍ في الأدوية والمستلزمات الطبية.

الحرب وضعت النساء الحوامل في وضعٍ خطيرٍ للغاية، إذ تشير التقارير إلى أن هناك أكثر من 15,000 امرأة حامل، تعيش معظمهن في ظروفٍ قاسية بدون رعاية صحية كافية. وقد ارتفعت حالات الولادة المبكرة والإجهاض بشكل ملحوظ نتيجة التوتر النفسي والجسدي الذي تعانيه النساء أثناء الحرب.

اقتصادٌ متهالك ومستقبلٌ غامض

من الناحية الاقتصادية، فإن الحرب الأخيرة وجهت ضربة قاضية لاقتصاد غزة الهشّ أساساً. فقد تعرضت آلاف المصانع والمتاجر للدمار، مما أدى إلى فقدان مئات آلاف الأشخاص وظائفهم.

تشير التقارير إلى أن حجم الخسائر الاقتصادية قد تجاوز 5 مليارات دولار، وهو رقمٌ هائل يعكس حجم الكارثة التي حلت بالقطاع. وقد تجاوزت البطالة في غزة 60% بعد الحرب، وأصبحت آلاف الأسر تعتمد بالكامل على المساعدات الإنسانية.

أجيالٌ يتيمة وأحلامٌ محطمة

لم تخلف الحرب الشهداء والجرحى والدمار فقط، بل تركت ولا تزال تترك جيلاً جديداً من الأيتام. تشير الإحصائيات إلى أن الحرب خلّفت ما يزيد عن 30,000 يتيم، فقدوا آباءهم وأمهاتهم خلال الغارات العنيفة. هؤلاء الأطفال الذين شاهدوا بأعينهم الدمار وموت أحبائهم سيحملون آثار هذه المشاهد المؤلمة طوال حياتهم، ما لم يحصلوا على الدعم النفسي والاجتماعي اللازم.

بين الألم والاستبشار

رغم كل هذه الأرقام والحقائق المفزعة، تبقى غزة رمزًا للصمود والثبات. سكان هذا القطاع المحاصر الذي تعرض مراراً للحروب والتصعيدات لا يزالون يرفضون الانكسار والاستسلام، ويحاولون النهوض من تحت الأنقاض وإعادة بناء حياتهم رغم كل الصعوبات. في غزة، لا خيار أمام الناس سوى الاستمرار، على الرغم من الظروف القاسية. وهنا يأتي دورنا بالدعم والمساعدة بكل ما نقدر وما نستطيع. إن الحديث عن غزة بعد عامٍ من الحرب، ليس فقط عن دمارٍ مادي، بل هو عن جرحٍ إنسانيٍ عميق. جراح غزة لن تلتئم إلا عندما يتوقف هذا النزيف المستمر، وتعود الحياة إلى طبيعتها، وهو ما يحتاج إلى تكاتف الجهود وتوحد الهمم والمساعي.

كيف تتبرع معنا لغزة؟

يحتاج سكان غزة أقصى درجات الدعم والمساعدة العاجلة. لذلك، نعمل في هيومان أبيل على تقديم عددٍ من الباقات التي يقدّم كلٌّ منها أنواع مختلفة من المساعدات. وهي كالتالي:

باقة الإحسان، وتشمل:

  • تقديم العلاج لثلاثة أشخاص عبر عياداتنا المتنقلة.
  • توفير طرد غذائي يكفي ثلاث عائلات (18 شخصاً) لمدة شهر كامل .
  • تقديم 20 وجبة ساخنة في أماكن النزوح.
  • توفير مياه نظيفة مستدامة لثلاثة أشخاص عبر محطتنا لتحلية المياه في رفح.

تبرع لباقة الإحسان

باقة البر، وتشمل:

  • تقديم العلاج لشخصين اثنين عبر عياداتنا المتنقلة.
  • توفير طرد غذائي يكفي عائلتين اثنتين (12 شخصا) لمدة شهر كامل.
  • تقديم 13 وجبة ساخنة في أماكن النزوح.
  • توفير مياه نظيفة مستدامة لشخصين اثنين عبر محطتنا لتحلية المياه في رفح.

تبرع لباقة البر

باقة عطاء غزة، وتشمل:

  • تقديم العلاج لشخصٍ واحد عبر عياداتنا المتنقلة.
  • توفير طرد غذائي يكفي 6 أشخاص لمدة شهر.
  • تقديم 6 وجبات ساخنة في أماكن النزوح.

تبرع لباقة العطاء

ونذكّركم أنّ موظفينا في القطاع هم من سكّان غزة بالأساس، تضرروا خلال شهور الحرب كما تضرر بقية السكان، تركوا منازلهم ونزحوا مراتٍ ومرات وبعضهم فقد عدداً من أفراد عائلته، غير أنّهم واصلوا العمل رغم كل التحديات الشديدة، بفضل الله -سبحانه وتعالى- أولاً، وبفضل دعمكم المستمرّ ثانياً. كلّ تبرعٍ تتبرعون به لغزة، سيثمر خيراتٍ كثر ورحماتٍ تترى على القطاع. ونحن بدورنا نطمئنكم أننا نعمل على قدمٍ وساق منذ اليوم الثاني للحرب وسنبقى ما استطعنا إلى جانب أهلنا حتى يزول بلاؤهم وكربهم بإذن الله.

.لمعرفة المزيد حول أثر تبرعاتكم في غزة

ساعد في التخفيف عن المنكوبين في غزة

طوارئ غزة
عودة للأخبار