15.07.2024
كرّم الله الإنسان، وجاء الإسلام لترسيخ هذا التكريم؛ فجعله أفضل المخلوقات وأقومها، كما وحفظ له حقوقه في حياته تماماً كما حفظ له حقوقه بعد مماته. قال الله تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ).
فللميت المسلم على أخيه الحيّ حقوقاً تتراوح بين الوجوب والاستحباب. وقد جاءت شريعة الإسلام بعددٍ من تلك الحقوق التي تبدأ قبل وفاته وفي لحظات احتضاره، وحتى بعد خروج روحه ومواراة جسده التراب.
تعاهده قبل موته وتذكيره بالآخرة، وتلقينه كلمة التوحيد
قال رسول الله ﷺ: "لقنوا موتاكم لا إله إلا الله". (رواه مسلم) وقد أخبرنا النبي ﷺ: "أنَّ من كان آخرُ كلامِه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة"(متفق عليه)
التعجيل بتغسيله
يتولى تغسيل الرجلَ الرجالُ، كما يتولى تغسيل المرأةِ النساءُ، ويجوز للرجل أن يغسّل زوجته، وللمرأة تغسيل زوجها، لحديث عائشة أنَّ النبي ﷺ قال لها: "لو مُتِ قبلي لغسلتك"(رواه أحمد)، ولقولها -رضي الله عنها-: "لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسل رسولَ الله إلا نساؤه"(رواه أبو داود).
كتمان ما يُرى منه أثناء تغسيله
قال رسول الله ﷺ: "مَنْ غَسَّلَ مَيتاً فَكَتَمَ عَلَيْهِ؛ غَفَرَ اللهُ لَهُ أربَعِينَ مَرَّة"(رواه الحاكم، وقال: صحيح عَلَى شرط مسلم).
تكفينه بما يستره والإحسان في ذلك
وذلك لحفظه من الانكشاف، وستراً لصورته المتغيرة عن الأعين. ويجب أن يكون الكفن ساتراً جميع بدنه، من دون مغالاة أو مباهاة، قال ﷺ: "إذا كفَّنَ أحدُكم أخاه، فليُحسن كفَنه". (رواه مسلم)
الصلاة عليه
وهي من فروض الكفاية، وقد رغّب الشرع في الصلاة على الميت وجعل لمن يصلي على الميت فضلاً وأجراً عظيمين، عن أبي هريرة-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله ﷺ "من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان"، قيل: وما القيراطان؟ قال: "مثل الجبلين العظيمين"(رواه مسلم).
دفنه في التراب
أجمع المسلمون على أن دفن الميت، ومواراة بدنه فرض كفاية، وأنّ في هذا الدفن رحمة لبني آدم، فلولاه لاحتار الإنسان فيما يفعل بجسده بعد الموت.
الوقوف على قبره بعد الدفن والدعاء له بالثبات
فقد كان النبي ﷺ إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال: «استغفروا لأخيكم، وسلوا له التثبيت، فإنه الآن يُسأل»، أخرجه أبو داود.
تعزية أهله وتصبيرهم على موته
قال رسول الله ﷺ: "ما من مُؤمِنٍ يُعَزِّي أخاه بمصيبةٍ إلا كساه اللهُ سبحانه من حُلَلِ الكرامةِ يومَ القيامةِ".
لما رواه البخاري عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: جاء رجل إلى النَّبِي ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ أَفَأَقْضِيهِ عَنْهَا قَالَ: «نَعَمْ قَالَ فَدَيْنُ اللَّهِ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى».
الدعاء له والصدقة الجارية عنه
فهما عمله الذي لا ينقطع، وفيها أجرٌ ممتدٌ ومستمرٌ له حتى وإن كان ميتاً. عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله ﷺ قال: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له". رواه مسلم