كم مرّةً كانت لك حاجةً ملحّةً، أو أمرًا استعصى عليكَ وعلى الخلقِ، فتوّجهتَ إلى الله بالدُّعاءِ في جُنحِ الليلِ فأجابك؟ وكم مرةً مررتَ بكربٍ ما، وضاقت عليكَ الدنيا بكلِّ ما رحبت، حتى تبيتُ ليلتكَ باكيًا، حتى ألهمك الله الدعاء الخالص لهُ وحده، فإذا بالكربِ ينفرجُ والدمعُ ينجلي؟
لكن كيف يكونُ الدعاءُ مستجابًا؟ وما هي الآدابُ التي علينا اتباعُها مع الله في الدعاء؟ وما هي موانع الاستجابة؟
يقول تعالى في كتابهِ الكريم:
"وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ"، فكتب اللهُ على نفسه استجابة دعاءِ عبادهِ المؤمنين، وبشّرهُم بقُربه إليهم وسماعه لمناجاتهم.
أهمية النية الصادقة في الدعاء
"فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ"، إخلاصُ نية الدعاء لله وحدهُ لا شريك له من شروطِ استجابة الدعاء، وبغيرها يصيرُ هناكَ مانعٌ من موانع الاستجابة، لذا فقد أمرنا الله بالدعاءِ لهُ وحده موقنينَ بالإجابة، مُحسنين الظّن في فضله وكرمه.
آداب الدعاء التي تجلب الاستجابة
- أولًا: افتتاحُ الدعاء وختمهُ بحمد الله تعالى والثاءِ عليه والصلاةُ
على نبيّه الصفيّ الكريم.
- ثانيًا: رفع اليدينِ تضرّعًا إلى الله
- ثالثًا: عدم التردد أو التشكّك في الإجابة، بل على الداع أن يُلحّ على
ربه في الدعاء طلبًا للإجابة
- رابعًا: تحرّي الحلال في المأكل والمشرب فإن الله يطبٌ لا يقبلُ إلا
طيّبًا
- خامسًا: تحرّي أوقات الإجابة التي أخبرنا عنها الله ورسوله، وأماكن
الإجابة إن أمكن.
اختيار الأوقات والأماكن المباركة للدعاء
ترتجى استجابةُ الدعاءِ من الأوقاتِ: عند السَّحَر، وفي الثلث الأخير من الليل، والدعاء في رمضان خاصةً وقت الفطر، وما بين الأذان والإقامة، وأوقات الاضطرار، وحالة السفر والمرض، وعند نزول المطر، وعند الخروجِ للجهاد في سبيل الله، والعيدين، والساعةُ التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة: وهي من الإقامة إلى انتهاء الصلاة.
ومن الأماكن: في الكعبة، وفي الحرم، وفي المشاعرِ المقدّسة، كعرفاتٍ، وعند الجمرات، وعلى الصفا والمروة.
الأسباب التي تمنع استجابة الدعاء
يحدُث المنعُ حين اختلال أحد أو كُل الشروط التالية في الدعاء:
- الشرط الأول: دعاء الله وحده لا شريك له بصدق وإخلاص ، لأن الدعاء عبادة
قال تعالى : وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ
الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ
دَاخِرِينَ
- الشرط الثاني : ألا يدعو المرء بإثم أو قطيعة رحم ، لما رواه مسلم عن
أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يستجاب
للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ، ما لم يستعجل ، قيل: يا رسول الله
ما الاستعجال ؟ قال : يقول : قد دعوت ، وقد دعوت فلم أر يستجاب لي ،
فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء .
- الشرط الثالث : أن يدعو بقلب حاضر ، موقن بالإجابة ، لما رواه الترمذي
والحاكم وحسنه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ، واعلموا أن
ٍالله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاهٍ.
أدعية مستحبة وردت في القرآن والسنة
- رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً
وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ
- رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا
مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ
- رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا
وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ
- اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتَني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك
ما استطعت، أعوذ بك من شرِّ ما صنعتُ، أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء لك
بذنبي فاغفر لي؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت
- اللهم إني أعوذ بك مِن جَهد البلاء، ودرَك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة
الأعداء
اكفل يتيماً بشكل دوري لتلقي أفضل الأجر
تبرع الآن