من عادات النبي ﷺ: دروس نبوية في الإحسان اليومي

تعريف بالإحسان وأهميته في حياة المسلم

للإحسان في الإسلام ثوابٌ عظيم، باعتباره قيمة دينية وأخلاقية رفيعة، كما جاء في حديث جبريل عليه السلام حين سأل النبي ﷺ عن الإحسان فقال: « أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ». فالإحسان يجمع بين إتقان العمل، وإخلاص النية، وحسن المعاملة، ليصبح أسلوب حياة شامل ينعكس على الفرد والمجتمع.

تشير الدراسات الحديثة في علم النفس الاجتماعي إلى أن أفعال الإحسان اليومية – مثل الكلمة الطيبة أو المساعدة البسيطة – ترفع من مستوى السعادة الشخصية بنسبة تصل إلى 40%، وتقلل من معدلات التوتر. وهذا يتوافق تمامًا مع المنهج النبوي في غرس الإحسان كعادة يومية.

دور النبي ﷺ في تعليم الإحسان كنهج يومي

كان النبي ﷺ مدرسة متكاملة في الإحسان، لا يكتفي بالوعظ، بل يجسّد القيم في أفعاله. فقد كان إذا صافح أحدًا لا ينزع يده حتى يكون الآخر هو الذي ينزعها، وإذا جلس مع القوم شاركهم بالتبسًم وحُسن الكلام والخلُق والاستماع، حتى يشعر كل واحد منهم أنه أحبّ الناس إليه.

مفهوم الإحسان في السنة النبوية

في السنة، يتجلى الإحسان في ثلاثة أبعاد:

1. الإحسان مع الله: بإتقان العبادة وإخلاص النية.
2. الإحسان مع الناس: بحسن الخلق ولين الكلام.
3. الإحسان مع البيئة المحيطة والمخلوقات: حتى مع الحيوان والنبات، كما في حديث المرأة التي سقت كلبًا فغفر الله لها.

دروس نبوية في الإحسان اليومي

كان الإحسان عند النبي ﷺ عادة، لا ينتظر مناسبة خاصة. ومن أبرز دروسه:

• الابتسامة: "تبسمك في وجه أخيك صدقة".
• الرفق في التعامل: "ما كان الرفق في شيء إلا زانه".
• إعانة المحتاج: سواء بأشياء بسيطة كمساعدة مُسِن في حمل أمتعته أو أفعالٍ أكبر كقضاء الدين.
• حسن الجوار: كما في وصية جبريل المتكررة "ما زال جبريلُ يوصيني بالجارِ حتَّى ظننتُ أنه سيورِّثُه"

9 عادات للرسول ﷺ في الإحسان اليومي

كيفية تطبيق الإحسان في حياتنا المعاصرة

في عالمنا المتسارع، حيث كلّ الناس تجري في أفلاكها الخاصة، يمكننا أن نستعيد روح الإحسان النبوي من خلال خطوات عملية:

• بدء يومك بكلمة طيبة لأسرتك أو زملائك.
• تخصيص وقت أسبوعي لعمل تطوعي.
• مساعدة المحتاجين ماديًا أو معنويًا.
• الالتزام بأمانة العمل وإتقانه.

وصايا الرسول ﷺ في الحياة اليومية

أوصانا النبي ﷺ أن يكون الإحسان نهجًا مستمرًا: « إن الله كتب الإحسان على كل شيء ». وهذا يشمل العبادة، والعمل، والعلاقات، وحتى التعامل مع الحيوان.

الإحسان في سنة النبي ﷺ ليس سلوكًا عابرًا، بل هو أسلوب حياة يرفع الإنسان إلى أسمى المراتب، ويحوّل المجتمع إلى بيئة آمنة ومتراحمة. وكلما تمسكنا بهذه العادات النبوية، كلّما كنّا أقرب لله تعالى: ﴿وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾.