ما المشروع الذي تبحث عنه؟

أدخِل اسم المشروع

رأس السنة الهجرية: دروس من الهجرة النبوية

رأس السنة الهجرية

ومع حلول رأس السنة الهجرية، يكونُ قد مرّ على يوم هجرة رسولنا الكريم 1447 عامًا، وفي هذا الييوم، لا يسعُنا سوى أن نتوقف قليلًا لنتأمل ما في هذه الرحلة من عظمةٍ ودروسٍ وأحداثٍ غيّرت مجرى تاريخ الإسلام، إنها الهجرة النبوية، حين انتقل النبيُّ وأصحابه من مكّةَ إلى المدينة، قليلونَ عددًا، وعظيمونَ قيمةً وإيمانًا، يتخفّون ويختبؤون من أعين وأيادي الكفار، فقد هاجر بدأ النبيُّ ﷺ الهجرة بنفسه وفي صُحبته صاحبه أبو بكرٍ الصديق،

﴿ إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾

وحثّ أصحابهُ على اتباعه، فهاجروا إلى الله لا يحملونَ معهم سوى متاع قليل، والإيمان الراسخ في قلوبهم، والثقة في الله الذي لن يضيّعهم.

تبرع لإعانة الميانمار
معنى الهجرة النبوية

معنى الهجرة النبوية

الهجرة النبوية هي انتقالُ النبي محمد ﷺ وصحبه من بلدٍ إلى بلد، بعد أن أذن الله لهم، وهي واحدةٌ من القصص التي تجسّد معنى التضحية من أجل العقيدة، والثبات على المبادئ في وجه الاضطهاد والقسوة، والبحث عن بيئةٍ آمنةٍ تُمارَس فيها العبادة ويقوى فيها الدين، وتُنشَر فيها الرحمة والعدالة. يقول الله تعالى في كتابه الكريم:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ ﴾

دروس وعِبر من الهجرة النبوية

إن دروس الهجرة لا تُعد ولا تُحصى، ولعل من أبرزها:

  • التخطيط والأخذ بالأسباب: رغم أنه نبيٌّ مُرسل، ومؤيّدٌ بالمعجزات الإلهية إلا أن النبي ﷺ أعدَّ خطة محكمة للهجرة، ليعلّمنا الفرق بين التوكّل على الله والتواكل، فاختار الرفيق والمكان والزمان بعناية، وأخذ بالأسباب الدنيوية ثمّ سار في وجهته متوكّلًا على الله.
  • الصبر والثبات: تحمّل النبي ﷺ وصحبه أذى قريش سنواتٍ طويلة، لكنهم ثبتوا على الدين القويم، ولم يخالفوا أمر ربهم، ولم ييأسوا من رَوحِ الله حتى أذنَ لهم بالفرج.
  • الأخوّة والتكافل: حين وصل المهاجرون إلى المدينة، استقبلهم الأنصار فاتحين قلوبهم وبيوتهم، وتقاسموا معهم الدينار والتمرة، فكانت المدينة أول نموذج حقيقي لدولة تقوم على العدل والتراحم.

تبرع لتوفير الآبار في لسنغال

كيف نستفيد من دروس الهجرة اليوم؟

تمرّ الأمة الإسلامية اليوم بتحدياتٍ عديدة، فأخواننا المسلمون يعانون في كثيرٍ من البلدان ويختبرونَ في دينهم ودنياهم، وهنا يبرز دورنا في استخلاص العِبر من الهجرة وتطبيقها في حياتنا:

  • لنتعلم من هجرة القلوب ما هو أعمق من هجرة الأبدان؛ هجرة من الذنوب إلى الطاعة، ومن اليأس إلى الأمل، ومن الفُرقة إلى الوحدة.
  • لنغرس في أبنائنا معنى التضحية والصبر، وأهمية السعي لإقامة مجتمعٍ يقوم على القيم الإسلامية الحقة. يعاونُ فيه المسلم أخاهُ المسلم، ويحقنُ دمه، ويروي عطشه ويسد جوعه.
  • ولنجعل من رأس السنة الهجرية محطةً سنوية لمراجعة النفس، وتصحيح المسار، وتجديد النية في أعمالنا كلها.

تصدق لتدفع البلاء عنك وأحبتك
كيف نستفيد من دروس الهجرة اليوم؟

مظاهر الاحتفال برأس السنة الهجرية

يختلف احتفال السنة الهجرية من بلدٍ إلى آخر، لكنه يبقى فرصة للتقرب إلى الله في كل مكان عبر:

  • الذكر والدعاء والصيام، فالنبي ﷺ قال: « أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرّم » [رواه مسلم]، فاستقبال محرّم بالعبادة والذكر هو خيرُ بدايةٍ لعامنا الجديد.
  • الصدقات وأعمال الخير، فهي من أفضل أعمال رأس السنة الهجرية، فالصدقةُ تطهّرُ النفوس وتُزيحُ الكروب.
  • التأمل والتعلم، عبر حلقات الذكر، والمحاضرات التي تروّج لقيم الهجرة، وتُحيي السيرة النبوية في قلوب المسلمين.
  • رأس السنة الهجرية محطةٌ لتجديد النوايا، وتعمير الإيمان في القلوب. ولنستلهم من الهجرة النبوية معاني الإيمان وطاعة أوامر الله ونبيه الكريم، ولنجعل من دروسها خارطة طريق لعامٍ نبدأه بالطاعة ونختمه بالبرّ والخير. فالهجرة لم تكن نهاية مرحلة، بل كانت بداية بزوغ الإسلام وانتشاره نورًا في الكون.



كل عام وأنتم بخير، نسأل الله أن يجعل عامنا الهجري عام نصرٍ وتمكين وخيرٍ وسلام على الأمة الإسلامية.

اكفل يتيماً بشكل دوري لتلقي أفضل الأجر

تبرع الآن
عودة للأخبار