09.07.2024
الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام وفريضة أمرَ الله بها كلَّ مسلم بالغ عاقل يملك مالاً يزيد على نصاب معين. وقد فُرضت لتذكرنا أنّ أموالنا هبةٌ من الله -سبحانه وتعالى- لنا، وأنّ ما نخرجه منها هو حق الله في ماله الذي وهبه لعباده.
لماذا فُرضت الزكاة؟
تعني الزكاةُ في اللغة الطهارة والبركة والنماء. فهي تضمن إخراج جزءٍ من أموالنا وثرواتنا لتطهّرنا من البُخل والشحّ، وتجعل جزءاً من أموالنا حقاً للذين يحتاجونه ويكافحون في الحياة من فقراء ومساكين وعابري سبيل، وهي بذلك تُصلح أحوال المجتمعات المادية والمعنوية وتطهّر النفوس من الشحّ والبُخل، وقد اقترن ذكرُها في القرآن الكريم بذكر الصلاة.
الأثر النفسي للزكاة
فضائل الزكاة لا تتوقف على مَن يأخذ المال وحسب، بل وتنعكس على مُعطيها. فالزكاة من علامات تقوى القلوب وصلاحها. وكما تطهّر المال وتنمّيه، فهي أيضاً تطهّر النفس من الشح والبخل وتدرّبها على البذل والعطاء، وتحميها من التعلق الشديد بالدنيا، وتخلّصها من الشحّ والرغبة في اكتناز الأموال، كما تحرّرها أيضاً من عبودية الدرهم والدينار.
أحاديث في فضل الزكاة
هل الزكاة تزيد الرزق؟
إيتاءُ الزكاة لا ينقص من المال شيئاً، بل يزيده وينمّيه ويطهّره. وقد وعد الله -سبحانه وتعالى- أنّ الله يخلف على المزكّي والمتصدق أضعاف ما يُنفق، كما قال تعالى: وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ {سبأ:39}.
هل أجر الزكاة كأجر الصدقة؟
الصدقة أعمُّ من الزكاة، فكل زكاة صدقة وليس كل صدقة زكاة. أما الفرق بينهما، فالزكاة ركنٌ من أركان الإسلام يجب أداؤها ويكفر من أنكر فرضيتها وهي إخراج مقدار معيّن من المال تبعاً لشروط حددها الشرع.وأما الصدقة فلفظ أعم يُطلق على كلّ ما يُنفق في سبيل الله، سواء كان الإنفاق واجباً كالزكاة أم غير واجب.
وخلافاً للزكاة، فالصدقات تمنح في أي وقت إلى أي شخص وبأي مبلغ أو شيء بما يشمل الصدقات العينية أو حتى الكلمة الطيبة والأعمال التطوعية. وبذلك، فالصدقة تمتاز بقدر هائل من المرونة ولا يحددها أي من شروط الشرع.
وكلا العملين أجرهما عظيمٌ عند الله. ولا تختلف الصدقة في فضلها عن الزكاة؛ فالصدقة تطهر النفس كذلك، وتهذّبها من البخل والأنانية والطمع وحب المال.