02.08.2025
ما الذي تبحث عنه؟
أدخِل كلمات للبحث
جاري البحث
لا توجد نتائج متطابقة
حاول البحث مرة أخرى
عذرًا!
حدث خطأ ما
في المجتمعات الفقيرة، تتحول أبسط الاحتياجات إلى معارك يومية، وقد تظل قطرة الماء النقية حلمًا بعيد المنال. الماء، الذي هو أساس الحياة، يصبح في تلك البيئات مصدر قلق وخطر بدلًا من أن يكون مصدر أمان وطمأنينة. فالنساء يحملن عبء البحث عنه في رحلات شاقة تستنزف وقتهن وصحتهن، والأطفال يدفعون الثمن بأجساد ضعيفة وحياة تعليمية مهددة.
ما هي أبرز الأمراض الناتجة عن تلوث المياه؟
في مناطق كثيرة من العالم، غياب المياه النظيفة يعني مواجهة أمراض مميتة يوميًا. إذ تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 2.2 مليار شخص لا يحصلون على مياه شرب آمنة، بينما يفتقر 3.6 مليار شخص لخدمات الصرف الصحي الأساسية. والنتيجة: انتشار أمراض مثل الكوليرا والتيفوئيد والدوسنتاريا، مع إصابة الأطفال بالإسهال القاتل الذي يودي بحياة نحو 4,000 طفل يوميًا.
النساء وحِمل جلب المياه: قصة من الواقع
في قرية "مناني بهيل" النائية بباكستان، كانت حياة حِما، الأم لخمسة أطفال، تدور حول رحلة يومية شاقة للبحث عن الماء. تستيقظ قبل الفجر، وتترك أطفالها خلفها، وتسير لساعات طويلة تحت الشمس الحارقة للوصول إلى بركة ملوثة.
تحمل أوعية الماء البلاستيكية الثقيلة على رأسها أو بين يديها، وتعود مرهقة لتبدأ عملية التصفية بقطعة قماش بسيطة، محاولةً إزالة الشوائب. لكن المياه رغم ذلك كانت سببًا في إصابة العائلة بالقيء والإسهال والحمى بشكل متكرر.
وكان زوجها يعمل في رعي المواشي والزراعة، بينما تحيك هي الألحفة يدويًا لتبيعها. لكن الوقت الضائع في جلب الماء كان يعني أن اللحاف الواحد يحتاج أحيانًا لشهرين كاملين حتى يكتمل، لتحصل في النهاية على أجرٍ زهيد. وفي أوقات الأزمات، كانت العائلة تضطر لبيع مواشيها لتغطية احتياجاتها الأساسية من طعام ودواء.
حين نفذت هيومان أبيل مشروع بئر مياه بعمق 145 قدم في القرية ليستفيد منه 130 شخصًا، تبدل المشهد تمامًا. إذ صار مصدر المياه النظيف على بعد خطوات، فانخفضت نسبة الأمراض، وتوفّر الوقت الثمين. فأصبحت حِما تنجز اللحاف في 15 يومًا فقط، وتزرع خضروات في "حديقة المطبخ" توفر لها مصدرًا آخرًا للدخل. والأهم، أن المشروع شمل بناء حمام داخل المنزل، مما وفر لها الخصوصية والكرامة والأمان.
الأطفال بين المرض والحرمان
غياب المياه النظيفة يعني حرمان الأطفال من أبسط حقوقهم الصحية والتعليمية. فالأمراض الناتجة عن المياه الملوثة تؤدي إلى الغياب المتكرر عن المدرسة، وتضعف النمو الجسدي. كما أن غياب المرافق الصحية في المدارس، خاصة للفتيات، يرفع من معدلات التسرب المدرسي، مما يهدد مستقبلهم بالكامل.
مشاريع المياه: أكثر من مجرد صنابير
مشاريع المياه، مثل التي نفذتها هيومان أبيل، ليست فقط لتوفير الشرب، بل هي بوابة لتحسين الصحة، وتوفير فرص اقتصادية، وتقليل النزاعات على الموارد. والمساهمة في نهوض المجتمعات ودعم اعتمادها على ذاتها، وتحسين دخل ومعيشة أفرادها.
دور المياه في تمكين المرأة والمجتمع
الماء النظيف يمنح النساء الوقت للمشاركة في الأنشطة الاقتصادية، ويعزز كرامتهن ويحمي صحتهن. كما يدعم استقرار الأسر، ويقوي النسيج الاجتماعي للمجتمع بأكمله. وكما قال الرسول ﷺ: «أفضل الصدقة سقي الماء»، فإن كل بئر تُحفر، وكل كوب ماء نظيف يُقدَّم، هو صدقة جارية تحيا بها الأجيال.