31.07.2024
أولى الإسلام اهتماماً كبيراً بالنية، وجعلها بمثابة الروح من الجسد من الأعمال، فعلى أساسها يكون العمل مقبولاً عند الله، أو مردوداً على صاحبه، وإن كان في ظاهره صالحاً مستوفياً شروط الصحة.
ومن الأحاديث العظيمة التي احتوت على هذا المعنى، ما ورد في في الصحيحين عن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما الأعمال بالنيات , وإنما لكل امرئ ما نوى , فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله , فهجرته إلى الله ورسوله , ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها , فهجرته إلى ما هاجر إليه).
ويدلُّ هذا الحديث على أن الأعمال لا تصح إلا مع وجود النية، وأن النية تؤثر في العمل، فتحوّل المباح إلى قربة وطاعة، وتحول الطاعة إلى معصية، كمن يفعلها رياء وسمعة أو لأجل الدنيا، لكنها لا تحول المعصية إلى مباح كما يظن ذلك بعض الناس.
معنى النية
النيَّة لغةً: بكسر النون والتَّشديد، مصدر نوى، والجمع نيَّات: هي القصد، وهو عزْم القلب على الشيءِ، وعقْد القلب على إيجاد الفعل جزماً.
وفي الشَّرع: قصد الطَّاعة، والتَّقرب إلى الله تعالى في إيجاد الفعل.
وبكلماتٍ أخرى هي القصد الباعث على العمل، ومقاصد العباد تختلف اختلافاً عظيماً بحسب ما يقوم في القلب. وبالنية الحسنة تصير المباحات والعادات من القربات التي يثاب عليها المسلم، فمن تناول غذاءه بنية حفظ الحياة، وتقوية الجسد، ليستطيع القيام بواجبه نحو ربه وأمته، كان طعامه وشرابه عبادة وقربة.
أهمية النوايا في حياتنا
أقوال عن النية
عن يحيى بن أبي كثير قال: "تعلموا النية فإنها أبلغ من العمل".
عن زيد الشامي قال: "إني لأحب أن تكون لي نية في كل شيء حتى في الطعام والشراب".
عن ابن المبارك رحمه الله تعالى قال: "رُبَّ عمل صغير تعظمه النية، وربَّ عمل كبير تصغره النية".