22 ديسمبر 2025
يعيش المسلمون في رمضان وفي الليالي المباركة شوقًا خاصًا للتقرّب إلى الله بالصلاة والذكر. ومن أكثر العبادات التي يكثر السؤال عنها: قيام الليل، التهجد، وصلاة التراويح. ورغم أنّ هذه الصلوات تجتمع في كونها عبادات عظيمة يتقرب بها العبد إلى ربّه، إلا أنّ بينها فروقًا دقيقة في الوقت، والهيئة، والفضل. وقد بيّن القرآن الكريم فضل قيام الليل في مواضع كثيرة، منها قوله تعالى:
﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ ﴾ (الإسراء: 79).
كما قال النبي ﷺ في فضل القيام:
«أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل» (رواه مسلم).
هذا المقال يقدّم دليلاً شاملًا لفهم الفرق بين قيام الليل والتهجد والتراويح، وكيفية أداء كل منها، وعدد ركعاتها، وما يُقرأ فيها، وأحكامها للرجال والنساء، إضافة إلى بيان فضلها العظيم وأثرها في حياة المسلم.
كيفية صلاة التهجد وقيام الليل
تتشابه صلاة التهجد وقيام الليل في طريقتها؛ فالتهجد هو جزء من قيام الليل لكنه يكون بعد نوم، بينما قيام الليل يبدأ من بعد العشاء حتى الفجر. ويؤدي المسلم هذه الصلاة باتباع الخطوات الآتية:
1. النية
يبدأ المصلي بنيّة صادقة في قلبه للتقرب إلى الله، دون حاجة لقولها لفظًا.
2. بدء الصلاة
يُستحب أن يبدأ المصلي بـ ركعتين خفيفتين تمهيدًا للخشوع، كما كان يفعل النبي ﷺ.
3. كيفية الأداء
4. الوقت المناسب
5. صلاة النساء
المرأة تصلّي التهجد وقيام الليل في بيتها كما يصلّي الرجل دون أي اختلاف في الطريقة أو الخطوات.
الفرق بين قيام الليل والوتر
يختلط على كثير من الناس التفريق بين قيام الليل وصلاة الوتر، رغم أن الوتر جزء من القيام، لكن لكل منهما معنى وحكم ووقت مختلف نسبيًا:
2. صلاة الوتر
3. العلاقة بينهما
خلاصة الفرق
صلاة التهجد كم ركعة؟
ليس لصلاة التهجد عدد ثابت أو محدد، فهي من النوافل الموسّعة التي يُصلّي فيها المسلم ما شاء دون تقييد، لكن سنّة النبي ﷺ ترشد إلى أفضل صيغة وأكثرها أجرًا.
1. عدد ركعات التهجد في سنّة النبي ﷺ
2. الحد الأدنى
يمكن للمسلم أن يصلّي ركعتين فقط وينال أجر التهجد، لقول النبي ﷺ: «صلاة الليل مثنى مثنى».
3. الزيادة في الصلاة
يجوز الزيادة إلى ما شاء الله من الركعات؛ فقد صلّى الصحابة والتابعون بعدد كبير من الركعات دون نهي.
4. الوتر بعد التهجد
الأفضل أن يُختم التهجد بـ صلاة الوتر ركعة واحدة أو ثلاث أو خمس؛ لأنها خاتمة قيام الليل.
ماذا يقرأ في صلاة التهجد؟
صلاة التهجد ليست لها قراءة محددة، بل يُقرأ فيها ما تيسّر من القرآن، لكن الشرع والسنّة يرشدان إلى أن القراءة في الليل لها خصوصية وروح مختلفة، وهي من أسباب الخشوع والخضوع بين يدي الله تعالى.
1. القراءة بما يتيسّر للمسلم
2. قراءة النبي ﷺ في قيام الليل
3. تنويع السور في الركعات
يمكن للمصلي أن يقرأ سورًا مختلفة في كل ركعة.
أو يركّز على سورة طويلة في ركعتين فقط.
أو يقرأ من حفظه بالتسلسل؛ وكلها طرق صحيحة ومقبولة.
فوائد صلاة التهجد
صلاة التهجد من أعظم العبادات التي تفتح للعبد أبواب الرحمة والبركة والسكينة، وقد أثنى الله على أهل القيام في مواضع كثيرة من القرآن، لما يحمله هذا القيام من صدق وإخلاص وخلوة بين العبد وربه.
1. من أسباب إجابة الدعاء
الثلث الأخير من الليل هو من أشرف الأوقات، وفيه ينزل ربنا سبحانه إلى السماء الدنيا وينادي عباده:
«هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟» (متفق عليه).
لذلك يرتبط التهجد بقوة بإجابة الدعاء وتفريج الكرب.
2. نور في الوجه والقلب
يُكثر أهل التهجد من السجود والبكاء والخضوع، فينعكس ذلك نورًا في قلوبهم وصفاءً في وجوههم. قال تعالى:
﴿ تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ… ﴾ (السجدة: 16).
3. رفعة في الدرجات
صلاة الليل من أسباب بلوغ أعلى المنازل، لأنها عبادة لا يقدر عليها إلا صادق يحب الله حبًا كبيرًا. قال ﷺ:
«عليكم بقيام الليل؛ فإنه دأب الصالحين قبلكم، ومقرّبة لكم إلى ربكم».
4. تكفير الذنوب وتهذيب النفس
القيام وقت السكون يساعد على محاسبة النفس، ويطهّر القلب من الغفلة، ويغسل الذنوب بالاستغفار والخشوع.
5. قوة على الطاعة في النهار
من اعتاد القيام شعر ببركة الوقت وراحة القلب، مما يعينه على العمل والراحة وذكر الله في النهار.
6. سلاح للمهموم والمكروب
التهجد من أعظم الأبواب لرفع البلاء وجلب الفرج، خصوصًا لمن يمر بضيق أو ابتلاء أو همّ.
هل يجوز صلاة التهجد بدون نوم؟
يُعدّ هذا السؤال من أكثر الأسئلة شيوعًا، لأن كثيرًا من الناس يرغبون في أداء صلاة الليل لكنهم قد لا يستطيعون النوم ثم الاستيقاظ. وهنا يأتي التفصيل:
1. حكم صلاة التهجد بدون نوم
2. هل ينقص الأجر؟
لكن التهجد بعد نوم له منزلة خاصة، لأنه يدل على مجاهدة النفس وترك الفراش طاعة لله.
3. ماذا يفعل من يخشى أن لا يستيقظ؟
4. الخلاصة
ما هو أجر صلاة التهجد وقيام الليل؟
أجر التهجد وقيام الليل من أعظم الثواب عند الله، لأنها عبادة خفية لا يراها الناس، ولا يداوم عليها إلا من صدق في محبته لله ورغب في القرب منه. وقد جاء في القرآن والسنة ما يبيّن مكانتها الرفيعة وفضلها العظيم.
1. من أعظم القربات إلى الله
قال الله تعالى: ﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَىٰ أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ﴾ في هذه الآية إشارة عظيمة إلى أن التهجد سبب لرفعة الدرجات ونيل المقام المحمود.
2. مغفرة الذنوب وتطهير القلب
قال النبي ﷺ: «أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل» (رواه مسلم). وهذا يدل على أن صلاة الليل باب لمغفرة الذنوب وتنقية النفس من آثار المعاصي والغفلة.
3. الفلاح والفوز في الدنيا والآخرة
وصف الله عباده الصالحين بقوله: ﴿ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ﴾. وهذه الصفة من علامات الفلاح.
4. إجابة الدعاء ورفع البلاء
وقت التهجد هو أكثر الأوقات رجاءً لإجابة الدعاء، لحديث النبي ﷺ: «ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر…» وفيه: «هل من سائل فأعطيه؟» مما يدل على أن التهجد سبب للفرج وتيسير الأمور واستجابة الدعاء.