09.02.2024
المحتويات:
- الصيام ضرورة
- تنظيم الكوليسترول الضار
- كبح الشهية
- الصوم يحسن الدماغ
- الصوم يخفف الالتهابات
- الصوم يساعد على تجَميل وتنظيف الجلد
- الصوم يماثل ممارسة الرياضة البدنية
- الصوم يساعد في السيطرة على نوبات الصرع ومرض السكري
- الصيام من أهم مفاتيح الصحة ، ومن الأمراض التي أثبت الصوم فاعلية في علاجها
- الصوم يزيل السموم من جسم الإنسان
حل علينا أخيرا شهر رمضان الكريم بأيامه ولياليه المباركة ونفحات الإيمان والسكينة، بالصيام والقيام وآيات الكتاب الكريم، والمؤمن يمتثل لأمر الله أولا ثم يبصر بعين قلبه بركة هذا الامتثال وهذه الطاعة، وقد يكون الصيام شاقا على النفس لعدم التعود لكن فوائد الصيام لجسم الإنسان كثيرة:
أي إنسان أو حيوان إذا لم يصم فإنه معرض للإصابة بالأمراض المختلفة، وأن كل إنسان يحتاج إلى الصوم. يقول ماك فادون من علماء الصحة الأمريكيين “إن كل إنسان يحتاج إلى الصوم وإن لم يكن مريضاً لأن سموم الأغذية تجتمع في الجسم فتجعلـه كالمريض فتثقلـه ويقل نشاطه فإذا صام خف وزنه وتحللت هذه السموم من جسمه وذهبت عنه حتى يصفو صفاءً تاماً و يسترد وزنه ويجدد خلاياه في مدة لا تزيد عن 20 يوماً بعد الإفطار. لكنه يحس بنشاط وقوة لا عهد لـه بهما من قبل”. ومن فوائد الصيام للجسم علميا:
يسعى الكثيرون لاستغلال فرصة الصيام من أجل فقدان بعض الوزن، لكن أثبتت دراسة أخيرة أن الصيام يؤثر أيضاً على مستوى الدهون ويؤدي إلى انخفاض نسبة الكوليسترول في الدم. وهذا يسهم في الحد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وغيرها من الأمراض.
خلال فترة الصوم، يدرك الدماغ نقص الغذاء في الجسم ويعتبره تحديا، ويقوم الدماغ على اثره بالتكيف مع مسارات واشارات الاستجابة للضغط النفسي والتي تساعد الجسم على التعامل مع التوتر الأمر الذي يؤدي الى زيادة افراز وتحفيز مجموعة من (بروتينات العوامل العصبية) المسؤولة عن نمو وتطور وسلامة الخلايا العصبية. هذا التحفيز يقوي من الذاكرة ويحارب مرض الزهايمر بسبب تفعيل عمليات إصلاح الحمض النووي في الخلايا العصبية التي قد تكون تضررت بسبب تكدس المواد السامة الناتجة من عمليات التمثيل الغذائي والأشعة فوق البنفسجية والتوتر المستمر والتي تؤثر سلباً على وظيفة الحمض النووي في عمليات النسخ. ونتيجة لتحسن الحمض النووي ومع كثرة عدد الخلايا العصبية، تكون المسارات (أو نقاط الاشتباك العصبي) أكثر نشاطا، وبالتالي تؤدي إلى تحسين قدرة الذاكرة والتعلم بصورة أسرع.
من أهم فوائد الصيام أنه يقلل الالتهاب، وهو استجابة الجسم الطبيعية للعدوى وعادة ما يختفي بعد شفاء الخلايا التالفة. فعندما يكون جسمك في حالة صيام، لا يستطيع تحويل الجلوكوز من الطعام إلى طاقة، وبدلا من ذلك، يجب أن يعتمد جسمك على مصدر طاقة بديل يسمى أجسام الكيتون، والتي تأتي من الأحماض الدهنية. وينتج جسمك عددا أقل من الجذور الحرة عند حرق الكيتونات، ما يساعد على تقليل الالتهاب. قد يقلل الصيام أيضا الالتهاب عن طريق تقليل عدد الخلايا الوحيدة، نوع من خلايا الدم البيضاء الالتهابية، في مجرى الدم.
الصوم يساعد على تجَميل وتنظيف الجلد:
يقول الكسيس كاريل الحائز على جائزة نوبل في الطب في كتابه الإنسان ذلك المجهول “إن كثرة وجبات الطعام ووفرتها تعطل وظيفة أدت دوراً عظيماً في بقاء الأجناس الحيوانية وهي وظيفة التكيف على قلة الطعام،..إن سكر الكبد يتحرك ويتحرك معه أيضاً الدهن المخزون تحت الجلد. وتضحي جميع الأعضاء بمادتها الخاصة من أجل الإبقاء على كمال الوسط الداخلي وسلامة القلب. وإن الصوم لينظف ويبدل أنسجتنا “.
الصوم يماثل ممارسة الرياضة البدنية:
يتناول الفرد ثلاث وجبات كاملة في اليوم، وأحيانا وجبات خفيفة منتصف اليوم. أثناء الصيام، يدرك الدماغ نقص الغذاء في وقت معين ويعتبر ذلك تحديا ويقوم بالتالي بالتغلب على ذلك عن طريق التكيف مع مسارات الاستجابة للضغط النفسي (التي تساعد الجسم على التعامل مع التوتر والمخاطر)، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة في إنتاج البروتين في الجسم والذي بدوره يساعد في نمو الخلايا العصبية وهذه السلسلة من ردود الفعل تشبه تجارب الجسم بعد ممارسة الرياضة البدنية المنتظمة.
الصيام من أهم مفاتيح الصحة ، ومن الأمراض التي أثبت الصوم فاعلية في علاجها:
الشقيقة (الصداع النصفي)، والربو القصبي، والأمراض الالتهابية، وأمراض الغدد الصم وضعف الخصوبة، والبدانة، وداء السكري إذا لم يمض على الإصابة أكثر من 5 سنوات، حيث تصاب غدة البنكرياس بالتلف، وبالتالي لا يفيد الصوم في تنشيط الغدة وزيادة فعاليتها، وعلاج ضغط الدم، وارتفاع الكولسترول. ويتفق الباحثون على أهمية الصوم الحيوية حيث أن تخزين المواد الضرورية في البدن من فيتامينات وحوامض أمينية يجب ألا يستمر زمناً طويلاً، فهي مواد تفقد حيويتها مع طول مدة التخزين، لذا يجب إخراجها من مخازنها واستخدامها قبل أن تفسد، إن الصيام يمنح الجهاز الـهضمي وسائر الأجهزة والغدد الراحة الفيسيولوجية التي تجعل الجسد يحصل على فرصة للتجدد، فتعود الوظائف نشطة، ويصبح الدم أصفى، وأغنى بكريات الدم الأكثر شبابًا، وهذا التجدد يظهر أولاً على سطح الجلد فتصير البشرة أنقى، وتختفي البقع والتجاعيد، أما العيون فإنها تغدو أكثر صفاءً وبريقًا. ولقد أشارت تجارب اثنين من علماء الفيسيولجيا بجامعة شيكاغو أن الصوم لمدة أسبوعين يكفى لتجديد أنسجة إنسان في عمر الأربعين، بحيث تبدو مماثلة لأنسجة شاب في السابعة عشرة من عمره. يقول تعالى: (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) البقرة : 184
الصوم يساعد في السيطرة على نوبات الصرع ومرض السكري:
يتم تقييد الوجبات الغذائية والسعرات الحرارية التى يتناولها بعض المرضى مما يساعد في التقليل من الإشارات المؤدية إلى النوبات. وخلصت دراسة من ولاية يوتا عام 2008، بأن الصوم يمكن أن يخفض مستويات الكولسترول غير الصحية وفي بدء التغيرات الأيضية، وبالتالي تقليل فرصة حدوث الكثير من الأمراض المرتبطة بالقلب بنسبة تقترب من 85٪.
الصوم يزيل السموم من جسم الإنسان :
المواد السامة تتراكم داخل أجسامنا طوال العام لأسباب عديدة منها: تبني نظام غذائي خاطئ، قلة النشاط الرياضي، الآثار الجانبية للأدوية، الهواء الملوث من عوادم السيارات وغازات المصانع وغيرها مما تؤدي الى تشوهات خلوية . يحتاج الجسم الى محطة تنظيف كامل واعادة توازن لكافة الاعضاء. تمتاز أجسامنا على تنظيف نفسها من الداخل من خلال عملية تسمى (الالتهام الذاتي) حيث يتم التهام هذه المواد السامة والشوارد المتفرقة ويُعاد تدويرها واستخدامها في تصنيع خلايا جديدة. بينت الدراسات ومراكز الأبحاث أن الصيام يعزز من آلية الإلتهام الذاتي وأن حالة الجوع التي يفرضها الصيام تجبر الجسم على استخدام مصادر بديلة للطاقة، يبدأ الجسم باستخدام أجسام الكيتون الناتجة من حرق الدهون المتراكمة والتي تقلل من الإلتهاب الخلوي و تراكم الجذور الحرة في الخلايا. كذلك فإن عملية الالتهام الذاتي تعمل على إصلاح الأجزاء المعطلة في الخلية، ففي بعض الأحيان لا تحتاج الخلية إلى عملية استبدال بل إلى عملية إصلاح وهنا يكمن الفرق بين هذه العملية وعملية (الموت الخلوي المبرمج) الذي تختار الخلية من خلاله مسار الموت. و حظيت عملية الالتهام الذاتي باهتمام كبير من قبل الباحثين، وقد حاز العالم الياباني (يوشينوري) على جائزة نوبل للطب و الفسيولوجيا – علم دراسة الأعضاء – لسنة 2016 لمساهمته في اكتشاف أبعاد هذه الآلية وماتحمل من دلالات واعدة في محاربة كثير من الأمراض.