كيفية أداء صلاة التراويح بالتفصيل

صلاة التراويح من أجمل مظاهر رمضان، فهي قيامٌ مبارك يجتمع فيه المسلمون على تلاوة القرآن وإحياء ليالي الشهر بالخشوع والدعاء. وقد حرص النبي ﷺ وصحابته من بعده على المحافظة عليها باعتبارها سُنّة عظيمة تُجدّد الإيمان وتحيي ليالي الشهر الكريم، وتفتح للمسلم بابًا واسعًا من الأجر. ولأن كثيرين -رجالًا ونساءً- يبحثون عن كيفية صلاة التراويح بالتفصيل، سواء في المسجد أو في البيت، فقد جمعنا في هذا الدليل الشامل لطريقة أدائها، وعدد ركعاتها، وما يُقرأ فيها، وكيفية أداء الشفع والوتر.

كم عدد ركعات صلاة التراويح وكيف تُصلّى؟

لم يُحدّد الشرع عددًا إلزاميًا لركعات صلاة التراويح، لكنّ السنة النبوية بيّنت أن النبي ﷺ كان يصلّي القيام - في رمضان وغيره - إحدى عشرة ركعة مع الشفع والوتر، كما روت عائشة رضي الله عنها:

«ما كان رسول الله ﷺ يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة.»

لكن العلماء أجمعوا على جواز الزيادة؛ فقد صلّى الصحابة عشرين ركعة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، مما يدل على سعة الأمر ورحابة الشريعة.

تُؤدّى التراويح ركعتين ركعتين؛ فينوي المصلي قيام الليل، ثم يصلّي ركعتين ويسلّم، ويُعيد ذلك حسب العدد الذي يريده. المهم أن يحافظ المسلم على القيام طوال الشهر حتى ولو بالقليل، فإن «أحبّ الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ».

وفر الطرود الرمضانية للعراق
كم عدد ركعات صلاة التراويح وكيف تُصلّى؟

ماذا يُقرأ في صلاة التراويح؟

القراءة في صلاة التراويح ليست مُقيّدة بسور معينة، بل الأصل فيها قول الله تعالى: ﴿فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ﴾. ولهذا فإن المصلي - سواء كان في المسجد أو في منزله - يقرأ ما يستطيع دون تكلف. وفي المساجد عادةً يُقسّم الإمام تلاوة القرآن على ليالي الشهر حتى يُتمّ ختمة كاملة.

أما من يصلّي التراويح في بيته، فيمكنه اختيار ما يناسب قدرته من السور، سواء كانت طويلة لمن يقوى على الإطالة، أو قصيرة لمن يريد المحافظة على القيام دون مشقة. ولا ينقص الأجر إذا قرأ المصلي سورًا قصيرة؛ فقيام الليل قائمٌ على الإخلاص وحضور القلب، لا على طول فترة التلاوة فإنما الأعمالُ بالنيات.

ويمكن أيضًا استخدام المصحف أثناء الصلاة، وهذا جائز عند جمهور العلماء وخاصةً في قيام الليل، لأنه يساعد على الخشوع وتلاوة قدر أكبر من القرآن.

وفر الطرود الرمضانية للسودان
كيفية صلاة التراويح للنساء في المسجد

كيفية صلاة التراويح للنساء في المسجد

صلاة التراويح في المسجد فرصة لكثير من النساء لاستعادة روح الشهر، وسماع القرآن بصوت إمام متقن، والشعور ببركة الجماعة. وقد أذن النبي ﷺ للنساء بالخروج إلى المساجد، فقال: «لا تمنعوا إماء الله مساجد الله.» ولذلك فإن حضور المرأة للتراويح مشروع ومحبوب إذا رأت فيه عونًا على الخشوع والمواظبة.


كيفية صلاة التراويح في البيت للنساء بالتفصيل

تفضّل كثير من النساء أداء صلاة التراويح في البيت، سواء لراحة النفس، أو لعدم القدرة على الذهاب للمسجد، أو لرغبتهن في الجمع بين العبادة والعناية بالأسرة. وصلاة التراويح في المنزل صحيحة تمامًا، وللمرأة فيها أجر عظيم؛ بل يرى كثير من العلماء أن صلاتها في بيتها أقرب إلى الستر وأعظم ثوابًا إذا حققت لها الخشوع والطمأنينة.

تبدأ المرأة الصلاة بالنيّة، ثم تصلّي التراويح كما يصلّيها الرجال: ركعتين ثم تسلّم، وتستمر في أداء ما تقدر عليه من الركعات. ويمكنها القراءة من المصحف أثناء الصلاة. وتُعد هذه ميزة كبيرة لصلاة التراويح في البيت، لأنها تمنح المرأة حرية كاملة في اختيار مقدار التلاوة والوقت المناسب لها.

ويمكن للمرأة أن تنظّم صلاتها بما يناسب طاقتها. فمثلًا تصلي أربع ركعات ثم تستريح قليلاً، قبل أن تكمل ما تبقى. وعند الانتهاء، تختم بالشفع والوتر: ركعتان للشفع ثم ركعة واحدة للوتر. وجميل أيضًا أن تجعل المرأة التراويح اجتماعًا مباركًا مع بناتها أو أخواتها في المنزل؛ فهذا يعزز ارتباط الأطفال بالصلاة، ويجعل البيت مفعمًا بأجواء رمضان.

كيفية صلاة التراويح في المسجد

أداء صلاة التراويح في المسجد يحمل خصوصية روحية لا تشبهها أي عبادة جماعية أخرى في رمضان؛ فصوت الإمام بتلاوته المرتّلة، واجتماع الناس على القيام، والشعور بأن القلب ينبض مع كل آية—كل ذلك يعين المصلّي على الخشوع والاستمرار طوال الشهر. وفي المسجد تُصلّى التراويح جماعة خلف الإمام، وهو من السنن التي حرص عليها المسلمون منذ عهد النبي ﷺ ثم الخلفاء الراشدين.

عند حضور المسجد، يقف المصلّي في الصف ويتابع الإمام في كل حركة من التكبير إلى التسليم. ويختلف عدد الركعات من مسجد لآخر؛ فبعضها يصلّي ثماني ركعات، وبعضها عشرين، وقد يزيد البعض بحسب اجتهاد الإمام. وعلى المصلّي أن يصلّي ما تيسّر له، وأن يبقى مع الإمام حتى ينصرف، لقول النبي ﷺ: «من قام مع الإمام حتى ينصرف كُتب له قيام ليلة.»

وإذا شعر المصلّي بالتعب، يمكنه الجلوس قليلًا أو الانصراف بعد عدد من الركعات، ثم إتمام ما بقي في بيته. فالمقصود من القيام أن يبقى القلب متصلًا بالله، لا أن يُثقِل الإنسان نفسه بما لا يستطيع. أما الوتر، فيختم به الإمام الصلاة في المسجد، ومن شاء أن يصليه في البيت فله ذلك، المهم أن يختم ليلته بوتر كما كان يفعل النبي ﷺ.

طرود رمضانية لليمن

كيفية صلاة التراويح والشفع والوتر

بعد الانتهاء من ركعات التراويح، يختم المسلم صلاته بصلاة الشفع والوتر، وهي جزء أساسي من قيام الليل في رمضان، وقد واظب عليها النبي ﷺ طوال السنة، حتى قال عنه ابن عمر رضي الله عنهما: «كان يوتر على راحلته.» وهذا يدلّ على تأكيده وفضله العظيم.

تُصلّى صلاة الشفع أولًا، وهي ركعتان خفيفتان، يقرأ فيهما المصلّي الفاتحة وما تيسّر من القرآن، ثم يسلم. وبعدها تأتي صلاة الوتر، وهي ركعة واحدة مفردة. ويمكن للمصلّي أن يدعو فيها بدعاء القنوت قبل الركوع أو بعده، والدعاء في هذا الموطن من أعظم لحظات القرب إلى الله.

وللوتر ثلاث صور صحيحة؛ ركعة واحدة مفردة، أو ثلاث ركعات متصلة، أو ركعتان ثم ركعة منفصلة. لكن الطريقة الأيسر للمصلّي هي أداء ركعتَي الشفع ثم ركعة واحدة للوتر. ومن المستحب أن يجهر المصلّي بالدعاء، وأن يطلب من الله حاجاته، ويستغفر له ولوالديه وللمسلمين، فقيام الليل مقامٌ مبارك تتنزّل فيه الرحمات.

كيفية صلاة التراويح للنساء جماعة في البيت

ترغب بعض النساء في أداء صلاة التراويح جماعة داخل المنزل. وهذا الأمر جائز باتفاق العلماء، بل يراه كثيرون سببًا لتحفيز النساء على الاستمرار في العبادة طوال الشهر.

عند إقامة التراويح جماعة، تختار النساء إحداهن لتؤمّ الأخريات، ويُفضَّل أن تكون الأفضل قراءة والأكثر حفظًا. وتقف في وسط الصف، لا أمامه، بخلاف إمام الرجال. ثم يبدأن الصلاة كما تُصلّى التراويح عادة: ركعتان والركوع والسجود والتسليم، ثم تكمل المجموعة ركعاتها وفق ما تستطيعه من عدد.


كيفية صلاة العشاء مع التراويح

ترتبط صلاة التراويح بصلاة العشاء ارتباطًا وثيقًا، إذ لا تُصلّى التراويح إلا بعد أداء العشاء. لذلك يجب على المصلّي -رجلًا كان أو امرأة- أن يبدأ دائمًا بصلاة العشاء أولًا، فهي الفريضة التي لا تُقدَّم عليها النافلة. وبعد الانتهاء من العشاء، يشرع مباشرة في صلاة التراويح.

وقد يحدث أن يصل المصلّي إلى المسجد والإمام يبدأ التراويح، ولم يكن قد صلّى العشاء بعد. في هذه الحالة، على المصلّي أن يؤدّي صلاة العشاء أولًا في ركن مناسب من المسجد، ثم يلتحق بجماعة التراويح فيما بقي من الركعات. ويمكنه بعد انتهاء الجماعة أن يُكمل ما فاته من الركعات منفردًا، أو يصلي ما تيسّر، فالمقصد هو المشاركة في القيام قدر المستطاع.

أمّا في المنزل، فالأمر أكثر مرونة؛ يصلّي المسلم أو المسلمة العشاء، ثم يبدأ التراويح في الوقت الذي يناسبه. وبعض الأسر تجعل العشاء والتراويح متتابعين بعد الإفطار مباشرة، بينما يفضّل آخرون تأخير التراويح قليلًا لإحياء وقت متأخر من الليل. كلاهما جائز، ما دامت صلاة العشاء تُصلّى على وقتها، وما دام القيام يُؤدّى بخشوع، فالله لا ينظر إلى طول القيام بقدر ما ينظر إلى إخلاص النوايا.

وفر الطرود الغذائية الرمضانية لإخوتنا في غزة

تبرع الآن
عودة للأخبار