08.02.2024
في هذه الأيام المباركة ونحن نقترب من شهر رمضان المعظم تطل علينا نسائمه ونفحاته ونتذكر هدي النبي ﷺ في شعبان ومنه كثرة صيام الشهر فقد روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت " كان رسول الله ﷺ يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم وما رأيت رسول الله استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان " .
وفي هذه الأيام أيضا ستمر بنا ونحن نتصفح الكثير من الصور والمقالات عن فضل ليلة النصف من شعبان
فما هي ليلة النصف من شعبان وما فضلها ؟
ليلة النصف من شعبان هي ليلة انتصاف الشهر وتبدأ من مغرب الرابع عشر من شعبان وحتى طلوع فجر اليوم الخامس عشر وهي توافق في هذا العام يوم الأحد الخامس والعشرين من فبراير .
فضل ليلة النصف من شعبان
ورد في فضل ليلة النصف من شعبان أحاديث صحح بعض العلماء بعضًا منها وضعفها آخرون وإن أجازوا الأخذ بها في فضائل الأعمال.
ومنها حديث رواه أحمد والطبراني "إن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا ليلة النصف من شعبان فيغفر لأكثر من شَعْرِ غَنَمِ بني كلب، وهي قبيلة فيها غنم كثير".وقال الترمذي: إن البخاري ضعفه . أما رواية الطبراني فقد قال فيها المنذري في الترغيب والترهيب إسناده لا بأس به، وهي: "يطلع الله في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن " .
وروى البيهقي عن عائشة رضي الله عنها قالت " قام رسول الله ﷺ من الليل فصلى فأطال السجود حتى ظننت أنه قد قُبِضَ، فَلَمَّا رفع رأسه من السجود وفرغ من صلاته قال: "يا عائشة ـ أو يا حُميراء ـ ظننت أن النبي ﷺ قد خَاسَ بك؟ أي لم يعطك حقك. قلت: لا والله يا رسول الله ولكن ظننت أنك قد قبضتَ لطول سجودك، فقال: “"َأتَدْرِينَ أَيُّ ليلة هذه"؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال "هذه ليلة النصف من شعبان، إن الله عز وجل يطلع على عباده ليلة النصف من شعبان، فيغفر للمستغفرين ، ويرحم المسترحِمِينَ، ويُؤخر أهل الحقد كما هم."
ثبت أن الرسول ﷺ احتفى بشهر شعبان، وكان احتفاله بالصوم، أما قيام الليل فالرسول ﷺ كان كثير القيام بالليل في كل الشهر، وقيامه ليلة النصف كقيامه في أية ليلة .
ويؤيد ذلك ما ورد في الأحاديث السابقة وإن كانت ضعيفة فيؤخذ بها في فضائل الأعمال، فقد أمر بقيامها، وقام هو بالفعل على النحو الذي ذكرته عائشة رضي الله عنها . وكان هذا الاحتفال شخصيًا، يعني لم يكن في جماعة، والصورة التي يحتفل بها الناس اليوم لم تكن في أيامه ولا في أيام الصحابة ، ولكن حدثت في عهد التابعين .
وقد اختلف علماء أهل الشام في صفة إحيائها على قولينِ، أحدهما: أنه يُستحب إحياؤها جماعةً في المسجد، وكان خالد بن معدان ولقمان بن عامر وغيرهما يلبسون فيها أحسن ثيابهم ويَتبخَّرُونَ ويكتحلون ويقومون في المسجد ليلتهم تلك، ووافقهم إسحاق بن راهويه على ذلك.
صلاة ليلة النصف من شعبان
ذكر الشيخ عطية صقر رحمه الله أن الصلاة بنية التقرب إلى الله لا مانع منها فهي خير موضوع، ويُسَنُّ التنفُّلُ بين المغرب والعشاء عند بعض الفقهاء، كما يسنبعد العشاء ومنه قيام الليل، أما أن يكون التنفل بنية طول العمر أو غير ذلك فليس عليه دليل مقبول يدعو إليه أو يستحسنه، فليكنْ نَفْلا مطلقًا .
هل ترفع الأعمال في ليلة النصف من شعبان ؟
روى النسائي و أحمد واللفظ له عن أسامة بن زيد قال: (كان رسول الله ﷺ يصوم الأيام يسرد حتى يقال: لا يفطر، ويفطر الأيام حتى لا يكاد أن يصوم إلا يومين من الجمعة، إن كانا في صيامه وإلا صامهما، ولم يكن يصوم من شهر من الشهور ما يصوم من شعبان، فقلت: يا رسول الله، إنك تصوم لا تكاد أن تفطر، وتفطر حتى لا تكاد أن تصوم إلا يومين إن دخلا في صيامك وإلا صمتهما. قال: " إي يومين؟ " قال: قلت: يوم الاثنين ويوم الخميس، قال: " ذانك يومان تعرض فيهما الأعمال على رب العالمين، وأحب أن يعرض عملي وأنا صائم " قال: قلت: ولم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال " ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم ").
فرفع الأعمال ليس خاصا بليلة النصف من شعبان وحسب بل بالشهر كله .
وأخيرا فليلة النصف من شعبان لطالما كانت معظمة في وجدان المسلمين من كل بقاع الأرض فتجدهم يسمونها أحيانا ً ليلة البراءة أو ليلة الغفران ، وهو معنى صحيح شرعا بينته الأحاديث السابقة في فضلها .
نتمنى لكم أياماً مباركات عامرة بالنفحات والرحمات.
كما نُذكركم بضرورة قضاء أيام صيام رمضان إذا كنتم لم تقضوها بالفعل وبأداء الفدية أو الكفارة عن الإفطار في هذه الأيام.