الشتاء ما بين خير ومصير

أزمات الشتاء في غزة وسوريا

الشتاء، موسم الأمل والخطر

يأتي الشتاء كل عام حملًا معه وجهين متناقضين: وجه الخير الذي يهطلُ على الأرض رحمةً وبركة، ووجه الخطر الذي يتسلّل إلى بيوت الفقراء وخيامهم الهشة ليحوّل البرد العادي إلى تهديدٍ حقيقي لحياةِ هؤلاء.

فالشتاء الذي نراه في مدننا من خلف النوافذ الدافئة، ومن تحتِ البطانيات الوثيرة، يراه آخرون من خلف قماش خيمةٍ تسرّب المطر والهواء البارد من كُل اتجاه. وبينما نستمتعُ نحنُ بنكهة الشاي الساخن، هناك أطفالٌ ترتجف شفاههم وأجسادهم بحثًا عن دفءٍ مفقود.

وفر الدفء لأهل غزة
متى يصبح المطر مصيرًا سيئًا؟

متى يصبح المطر مصيرًا سيئًا؟

المطر في أصله رحمة وسُقيا للبشر والدوابِ والأرض، ينبُتُ بهِ الزرع وتروى بهِ الخلائق، لكنه في المخيمات قد يتحوّل إلى مصيرٍ بائس يهدّدُ الحياة. فمشكلاتُ الشتاء تتضاعف عندما يجتمع برد الشتاء، وضعف البنية التحتية، وهشاشة الخيام، وقلة الوقاية> وضيقِ ذاتِ اليد:

  • البرد في المخيمات: يمكن أن يؤدي انخفاض الحرارة إلى انخفاض حرارة الجسم، خصوصًا لدى الأطفال وكبار السن. إذ تشير تقديرات منظمات الإغاثة إلى أن آلاف الأطفال في المخيمات يعانون كل شتاء من أعراض البرد الشديد، تتفاقم لتصل إلى حالات التهاب رئوي حاد تستلزم الرعاية في المستشفيات، والتي بدورها تعاني نقصًا حادًا في الأسرّة والمستلزمات مما يجعلها غير قادرةٍ على مواجهة الأعداد المتزايدة من المرضى.
  • غرق الخيام: تتحول الأمطار الغزيرة في مناطق الأزمات إلى سيول تجرف الطرق الترابية، وتُغرق الخيام الضعيفة، ما يتسبب في فقدان المأوى الوحيد للكثير من الأسر أو إتلاف القليل الذي يملكونه من الأغطية والملابس.
  • أمراض الشتاء: مثل الالتهاب الرئوي، ونزلات البرد الشديدة، وانتشار الفيروسات بسبب الرطوبة والازدحام وقلة التدفئة.
  • نقص الوقود: في مناطق مثل غزة وشمال سوريا ولبنان، يؤدي نقص مواد الوقود اللازم للتدفئة إلى عجز آلاف الأسر عن تشغيل وسائل التدفئة المختلفة أو حتى الحصول على الماء الساخن.

وهنا يصبح السؤال: كيف يتحول المطر – وهو خير – إلى خطر؟
الجواب ببساطة: حين يغيبُ البيت الدافئ، والغطاء السميك، والملابس التي تقي الجسد من البرد، يتحوّلُ المطر من خيرٍ إلى خطر.

حملة شتاء المغرب
كيف تُعيد المساعدات الإنسانية التوازن بين خير الشتاء ومصيره القاسي؟

كيف تُعيد المساعدات الإنسانية التوازن بين خير الشتاء ومصيره القاسي؟

لا يمكن وقف المطر أو التحكم بطقس الشتاء، فهو من عند الله وحده، لكن يمكن التحكم في أثر الخطر الناتج عنه على الفقراء والمساكين والمكروبين، عبر برامج إنسانية مدروسة تخفف من حدة البرد وتعيد "خير الشتاء" إلى معناه الصحيح.

المساعدات الشتوية عادةً تتضمن:

  • بطانيات حرارية عالية الجودة.
  • ملابس شتوية للأطفال والكبار.
  • أحذية قوية مقاومة للمطر.
  • مدافئ آمنة مع وقودها (عند توفره).
  • طرود غذائية تساعد الأسر على تحمل الأعباء المالية المتزايدة في الشتاء.
  • مواد وقاية من المطر كالأغطية المشمّعة لتقوية الخيام.

هذه الأدوات ليست رفاهية؛ إنها وسائل حماية للحياة.
وقد أثبتت التجارب أن توفير حزمة مستلزمات شتاء متكاملة يقلّل من حالات الأمراض المرتبطة بالبرد بنسبة كبيرة، خاصةً بين الأطفال.

خفف معاناة النازحين في سوريا
دور هيومان أبيل في تحويل البرد إلى دفء

دور هيومان أبيل في تحويل البرد إلى دفء

في المناطق التي يشتد فيها برد الشتاء وتتكرر فيها موجات النزوح، تعمل هيومان أبيل على مواجهة مصير الشتاء القاسي ببرامج شتوية ميدانية تعتمد على الخبرة، والسرعة، والشفافية.

أبرز ما يميز تدخل هيومان أبيل:

  • اختيار الأسر الأكثر استضعافًا عبر قواعد بيانات دقيقة ومعايير واضحة تشمل الأرامل، وأسر الأيتام، والنازحين، وذوي الدخل المحدود.
  • الشراء المحلي أو الإقليمي لزيادة السرعة وتقليل التكاليف ونفع المجتمع المحلي.
  • توزيع منظم ومراقب عبر فرق ميدانية مدربة لضمان أن يصل خير الشتاء إلى من يستحقه.
  • التركيز على المناطق الأخطر مثل غزة، وشمال سوريا، ولبنان، واليمن، وبؤر النزوح المفاجئ.

وفي كل حملة، تحرص هيومان أبيل على تحقيق الأثر الحقيقي: دفءٌ يصل في وقته، ورحمةٌ تحمي أسرة من برد قد يهدد حياتها.

تبرع لحزمة شتاء العراق
كيف نحافظ على "خير الشتاء" للجميع؟

كيف نحافظ على "خير الشتاء" للجميع؟

هناك مسؤولية جماعية في أن يبقى الشتاء موسم خير، لا موسم خوف. وذلك عبر عدة خطوات:

1. التوعية: إدراك حجم المعاناة في المخيمات يجعلنا أكثر وعيًا ومسؤولية تجاه ما نملك من وسائل دعم.
2. المساهمة ولو بالقليل: قال رسول الله ﷺ: « اتقوا النار ولو بشق تمرة » (متفق عليه). أي أن القليل أجره عظيم وقد ينقذ حياة.
3. المساهمة عبر الجهات الموثوقة: لضمان وصول المساعدات مباشرة إلى المستحقين.
4. دعم المشاريع المستدامة: التي تقي الأسر من الحاجة في كل شتاء، مثل دعم مشاريع المأوى أو مشاريع كسب العيش.
5. نشر خير الشتاء: مشاركة المعلومات، ونشر روابط التبرع، ودعم المبادرات الإنسانية… كلها وسائل بسيطة لكنها مؤثرة.

فالدفء ليس بطانية أو مدفأة فحسب؛ بل هو رسالة إنسانية ومسؤولية تقعُ على عاتقنا جميعًا.

تبرع لحملة شتاء أفغانستان
الخاتمة

الخاتمة

الشتاء نعمة من الله، لكنه قد يتحول إلى ابتلاء ثقيل على من لا يملكون ما يواجهون به رياحه وبرده. وبين الخير والمصير، يبقى دورنا أن نرجّح كفة الخير، وأن نمد يدنا بالدفء إلى كل مكان يفتقده. ومع كل حملة شتوية تطلقها هيومان أبيل، يتحول البرد من تهديد إلى فرصة رحمة، وتعود قطرات المطر بداية حياة لا معاناة.

ساهم في صندوق الشتاء اليمني

الأسئلة الشائعة

1. لماذا يزداد خطر البرد على الأسر الفقيرة؟

لأنهم يعيشون في منازل غير معزولة أو في خيام لا تقاوم المطر، ولا يمتلكون وقودًا للتدفئة أو ملابس كافية. ومع الفقر والازدحام تزداد الأمراض المرتبطة بالبرد بشكل كبير.

2. كيف تضمن هيومان أبيل وصول التبرعات لمستحقيها؟

من خلال نظام استهداف واضح، وشراء محلي سريع، وفِرق ميدانية تشرف على التوزيع مباشرة، إضافة إلى وثائق وصور وتقارير توثّق كل مرحلة لضمان الشفافية التامة.

3. ما الفرق بين المساعدات الشتوية والإغاثة الطارئة؟

  • المساعدات الشتوية: تُخطط مسبقًا لمواجهة موسم البرد وتخفيف آثاره.
  • الإغاثة الطارئة: تكون عند الكوارث المفاجئة مثل الفيضانات أو النزوح المفاجيء، أو الزلازل والحروب وغيرها من الأزمات الطارئة. وتهدف لإنقاذ الأرواح سريعًا قبل أي تخطيط موسمي.

الشتاء من أصعب الفصول على النازحين والفقراء الأشد حاجة..ساهم في التخفيف عنهم الآن

حملة دفا بلادنا
عودة للأخبار