لماذا تعتبر المساعدات الشتوية شريان حياة؟| رحلة الدفء من المتبرع إلى المستفيد

لماذا تعتبر المساعدات الشتوية شريان حياة؟

مع بداية كل شتاء، تبدأ معه مأساة صامتة يعيشها ملايين المستضعفين في مناطق الأزمات. في غزة، وسوريا، واليمن، ولبنان، والعديد من المناطق الأخرى في أنحاء العالم التي تعاني أزماتٍ طاحنة، حيث يصبح انخفاض درجة الحرارة امتحانًا قاسيًا للضعفاء الذين لا يملكون سقفًا يؤويهم ولا دفئًا يحميهم. وبينما يرى الكثيرون منّا في المطر مشهدًا شاعريًا وينتظره من العامِ إلى العام، يراه آخرون كارثة قد تُغرق خيمتهم، وتسلبهم المأوى الوحيد الذي يملكونه، أو تُسرّب البرد إلى عظام أطفالهم، والمرض إلى أجسادهم الغضة الضعيفة. وفي بعض الأماكن يتطوّر الأمر إلى هطول الثلج الذي يكسو الطرق ويمنعُ التنقل ويزيدُ من صعوبة وقسوة الحياة على الضعفاء.
وهنا تكون المساعدات الشتوية هي الشريان الذي يعيدُ الدفء للحياة، ويمنح الأسر فرصة النجاة من موسمٍ يمرّ عليهم ثقيلًا قاسيًا كل عام.

خيام للنازحين في غزة
الشتاء في مناطق الأزمات

الشتاء في مناطق الأزمات

الشتاء ليس عدوًا للجميع، فبعضنا يحبّه أكثر من أي فصلٍ آخر، ويستعدُّ له بالمعاطف الوثيرة والبطانيات الدافئة، لكنه عدو شرس للفقراء والنازحين. فهناك دول يعيش فيها الناس فصل الشتاء كما يجب وكما نراهُ على شاشات التلفاز، في بيوت محمية، بمدافئ آمنة وبطاطين سميكة، وهناك في المقابل أماكن يتحول فيها الشتاء إلى كابوس يهدد الحياة بعُنف.

الشتاء في غزة

  • يعيش أكثر من 1.9 مليون شخص في نزوح داخلي مستمر منذُ أكثر من عامين، فلم يروا دفء البيوت ولا حماية السقف منذُ أشهر طويلة.
  • أكثر من 70% من النازحين ينامون في خيام غير معزولة أو مدارس متهالكة، وتشير التقارير الحديثة أنّ أكثر من 74% من الخيام قد غرقت بفعل موجة الأمطار الأولى لهذا الشتاء.
  • خلال الشتاء، يصل متوسط درجة الحرارة في الليل إلى 9 درجات مئوية فقط، ومع نقص الكهرباء أو انعدامها في بعض المناطق يصبح البرد قاسيًا للغاية على الأطفال والكبار.
  • الأمطار التي تُغرق الشوارع، وتدخل إلى الخيام، وتُبلل البطانيات القليلة المتوفرة، تزيد من حالات أمراض الصدر ونزلات البرد العنيفة.


الشتاء في سوريا

  • يعيش ملايين النازحين داخليًا في سوريا، معظمهم في خيام أو بيوت مؤقتة وغير مجهزة لمواجهة التغيّرات المناخية العنيفة.
  • تصل درجات الحرارة في شمال غرب سوريا شتاءً إلى -3 درجات، مع عواصف مطرية ووأحيانًا ثلجية تتسبب في تمزق آلاف الخيام وتهدّم آلاف البيوت المؤقتة سنويًا.
  • أكثر من 40% من الأسر النازحة تعتمد على مصادر تدفئة بدائية، مثل حرق البلاستيك أو الورق، ما يؤدي إلى حالات اختناق وحرائق متكررة.


الشتاء في لبنان

  • في البقاع والجنوب، يعيش عدد كبير من اللبنانيين واللاجئين في مبانٍ غير مكتملة أو خيم لا تمنع البرد والثلوج.
  • ارتفاع أسعار الوقود يجعل التدفئة مطلبًا يصعبُ الحصول عليه لمعظم العائلات.
  • ينام الأطفال على أرضيات إسمنتية باردة في ظل غياب السجاد والفرش، مما يزيد من أمراض المفاصل والصدر.
  • نقص الوقود والسجاد والبطانيات يجعل الشتاء خطرًا يوميًا على كبار السن والمرضى.

وفي كل هذه السياقات، يتجلى قول الله تعالى: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾ [النحل: 18] فالدفء نعمة كثيرًا ما تكون منسية فلا يشعر بقيمتها وأهميتها إلا من يجرّب افتقادها.

حملة دفا بلادنا
ما هي المساعدات الشتوية؟ ولماذا تُعدّ شريان حياة؟

ما هي المساعدات الشتوية؟ ولماذا تُعدّ شريان حياة؟

المساعدات الشتوية هي تدخل إنساني منقذ للحياة، يشمل توفير بطانيات، وملابس، وأحذية، ووقود تدفئة، ومدافئ آمنة للأسر التي تواجه شتاءً قاسيًا.

وتعتبر شريان حياة لأنها:

  • تمنع الأمراض التنفسية الخطيرة عند الأطفال والكبار.
  • تحمي كبار السن من هبوط الحرارة المفاجئ.
  • تمنح الأسر معيشة أكثر كرامة وأمانًا.
  • تقلل من الحرائق وحوادث التدفئة الخطرة.
  • تساعد على استمرار الأطفال في الذهاب إلى المدرسة.

وقد قال رسول الله ﷺ:
« أحبّ الناس إلى الله أنفعهم للناس » (حديث صحيح) وما من نفعٍ أهم وأعظم في هذا الموسم من حماية إنسان من قسوة البرد.

حملة شتاء المغرب
على ماذا تحتوي الحقيبة الشتوية؟

على ماذا تحتوي الحقيبة الشتوية؟

تختلف مكونات الحقيبة الشتوية للتوزيع الخيري باختلاف المنطقة واحتياجاتها، لكنها عادةً ما تحتوي على:

  • بطانية ثقيلة مقاومة للبرودة والمطر.
  • معاطف شتوية عالية الجودة.
  • قبعات وقفازات وجوارب صوفية.
  • أحذية مغلّفة مقاومة للمطر.
  • ملابس حرارية.
  • كشاف أو أدوات إنارة حسب الحاجة.
  • في بعض الدول: مدفأة أو وقود تدفئة حسب الحاجة.

كل قطعة داخل هذه الحقيبة صُممت لتكون حائط الدفاع الأول أمام برودة الشتاء.

وفر الدفئ لأهل العراق

رحلة الحقيبة الشتوية من المتبرع إلى المستفيد

1. اختيار الدولة والفئات الأكثر ضعفًا وحاجة وفق تقييمات ميدانية دقيقة.

2. الشراء المحلي أو الإقليمي لدعم الاقتصاد وضمان جودة الخامات.

3.التعبئة والفحص وفق معايير واضحة.

4. النقل والتوزيع الآمن عبر فرق هيومان أبيل الميدانية.

5. .التوثيق الكامل لضمان الشفافية

6. التوثيق الكامل لضمان الشفافيرفع التقارير للمتبرعين حول أثر تبرعاتهم بالأرقام والصور.

رحلة إنسانية تبدأ من ضغطة زر على موقع التبرع، وتنتهي بابتسامة طفل يضم معطفه الجديد.

تبرع لحملة شتاء أفغانستان
المساعدات الشتوية في غزة وسوريا ولبنان

المساعدات الشتوية في غزة وسوريا ولبنان

حملة الشتاء في غزة 2026

في قطاع غزة، تعتمد الاستجابة هذا العام على توفير قسائم شراء الملابس الشتوية للأسر المتضررة، وكل قسيمة تُمكّن العائلة من شراء الثياب الثقيلة والأحذية والمعاطف التي تحتاجها.

هذا التدخل ضروري لأن آلاف العائلات اليوم تعيش في مبانٍ مهدمة أو خيام لا توفر أي حماية من البرد، ولأن الأمطار في غزة تتسرب بسهولة إلى داخل الأماكن التي تأوي النازحين. تمنح القسائم للأسر حرية اختيار ما يناسب أعمار أطفالهم وظروفهم، وتعيد إليهم شعورًا بالكرامة والقدرة على تلبية احتياجات الشتاء الأساسية.

حملة شتاء غزة

حملة الشتاء في سوريا 2026

في شمال غرب سوريا، حيث يعيش مئات الآلاف في خيام مهترئة لا تقاوم المطر ولا الصقيع، تُركّز الاستجابة على الاحتياج الأشد إلحاحًا: مواد التدفئة.

تستهدف الحملة 1,970 أسرة من النازحين والعائدين، أي ما يقارب 9,850 فردًا، من الأيتام والأرامل وذوي الإعاقة والحوامل والمسنين.

وتحصل كل أسرة على 200 كيلوغرام من مادة البيرين (مشتق من بقايا الزيتون المضغوط "مصدر طبيعي")، وهي مادة موصى بها لتدفئة الخيم وتعد أقل ضررًا وأكثر أمانًا من المصادر البديلة التي تلجأ إليها بعض الأسر مثل حرق البلاستيك أو الأقمشة.

ويوفّر هذا الدعم دفئًا لأسرة كاملة لمدة شهر، ويُعدّ عاملًا أساسيًا في حماية الأطفال من أمراض الشتاء الشديدة.

حملة شتاء سوريا

حملة الشتاء في لبنان 2026

في لبنان، حيث تشتد قسوة الشتاء على الأسر الفقيرة واللاجئين والنازحين، خاصة في البقاع والجنوب حيث تنخفض درجات الحرارة وتتساقط الثلوج على منازل غير مكتملة وخيم لا تقي من البرد. تركّز الحملة هذا العام على محورين رئيسيين وهما توفير وقود التدفئة والسجاد الشتوي للأسر الأكثر احتياجًا حيث:

  • تستفيد 460 أسرة من تزويدها بـ 100 لتر من الوقود على مدار ثلاثة أشهر، وهو ما يحمي الأطفال والمسنين من أمراض الشتاء ويمنع لجوء الأسر إلى وسائل تدفئة خطرة وغير صحية.
  • كما تحصل 500 أسرة في صيدا ومخيماتها على سجاد شتوي يساعد على حماية الأطفال من الأرضيات الإسمنتية الباردة والرطبة داخل البيوت والخيم.

حملة شتاء لبنان

كيف يمكن أن تشارك في إيصال الدفء؟

  • تبرع عبر الإنترنت بحقيبة شتوية واحدة أو أكثر.
  • شارك الحملة عبر منصات التواصل.
  • اجعل دعمك صدقة جارية تحمي أسرة كل شتاء.
  • ساهم شهريًا عبر التبرعات المستمرة.

قال الله تعالى: ﴿وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ﴾ [البقرة: 110]

ساهم في صندوق الشتاء اليمني

الخاتمة

المساعدات الشتوية صونٌ لكرامة الإنسان، وحمايةٌ للأطفال من مخاطر البرد وأمراضه، وإنقاذٌ لحياة آلاف الأسر، وطمأنينة لقلوب الأمهات التي تخاف على أطفالها من ليالي البرد الطويلة.

لذا فإن تبرعك اليوم هو الدفء الذي سيصلُ إلى من يحتاجه في الوقت المناسب.

الأسئلة الشائعة

كيف تساعد حملات الشتاء الأسر المحتاجة؟

تقدم حملات الشتاء مساعدات تشمل الملابس، والبطانيات، والمدافئ، والوقود، والأحذية، والطرود الغذائية، وتصل مباشرة للعائلات الأكثر احتياجًا، خصوصًا في المخيمات والمناطق المتضررة.

هل يمكن التبرع عبر الإنترنت؟

نعم، يمكن التبرع بسهولة عبر موقع هيومان أبيل، بكل أمان وشفافية.

ما أهمية الحقيبة الشتوية للأطفال؟

لأن الأطفال هم أكثر عرضة لأمراض البرد، والأمراض التنفسية بسبب ضعف أجسادهم ونقص مناعتهم، والحقيبة تمنحهم حماية أساسية، وتمكّنهم من الاستمرار في حياتهم الطبيعية ومواصلة دراستهم والحفاظ على حياتهم.

الشتاء من أصعب الفصول على النازحين والفقراء الأشد حاجة..ساهم في التخفيف عنهم الآن

حملة دفا بلادنا
عودة للأخبار