ما معنى الدفا الحقيقي؟: دفء البيوت العربية

ما معنى الدفا الحقيقي؟

دفء البيوت العربية، تاريخ من الحنان والتكافل

في الذاكرة العربية، كلمة دفا ليست وصفًا لحالة جسدية يشعُر بها الإنسان وحسب، فهي كلمة تحملُ معاني أعمق من ذلك بكثير، فالدفا دفا القلوب، ودفا العائلة، ودفا الوطن، ودفا الأمان. وكلٌّ منا تمثّل له هذه الكلمة معنى أو تركيبة معانٍ مختلفة.

كانت البيوت العربية تُعرف بدفئها الاجتماعي قبل دفئها المادي؛ دفء الكلمة الطيبة، ودفء الطعام الذي يُوزَّع على الأحبّة والجيران، ودفء المجالس العامرة بالألفة. ودفء صلة الرّحم، وإغاثة الملهوف، وفك كرب المكروب.

وما زالت هذه المعاني متجذرة في ثقافتنا، حيث تتجلى قيم التكافل وقت الشدّة، وتشتد الروابط حين يشتد البرد والحاجة. وهذا الإرث العربي العظيم يُذكّرنا بأن الدفء الحقيقي يبدأ من القلب، ويمتدّ ليصل إلى الآخرين.

ومن هنا بدأت فكرة دفء الشتاء كرمز اجتماعي وإنساني، وطاقة إنسانية تتحرك من البيوت المطمئنة الدافئة لتصل إلى من يعيشون في مخيماتٍ أو بيوت متصدعة أو شوارع قاسية لا ترحم.

خيام للنازحين في غزة
ما معنى الدفء الحقيقي؟

ما معنى الدفء الحقيقي؟

الدفء الحقيقي ليس فقط بطانية تُلقى فوق كتفٍ يرتجف، بل هو طمأنينة تمتدّ لتلامس الروح. هو شعور مُطمئن أن أحدًا ما يفكر فيك، أن هناك من يمدّ يد العون حين تنقطع السبل، وأن قسوة الشتاء ليست قدرًا محتومًا على الفقراء وحدهم.

الدفء الحقيقي هو رحمة، والرحمة أصلٌ من أصول ديننا:

قال تعالى: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا﴾ (الإنسان: 8).

هذه الآية ليست مجرد وصف لعمل خيري، بل رسم دقيق لكيفية صناعة الدفء للآخرين؛ أن تعطي وأنت تحب ما تعطي، أن تمنح وأنت قادر أو حتى غير قادر، وأن تشعر بالآخرين كما تشعر بنفسك.

ولهذا فإن الدفء الحقيقي لا يُقاس بدرجة الحرارة المحيطة، بل بدرجة التراحم والشعور بالآخرين داخل قلوبنا. فهذا ما يخلقُ في قلوبنا دفئًا لا يتسلّلُ إليه البرد.

حملة شتاء المغرب

الشتاء القاسي على الفقراء والنازحين

عندما يدخل الشتاء على مناطق النزاع والفقر، فإنهُ لا يمرُّ عليهم كفصلٍ باردٍ كما يمرُّ علينا، بل يتحوّل إلى أزمة إنسانية حقيقية.

فبينما تُغلَق النوافذ في البيوت المطمئنة، تبقى الخيام مفتوحة للريح، يغمرها المطر وتجرفُها العواصف، وتبقى الأجساد مكشوفةً لأنياب البرد، والقلوب معلقة بالأمل.

تشير تقارير إنسانية إلى أن آلاف الأطفال في الدول العربية يتعرّضون سنويًا لمخاطر صحية بسبب البرودة الشديدة، كنزلات البرد الحادة، والالتهابات الرئوية، ونقص التغذية، وذلك نتيجة عدم توفر الملابس المناسبة أو وسائل التدفئة أو الطعام المغذي الكافي، أو حتى سقف يحميهم من المطر.

وتزداد المأساة حدّة في مخيمات النازحين، حيث تتجمع المياه على الأرض، وتغرق الخيام، ويصبح الوصول إلى دفء البيوت حلمًا بعيدًا.

وفي غزة، وسوريا، واليمن، ولبنان، والمناطق الجبلية الباردة في المغرب والعراق، يحلّ الشتاء كل عام كاختبار قاسٍ لصمود العائلات المستضعفة وقدرتها على البقاء. إنها معاناة الشتاء التي لا يشعر بها إلا من عايشها.

خفف معاناة النازحين في سوريا
دور المساعدات الإنسانية في مواجهة برد الشتاء

دور المساعدات الإنسانية في مواجهة برد الشتاء

في وجه هذا الواقع القاسي، تأتي المساعدات الإنسانية كخط دفاع أول ضد البرد. ويبرز دور الجمعيات الخيرية في الشتاء -ومنها هيومان أبيل- في توفير حملات جمع التبرعات التي تهدف إلى إنقاذ الأرواح وتعزيز صمود آلاف العائلات.

تعمل هذه الحملات على تزويد الأسر المحتاجة بـ:

  • الملابس الشتوية للأطفال والبالغين
  • البطانيات الثقيلة
  • المدافئ ووقود التدفئة
  • الأحذية والقبعات والقفازات
  • الطرود الغذائية الغنية بالسعرات
  • حقائب الدفء الجاهزة للتوزيع
  • دعم البنية التحتية في المخيمات لتحسين الصرف والمأوى

هذه المساعدات لا تحلّ المشكلة بالكامل، لكنها تمنح العائلات فرصة لتجاوز الشتاء بأمان.
وبفضل المتبرعين حول العالم، استطاعت هيومان أبيل خلال السنوات الماضية حماية آلاف الأسر في غزة وسوريا ولبنان واليمن وغيرها من الدول من برد الشتاء القاسي.
إن تأثير المساعدات الإنسانية ليس ماديًا فقط، بل يعيد للإنسان إحساسه بالكرامة، ويؤكد أن الطيبين لم يتركوه وحده أمام البرد.

وفر الدفئ لأهل العراق

كيف يمكننا أن نصنع الدفا لغيرنا؟

صناعة الدفا ليست حكرًا على المؤسسات، بل تبدأ من كل فردٍ منّا. يمكن لكل واحد منا أن يكون سببًا في حماية طفل من برد الليل وقسوة المرض. وذلك عبر:

1. التبرع في حملات الشتاء

سواء ببطانية، أو طرد غذائي، أو مبلغ مالي، فكل مساهمة مهما كانت بسيطة تُحدث فرقًا حقيقيًا. والصدقة في الشدائد من أعظم الأعمال، وقد قال النبي ﷺ: «الصدقة تُطفئ غضب الرب».

2. نشر الوعي بقضية الشتاء

مشاركة قصص المستضعفين عبر السوشال ميديا، ودعم المحتوى الإنساني، ومساعدة الحملات في الوصول إلى عدد أكبر من الناس.

3. دعم أهلنا خارج الوطن

حتى إن كنت في مكانٍ لا يواجهُ شتاءً صعبًا، فتستطيع المساهمة من خلال منصات التبرع المعتمدة، مثل موقع هيومان أبيل، الذي يتيح المشاركة من أي مكان في العالم بطرق سهلة وآمنة لتساعد المستضعفين في مناطق الأزمات.

4. تعليم أطفالنا قيمة العطاء

إشراكهم في إعداد حقيبة شتوية أو اختيار قطعة ملابس للتبرع، يعزز قيم الرحمة في نفوسهم.

5. الدعاء للمستضعفين

الدعاء بابٌ من أبواب الدفء الذي يصل أثره مباشرةً للقلوب.

تبرع لحملة شتاء أفغانستان
الخاتمة

الخاتمة

الشتاء باردٌ وقاسٍ، لكن قلوب الناس أدفا.

فإذا كنت تشعرُ بالدفا أمام مدفأتك وتحت سقف بيتك، وتُغطي أطفالك كل ليلة بالبطاطين الوثيرة كي يناموا دافئين مطمئنين، فتذكّر أن لك أخوةٌ ينامون في العراء، بلا سقفٍ يحميهم، ولا بطاطين تدفءُ أطفالهم.

ومع هيومان أبيل، نسعى دائمًا إلى مدّ أشعة الدفء من بيوتنا إلى قلوب آلاف الأسر حول العالم.

ساهم في صندوق الشتاء اليمني

الأسئلة الشائعة

كيف تساعد حملات الشتاء الأسر المحتاجة؟

تقدم حملات الشتاء مساعدات تشمل الملابس، والبطانيات، والمدافئ، والوقود، والأحذية، والطرود الغذائية، وتصل مباشرة للعائلات الأكثر احتياجًا، خصوصًا في المخيمات والمناطق المتضررة.

هل المساعدات تصل مباشرة للمناطق المتضررة؟

نعم. تعمل الفرق الميدانية لهيومان أبيل على الأرض في عدد من الدول، وتقوم بشراء المواد محليًا أو إقليميًا ثم توزيعها على المستحقين وفق معايير واضحة وشفافة.

كيف يمكنني المشاركة في حملات الدفا من خارج بلدي؟

يمكنك التبرع عبر الموقع الرسمي لهيومان أبيل من أي مكان في العالم، باستخدام بطاقات الدفع أو التحويلات الإلكترونية، والمساهمة في حماية الأسر من برد الشتاء القارس.

الشتاء من أصعب الفصول على النازحين والفقراء الأشد حاجة..ساهم في التخفيف عنهم الآن

حملة دفا بلادنا
عودة للأخبار