في عالم مليء بالصراعات، لا يبقى للأطفال سوى التعليم كطريق وحيد لاكتشاف المعنى والهدف والكرامة.
بينما تستعد مدارس المملكة المتحدة لاستقبال الأطفال في سبتمبر الحالي، وهي آمنة من خطر العدوى من كوفيد -19، 10 مليون من أطفال العالم لن يدخلوا أي فصل دراسي مرة أخرى، وربما لطوال حياتهم. كان العالم يواجه كارثة بخصوص التعليم من قبل جائحة كورونا، مع وجود 258 مليون طفل متسرب من التعليم، وملايين غيرهم يتلقون مستويات ضعيفة جدًا منه.
يؤثر الوضع المتردي في غزة على التعليم. 13 عام من الحصار ودائرة مفرغة من العنف والصراع أدت لانهيار الاقتصاد الفلسطيني، وأطفال مثل شاهد هم من يدفعون الثمن الأعظم.
تأثرت دراسة شاهد تأثرًا سلبيًا بعدما تم قصف منزله وعائلته: "كان الصراخ في كل مكان. بدأ والدي يطلب من الجيران إخلاء منازلهم والتوجه للمسجد في حينا. شعرت بحزن شديد. تم قصف جزء من مدرستي، وقد تأثرت حقًأ. أنظر للجزء المهدم بجانبي وأبدأ في البكاء."
ملايين بلا مدارس بينما يعاني الملايين مثل شاهد من أجل الحصول على تعليم ذي جودة، هناك 3,7 مليون طفل لاجئ لا يذهب للمدرسة على الإطلاق. 90% من اللاجئين السوريين يعيشون في مجتمعات مضيفة، ويواجهون ظروفًا صعبة تدفع أبنائهم لترك المدرسة والذهاب للعمل عوضًا عن ذلك.
نؤمن في هيومان أبيل بأهمية التعليم القصوى، وبأنه سبيل الأطفال الوحيد للخروج من دائرة الفقر. نلتزم بأن نساعد بعضًا من أكثر الأطفال حول العالم حاجة ليتمكنوا من الحصول على فرص تعليم متساوية. عملنا خلال العامين الماضيين في فلسطين والعراق وسوريا وباكستان ولبنان، من أجل تحسين سبل وصول المجتمعات المتأثرة بالصراع والحرب إلى فرص التعليم.
فلسطين وسوريا أسسنا مركزًا للتعليم والرعاية الاجتماعية ببيت حنانيا، غرب القدس، ليتمكن 540 طالب فلسطيني من الحصول على فرص التعليم، ومن أجل حمايتهم من خطر التسرب من المدرسة. وصلت نسبة الأطفال الأيتام من مجموع المستفيدين إلى 40%. قدمنا المساعدات إلى 6,757 طفل في شمال سوريا من أجل الحصول على فرص تعليم متساوية، ووفرنا المستلزمات المدرسية لحوالي 1,238 طالب سوري لاجئ في 12 مدرسة في لبنان.
تركيا قمنا بتجهيز 2 معامل كمبيوتر بمدرستين، بما يخدم 2,325 طفل يعيشون في مخيمات النازحين في ألبيلي بتركيا. كما وفرنا أجهزة الكمبيوتر والطابعات لتسهيل العملية التعليمية فى 7 مدارس أخرى. عملنا أيضًا على تحسين مستوى التعليم الذي يتلقاه الطلبة السوريين اللاجئين في تركيا، قمنا بتدريب 32 متخصص في الدعم الشخصي للعمل مع الطلبة والأساتذة في 34 مدرسة بتركيا من أجل تحسين الكفاءة التعليمية التي يتلقاها اللاجئين السوريين في تركيا.
باكستان والعراق قمنا بمساعدة 700 طفل على العودة للمدرسة، وأسسنا معامل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وعقد التدريبات اللازمة للمعلمين، ليستفيد منها 434 معلمًا و893 طالب في باكستان. في أعقاب البرنامج التجريبي الناجح في غرب الموصل بالعراق، قمنا بتنفيذ برنامج التغذية المدرسية الوطنية التابع لبرنامج الغذاء العالمي بالتعاون مع وزارة التعليم العراقية، وتوفرت وجبات مدرسية مغذية في 49 مدرسة ابتدائية في نينوى والأنبار ليستفيد إجمالًا 80,500 طفل.
ادعم حملة هيومان أبيل "التعليم في خطر" لولا التدخل العاجل، سينتهي نصف الشباب صغار السن في العالم بلا الأساسيات اللازمة لهم ليخرجوا من دائرة الفقر. بعودة الأطفال للمدرسة في خلال هذا الشهر، يكون "الآن" هو الوقت المناسب لدعم حملة "التعليم في خطر" ومساعدة أكثر الأطفال تهديدًا حول العالم على الاستمرار في التعليم.