يبقى الدمار شاهداً صامتاً على الألم في المدن والأماكن بعد كل حرب مدمّرة. لكنّ الدمار في قطاع غزة يتحدث بصوتٍ أعلى من كلّ شيء؛ وكأنّ الركام ومشاهد الشوارع والأحياء والأماكن بعد دمارها تكاد تصرخ فتصمّ الآذان.
منازل تحولت إلى ركام بعد أن كانت الملاذ والأمان، وأحلامٌ سعى أهلها سنواتٍ وسنواتٍ لتحقيقها فتبعثرت بغمضةِ عينٍ بين الأنقاض، ومدارسُ باتت موحشة تفتقدُ لصوت صرخات الطلاب وضحكاتهم، ومساجدُ سوّيت في الأرض فبكت حجارتها غيابَ المصلّين والمرتلّين للقرآن، ومستشفيات أصبحت عاجزة عن تقديم الرعاية الأساسية بعد أن كانت عنواناً للرحمة والعطف والشفاء.
تشير التقارير إلى أن أكثر من 66% من مباني القطاع قد دُمِّرت، تشمل 163,778 مبنى بالمجمل، لتتركَ خلفها قلوباً تنبض بالألم، وعيوناً ترنو إلى أفقٍ مليء بالتحديات غيرَ أنه لا يخلو من الأمل.
ما يمكننا فعله:
نؤمن في هيومان أبيل بأنّ الأمل لا ينطفئ حتى في أحلك الأوقات، وأنّ الله أمرنا بالسعي حتى في أشدّ لحظاتنا كرباً وصعوبة، ولنا في سعي أمّنا هاجر بين الصفا والمروة خيرَ دليلٍ وشاهد.
لهذا، فنحن نجهز أنفسنا منذ الآن ليوم انتهاء الحرب، حيث نبدأ بعده مباشرةً بإعادة إعمار المنازل، المدارس، والمستشفيات، لتعود الحياة إلى قطاع غزة الذي ما عُرف يوماً سوى بصلابته وثباته. يمكنكم زيارة أرشيف غزة للتعرف على جهودنا وأعمال الإغاثة التي نقوم بها حالياً.
كل تبرع منكم هو حجرٌ في بناء مستقبل جديد. كل دولار، كل جنيه، كل درهم، وكلّ دينار هو لمسة تعيد لأهلنا في غزة دفء بيوتهم وأمان حياتهم.
نحتاج إلى وقوفكم معنا أكثر من أي وقت مضى. ففي اليوم التالي لانتهاء الحرب، ستكون تبرعاتكم جاهزة لتعيد بناء ما تهدّم، لتكونوا جزءاً من مشروعٍ يحيي الأرواح وينقذ مجتمعاً فقدَ فعلياً كلَّ شيء.