نوفر الدعم الطارئ للأطفال والأسر المعرضة للخطر
فقدت هناء ذات الثمانية أعوام والدتها في طفولتها بسبب الفشل الكلوي حين تلف جهاز الغسيل الكلوي أثناء إنقطاع كهربائي. تكفلت بها إحدى خالاتها حتى زارتها نعمة، خالة أخرى لها، ووجدتها في حال مروعة - تعاني من سوء التغذية والضعف والصدمة وتأكل أجزاء من جسدها من شدة الجوع.
أخذت نعمة وزوجها عبدالله هناء واعتنيا بها كابنة لهما رغم صعوبة رعايتهما لبناتهما حيث إحداهن من ذوي الاحتياجات الخاصة.
يسمح لنا صندوق الأماكن الأكثر حاجة بالاستجابة المباشرة لإنقاذ ومساعدة أسر وأشخاص ذوي حاجة شديدة وحرجة. مما يعني استطاعتنا عرض هناء على طبيب متخصص في الحال دون الحاجة لجمع تبرعات لحالتها خصيصاً.
قمنا بتعيين طبيبين لتقييم حالة هناء ومساعدتها - جراح تجميل لإجراء العملية واستشاري لمتابعة حالتها الصحية لمدة شهرين بعد العملية. وفرنا أيضاً جلسات دعم نفسي منتظمة لهناء ومساعدة مالية شهرية لأهلها، بالإضافة إلى سلة أغذية شهرية للأسرة بأكملها وسيستمر هذا الدعم حتى فصل الصيف.
تكلف الاعتناء بحالة هناء ومساندة أهلها لمدة عام كامل حوالي 3,500 جنيه استرليني، لكن عندما يكون الأمر بخصوص حالة خاصة كتلك؛ فالتكلفة لا تهم، ولكن إنقاذ أرواح تعاني بشدة هو كل ما يعنينا.
كم تبلغ قيمة المصروفات الإدارية؟
من كل 1 إسترليني تتبرع به، تذهب 9 بنسات فقط للرسوم الإدارية. 13 بنساً تذهب للتمويل لنتمكن من التحرك في وقت الطوارئ. والأهم، من كل جنيه استرليني واحد تتبرع به، يذهب 78 في المائة لمساعدة الأشخاص الأشد ضعفاً. بين عامي 2019 و2021، حققنا نموًا للدخل وصل إلى 186% ولذلك تمكننا من دعم 2,8 مليون شخص أكثر. ملايين من الأشخاص حصلت على المساعدة بفضل هذه البنسات القليلة.
عمل الخير هبة ورحمة لا نهاية لها لمن يقدمه، ورحمة بالضعفاء ممن هم في حاجة إليه. بفضل المصروفات الإدارية نقدر على توصيل التبرع للمكان الذي ترغب في أن تصل إليه، ولذلك فنحن لا نفكر فيها إلا كطابع بريد مُلصق على ظرف تبرعك!
إلهام متطوعة دعم نفسي في الهلال الأحمر في صنعاء، اليمن. تساعد إلهام هناء على التشافي من صدمتها.
حين رأيت هناء لأول مرة، كانت الندوب واضحة على وجهها، كما بدا عليها أعراض تعرضها للعنف الجسدي والنفسي، لم يكن هناك حاجز أنفي وكانت نصف شفتها مفقودة.
كانت تشعر بخوف شديد من اللون الأحمر والظلام والأصوات العالية. لا تستطيع تذكر أشياء بسيطة كأسماء الألعاب. كما أنها لا تستطيع التفريق بين الملابس؛ كالفرق بين البنطال والفستان.
إلهام متطوعة دعم نفسي في الهلال الأحمر في صنعاء، اليمن. تساعد إلهام هناء على التشافي من صدمتها.
استخدمت العلاج بالألوان لمساعدة هناء - نعرف عن خوفها من اللون الأحمر، على الأغلب بسبب حضورها مشاهد دموية. استخدمت ألعاباً لمساعدتها التغلب عن خوفها، واستخدمت تقنيات انفصال لمساعدتها على التغلب على خوفها من الأصوات. فرقعنا بالونات، واستخدمنا صوراً من أجل الذاكرة ولعبنا بالكرة والكراسي، كما استخدمنا علاج الدمى، كتدريب يتحدى فكرة كونها عاجزة
عملت بالفعل مع أطفال تأثروا بالحرب واضطروا لمغادرة منازلهم ومدارسهم، ليعيشوا حياة ليسوا معتادين عليها، بعيدًا عن ألعابهم وكل ما يخصهم.
نحتاج في اليمن جميعاً إلى دعم نفسي. يجب دعم الآباء والأمهات أيضاً - مشكلتنا في هذا المجتمع أننا نساند الأطفال لكننا لا نساند الأسر، وحينها يختل توازن الأمور، حيث تبدأ الصدمات في أغلب الأحيان مع الأهل، فهم المسؤولون عن تعليم الأطفال التأثر بالصدمات أو تجنبها.
“حين زرت أختي، وجدت هناء في وضع مزري،" قالت نعمة "بكيت عليها حين رأيتها.
“كانت قد أكلت أجزاء من جسدها بسبب الجوع الشديد. لم تستطع حتى الحركة. كانت تبدو كالميتة، وكانت تمزق وجهها وتأكل شفتيها. أردت أن آخذها معي ووافق زوجي.
“اعتنيت بها. أمضيت ليال بجوارها. شعرت براحة شديدة لرؤية حالتها المعنوية تتحسن."
وفرت هيومان أبيل الجراحة التجميلية لهناء. والآن تشعر خالتها بالسعادة العارمة لسعادتها.
“أبكي وأضحك وأنا أراها مرتاحة. كيف كانت وكيف هي الآن،" قالت نعمة. "وضعها النفسي كان في شدة السوء قبل أن تساعدونا- الحمدلله الحمدلله، شكراً لكم.
“أصبحت أفضل بعد العملية. جزى الله كل من ساعدنا خيراً."
يتذكر عبد الله؛ "فعلنا كل ما بوسعنا لإعادة هناء للحياة - كانت كالموتى الأحياء. أوفر لها ما تحتاج كأنها ابنتي. فعلنا كل ما باستطاعتنا للاعتناء بها كيتيمة، لكم تكفلتم بها واعتنيتم بها كأنها ابنة لكم. جزاكم الله خيراً.
“أعمل في صنفرة الحوائط لكن العمل غير متوفر كل يوم. نسعى جاهدين لتدبير أمور معيشتنا لكننا نعود من السوق بدون ما يحتاجه الأطفال - تحزن بناتنا بشدة."
“ تغيير كبير طرأ عليها منذ عملية الترميم. أشعر بالراحة والطمأنينة، ولا أتمالك دموعي كلما نظرت إلى هناء.
“لكل من ساعدنا، جزاكم الله ألف خير، وسلام ورحمة الله عليكم."