12.11.2024
ما زالت رحى الحرب تدور في لبنان وغزة، ويستمر التوغّل في قرى الجنوب اللبناني ويتواصل القصف ويشتدّ على العاصمة بيروت. وقد نتج عن تلك الحرب مئات الآلاف من النازحين واللاجئين في مراكز الإيواء والمدارس، وتعرّضت المستشفيات للقصف والتدمير الممنهج.
وفي ظلّ تلك الظروف المأساوية، تشتدّ الحاجة إلى تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة لتخفيف الأعباء عن كاهل النازحين، ومدّهم بأساسيات البقاء والصمود.
وهنا يبرز دور المنظمات الإغاثية العاملة في الميدان، وما تقوم به من جهود هائلة لإيصال المساعدات الدولية إلى المحتاجين إليها.
أهمية المساعدات الدولية للبنان في ظل الأزمات المتتالية
مع مرور البلاد بأزمات اقتصادية متتالية، وتهاوٍ للعملة الوطنية، وشحّ في السيولة، ثم جاءت الحرب ففاقمت الأوضاع المتأزّمة ابتداءً، فإن لبنان يظل بحاجة ماسّة لكلّ المساعدات الدولية الممكنة، للتخفيف من أعباء الحياة عن كاهل المواطنين وهم يعيشون اليوم أجواء النزوح وما يشوبها من اضطراب وقلق وخوف ونقص في الموارد والمستلزمات الأساسية.
أهم المنظمات الدولية التي تقدم الدعم للبنان
من أبرز المنظمات الدولية التي تقدّم الدعم في لبنان، هيئة الإغاثة الإسلامية، ومؤسسة هيومان أبيل (ومقرهما في المملكة المتحدة)، وهيئة قطر الخيرية، والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية (ومقرها في الكويت)، والمجلس النرويجي للاجئين، وغيرهم من المنظمات الإغاثية والخيرية. كما تنشط أيضًا منظمة أطباء بلا حدود، والصليب الأحمر الدولي، ومنظمة الصحة العالمية التابعة لهيئة الأمم المتحدة؛ وهي منظمات تركّز علمها في الأساس على الجانب الصحي. فيما تعمل الأونروا في مخيمات اللجوء الفلسطيني في لبنان؛ وهناك كذلك مؤسسة التعاون، التي تعمل في المخيمات الفلسطينية أيضًا منذ أكثر من أربعة عقود.
أنواع المساعدات الدولية: من الدعم الطبي إلى الغذاء والإيواء
تعمل المنظمات الإغاثية والخيرية الدولية على توفير اللوازم الأساسية للحياة، من خيام للإيواء وطرود غذائية ووجبات ساخنة إلى توفير عيادات متنقّلة لتقديم الحد الأدنى من الرعاية الصحية، فضلًا عن دعم المستشفيات باللوازم الطبية والأدوية وأدوات الجراحة والتخدير وغيرها. كما تعمل أيضًا على توزيع مستلزمات العناية والنظافة الشخصية على النازحين حفاظًا على الصحة العامة وتعزيزًا لصمودهم.
وقد عملت مؤسسة هيومان أبيل، على سبيل المثال، لتعزيز بعض مراكز الإيواء وإمدادها بمقوّمات استقبال النازحين، فقامت بإعادة تأهيل مدرسة الإيمان في صيدا بالجنوب اللبناني لتكون صالحة لاستقبال النازحين، كما وزّعت الوجبات الساخنة والطرود الغذائية والإغاثية على النازحين في شتّى مراكز الإيواء في أنحاء البلاد، وأقامت عيادة متنقّلة لتقديم الرعاية الصحية الأساسية.
التحديات التي تواجه المنظمات الدولية في تقديم الدعم للبنان
قد يكون من بين التحديات التي ستمر بها الهيئات الدولية خلال سعيها إلى توفير الدعم للنازحين في لبنان الخوفُ على فرقها العاملة في الميدان من أجواء الحرب أو التعرض للقصف. إضافةً لذلك، فهناك تلك الاتهامات الباطلة بدعم الإرهاب وما شابه من تهم جاهزة ترميها بها الحكومات الغربية.
كيف يمكن للأفراد دعم المنظمات الدولية في جهودها الإنسانية في لبنان؟
يمكنكم توجيه تبرعاتهم إلى الجهات الخيرية التي تثقون بها لتعزيز عملها الميداني وتقديم المزيد من الخدمات والمساعدات للنازحين واللاجئين في مراكز الإيواء، ودعم المستشفيات والعيادات المتنقلة باللوازم الطبية الأساسية.
تعمل مؤسسة هيومان أبيل منذ سنوات في لبنان، وفريقها في لبنان يعمل في الميدان منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على البلاد؛ فيقدّم شتى أنواع الدعم للنازحين. وقد خصّصت صناديق خاصة للتبرعات الموجَّهة إلى لبنان، من مستلزمات الشتاء الأساسية إلى الطرود الغذائية والإغاثية ومستلزمات العناية الشخصية وغيرها. يمكنكم تقديم التبرعات لتلك الصناديق لدعم الشعب اللبناني في مواجهة العدوان.