20.02.2025
يمثل اليوم الدولي للأخوة الإنسانية دعوة عالمية لتعزيز قيم التعايش والتفاهم بين البشر، بغض النظر عن الدين أو العرق أو الثقافة. ويُحتفل بهذا اليوم في 4 فبراير من كل عام، ليكون تذكيرًا بأهمية التضامن والسعي لبناء عالم يسوده السلام والاحترام المتبادل والأخوة.
ما هو اليوم الدولي للأخوة الإنسانية؟
هذا اليوم أقرته الأمم المتحدة في عام 2020 استجابةً لمبادرات تهدف إلى تعزيز ثقافة التعايش السلمي، وهو مستوحى من الوثيقة التاريخية التي وقعها الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والبابا فرنسيس في أبوظبي عام 2019. وتهدف هذه المناسبة إلى مواجهة الكراهية والتطرف وتعزيز التعاون بين الشعوب لمواجهة التحديات العالمية المشتركة.
الأخوة الإنسانية في ضوء القرآن والسنة
يُعلي الإسلام من شأن الأخوة الإنسانية ويحثّ على التآلف والتعارف والتسامح. يقول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ﴾ فهذه الآية تبرز وحدة الأصل الإنساني، مهما تعددت الشعوب والأمم والقبائل، فلا مجال للتناحر والتقاطع والعصبية القبَلية، إذ يشدد الإسلام على قيمة التعارف والتعايش كأساس لبناء مجتمع عالمي متوحّد ومتماسك.
ومن السنة النبوية، دعا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم إلى التراحم بين الناس، قائلاً: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" وهذا تأكيد على أهمية التضامن الإنساني كأساس للإيمان.
آيات قرآنية عن التعايش السلمي ودورها في تعزيز الأخوة الإنسانية
التعايش السلمي قيمة جوهرية في القرآن الكريم، حيث يقول الله تعالى: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ لذا فإن احترام حرية الاعتقاد الذي هو أساسُ حياة الإنسان، والتعامل بالعدل مع الآخرين يعزز السلام بين الشعوب والأمم.
آداب الأخوة الإنسانية في الإسلام وأثرها على العلاقات الاجتماعية
حثَّ الإسلام على آداب تعزز الأخوة الإنسانية، ومنها العدل، الإحسان، والعفو. فقد قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ ﴾ وهذه الأخلاقيات الإيجابية تصنع مجتمعًا متماسكًا يسوده السلام.
دور المنظمات الإنسانية في تعزيز مفهوم الأخوة الإنسانية عالميًا
تلعب المنظمات الإنسانية مثل هيومان أبيل دورًا أساسيًا في تعزيز التضامن الإنساني من خلال مشاريع القضاء على الفقر، وتقديم الدعم للمحتاجين. إذ تسهم تلك الجهود في بناء مجتمعات أكثر عدلًا واستقرارًا وإخاءً.
اليوم الدولي للأخوة الإنسانية هو فرصة لتعزيز قيم التسامح والرحمة والتأكيد الدائم على أن البشر أخوة، ما يجمعهم أكثر مما يفرقّهم، وأن الطريق إلى السلام العالمي يبدأُ من ترسيخ هذه الأفكار التي تؤكّد على الوحدة والتآليف، وتنبذُ التشتت والعنف والعنصرية وكل ما يمكن أن يخلق فجوة بين الناس. وبمبادراتٍ صغيرة أو دعمٍ بسيط للمشاريع الإنسانية، حتى لو على نطاق مجتمعي ضيق، يمكن لكل فرد أن يكون جزءًا من هذه الرسالة النبيلة.
