24.10.2024
في العشرين من تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام، تحتفي منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) باليوم العالمي لحقوق الطفل. ويأتي هذا اليوم العالمي، الذي اختير في ذكرى توقيع الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 1989، التي وقّعت عليها جميع دول العالم، للتأكيد على حقوق الطفولة وعدم التساهل في انتهاكها والانتقاص من كرامة الأطفال وحقوقهم في عيش براءتهم وسنّهم، دون إثقال كواهلهم بأعباء الكبار. ولهذا فقد ترسَّخ منذ العام التالي لتوقيع الاتفاقية تقليدٌ يقضي بالاحتفال بذكراها لتعزيز حقوق الأطفال في مستقبل واعد يليق بأحلام وبغدٍ أفضل للإنسانية من خلالهم.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن الهدف من هذا اليوم العالمي هو "تعزيز الترابط الدولي وإذكاء الوعي بين أطفال العالم وتحسين رفاههم". ولهذا الغرض، تسعى منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في هذا اليوم إلى تنظيم فعاليات تضامنية مع الأطفال في مناطق النزاع والحروب، والدعوة لمناهضة عمالة الأطفال، وتعزيز خطط الرعاية الصحية للأم والطفل، وغيرها مما يعود بالفائدة على أطفال العالم، نفسيًّا واجتماعيًّا، صحيًّا وثقافيًّا، وفي كل نواحي الحياة.
دور المنظمات الدولية في الدفاع عن حقوق الطفل
يُحتفى بهذا اليوم عالميًّا ليكون فرصة مجتمعية وأسرية للتأكيد على حقوق الطفل، ونقطة انطلاق لتعزيزها وتحويل الاتفاقيات والمعاهدات ذات الصلة إلى واقعٍ يعيشه أطفالنا يوميًّا، من أجل غدٍ أفضل لهم ومن ثَمّ للإنسانية جمعاء. وتعمل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في ذلك اليوم على التعاون مع مختلف الجهات المعنيّة من أجل حماية حقوق الأطفال دونما تمييز، لتعزيز تلك الحقوق وترسيخها مجتمعيًّا وقانونيًّا.
وتحتفي المنظمة هذا العام (2024) باليوم العالمي لحقوق الطفل من خلال دعوة الراشدين إلى الاستماع لصوت المستقبل البشري، من خلال الإصغاء إلى أبنائهم ومَن حولهم من الأطفال، وجعلهم أولوية في أنشطتنا اليومية، وإعطائهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم وأفكارهم، لفتح الآفاق أمامهم لتشكيل مستقبلهم بصورة أفضل.
ففي هذا اليوم، تتكاتف جهود المنظمات المعنية بالطفولة مع "الأمهات والآباء، والمشتغلين والمشتغلات في مجالات التعليم والطب والتمريض والقطاع الحكومي، وناشطي المجتمع المدني، وشيوخ الدين، والقيادات المجتمعية المحلية، والعاملين في قطاع الأعمال وفي قطاع الإعلام، فضلًا عن الشباب وكذلك الأطفال أنفسهم"، من أجل إدماج صوت الطفولة في التخطيط للمستقبل وتمهيد الطريق أمام الأطفال لصنع مستقبلهم وإسماع صوتهم وأحلامهم بغدٍ مشرق.
حقوق الطفل الأساسية: حق التعليم والرعاية والصحة
من أهم حقوق الطفل التي تسعى الاتفاقية لتعزيزها حق الأطفال في التعليم والصحة والرعاية المجتمعية. غير أن الفقر ينتهك تلك الحقوق، فيعيش ملايين الأطفال تحت خط الفقر، إذ تصل نسبة الأطفال الذين يعيشون بأقل من دولارين في اليوم إلى السدُس؛ وهو الأمر الذي يؤثر على حقوقهم في حصة مناسبة من التغذية السليمة، وعلى حقوقهم في الصحة والتعليم، إذ تصل نسبة التسرب من المرحلة الابتدائية إلى 60٪ حول العالم. كذلك تسعى المنظمات العاملة في مجال حقوق الطفل إلى الحد من العنف ضد الأطفال، إذ يتعرّض حوالي مليار طفل للعنف حول العالم، مما يؤدي إلى وفاة طفل كل سبع دقائق!
لذلك، وتأكيدًا على حقوق الأطفال، يحتفي العالم باليوم العالمي لحقوق الطفل سنويًّا؛ إيمانًا بأن الاستثمار في الأطفال استثمارٌ في المستقبل، وللتركيز على القضايا التي قد يتجاهلها العالم أحيانًا ولكنها في صميم الفائدة والمنفعة للأطفال ومستقبلهم.
حقوق أطفال غزة ولبنان وكيفية المساهمة في دعمهم
وفي هذا الصدد من المهم للغاية التأكيد على حقوق الأطفال في الحماية من العنف والقصف خلال الحروب، وهي معاناة مستمرة يتعرّض لها الأطفال في غزة ولبنان وسورية والسودان. نسعى في هيومان أبيل إلى تعزيز حقوق الأطفال وتقديم الرعاية المناسبة لهم في مجالات الصحة والتعليم، ومن خلال كفالة الأيتام حول العالم في البلدان التي نعمل بها، لا سيما غزة/فلسطين ولبنان في ظل الحرب المستمرة اليوم.
فقد استشهد في غزة حوالي 17,500 طفل، منهم 211 وُلِدوا خلال الحرب واستشهدوا فيها! ومنهم 825 طفلًا عمرهم أقل من عام واحد. وهناك اليوم في غزة أكثر من 35,060 طفلًا فقدوا أحدَ والدَيهم أو كليهما، فيما يعاني 3,500 طفل من الجوع ويعيشون على حافة الموت! يمكنكم الإسهام معنا في تلك الغاية النبيلة عبر الصناديق المتخصصة لهذه الأغراض والأوقاف التي نعمل على إنشائها وتنميتها للإنفاق على مجالات شتّى منها رعاية الأطفال والعناية بهم وبحقوقهم وكفالة الأيتام منهم، لتكون صدقة جارية لكم ولأحبّائكم.