فضل سقيا الماء: الأجر الكبير لسقاية العطشى

الماءُ هو أساسُ حياة الإنسان، فقد قال تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ﴾. فهو مصدر الحياة ونعمةٌ عظيمةٌ من الله عز وجل. ولأجل ذلك، حثَّ الإسلام على العناية بهذا المورد وأكّد على فضل سقيا الماء وأجره الكبير. فقد ورد في الحديث عن سعد بن عبادة رضي الله عنه أنّه قال: «قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: سَقْيُ الْمَاءِ» (رواه النسائي). وهذا يدلّ على أنّ سقيا الماء من أعظم أعمال البرّ التي يمكن للمسلم أن يقوم بها، سواء أكان ذلك عبر إرواء عطشانٍ في الطريق، أم بدعم مشاريع سقيا الماء طويلة الأمد.

التبرع لحفر الآبار: ساهم في حفر آبار في الدول الفقيرة

في الكثير من المناطق حول العالم، يعاني الناس من شُحٍّ حادٍ في المياه النظيفة، ويضطرّون لقطع مسافاتٍ طويلةٍ يوميًّا لجلب كميّةٍ قليلةٍ من الماء والذي قد يكونُ ملوثًا أو غير صالحٍ للشرب مما قد يؤذيهم ويصيبهم بالأمراض. وهنا يأتي دور المؤمنين والمؤسسات الخيرية في دعم ومساندة هؤلاء المحتاجين من خلال التبرع لحفر الآبار أو حفر خزّاناتٍ لجمع مياه الأمطار، أو إنشاء شبكات توزيع المياه النظيفة.

إنّ توفير الماء للمجتمعات النائية يحدُّ من انتشار الأمراض الناتجة عن شرب المياه الملوّثة، ويساهم في تحسين الحياة العامّة لسكان تلك المناطق؛ إذ إنّ حصولهم على ماءٍ آمن يُساعد على توجيه جهودهم نحو التعليم والعمل.

مشاريع سقيا الماء: ادعم مشاريع توفير الماء حول العالم

تلعب مشاريع سقيا الماء دورًا حيويًّا في تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة في كثيرٍ من المناطق الفقيرة. ويُمكن لكلّ فردٍ أن يساهم ولو بقدرٍ يسيرٍ في تمويل مشروعات تنقية المياه أو مدِّ الأنابيب أو إنشاء محطّاتٍ صغيرةٍ للتحلية. ويُمكن أيضًا التواصل مع جمعيات حفر الآبار في الدول الفقيره لاختيار المشروع المناسب وتقديم التبرعات المالية أو العينيّة. وهذه المشاريع لا تقتصر ثمارها على إرواء العطشى فحسب، بل تُسهم أيضًا في الحدّ من الفقر والأميّة، إذ يوفّر توفر المياه النظيفة وقتًا وجهدًا كبيرًا، ويُتيح للأطفال الانتظام في المدارس بدلًا من قضاء يومهم في البحث عن المياه.

حفر الآبار في الدول الفقيرة: ساعد في توفير الماء النظيف

يعدّ حفر الآبار في الدول الفقيرة من أهم أشكال المساعدة التي يمكن تقديمها للمجتمعات المحتاجة، لا سيّما تلك الواقعة في المناطق الصحراوية أو الزراعية البعيدة عن مصادر المياه العذبة. وإنّ أهداف مشروع سقيا الماء تتنوّع بين توفير الماء للشرب، ودعم الزراعة والمحافظة على الثروة الحيوانيّة، ممّا يرفع من مستوى الدخل في المنطقة ويساهم في تحسين ظروف العيش بشكل عام. فكلّما ازداد عدد الآبار المحفورة وشبكات المياه المؤمَّنة، قلَّت معاناة السكان وانتشرت مظاهر الحياة الكريمة بينهم.

فضل سقيا الماء للميت: اجعلها صدقة جارية عن أحبائك

من أجمل أشكال برّ الوالدين والأقارب المتوفّين أن نتبرّع نيابةً عنهم بصدقةٍ جارية يستمرّ نفعها وأجرها، ومن ذلك سقيا الماء. فحينما يحفر المؤمن بئرًا أو يساهم في مشروع لسقيا الماء بنيّة إهداء ثوابه لميّتٍ عزيزٍ عليه، فإنّه يهدي للميت عمل صالحٍ يستمرّ أجره ما دام الناس ينتفعون به. وهكذا يصبح تبرع سقيا الماء أداةً قويّةً لإحياء صدقات الموتى، والمساهمة في إعانة الأحياء، وتحصيل الأجر المستمر في الدنيا والآخرة.

إنّ التبرع بحفر بئرٍ أو تمويل مشاريع سقيا الماء هو عملٌ إنسانيٌّ عظيمٌ، وأحد أروع مظاهر التكاتف بين المسلمين وأفراد المجتمع العالمي. فكلُّ قطرةٍ من الماء النظيف تصل إلى جوفِ عطشانٍ في قريةٍ فقيرةٍ أو منطقةٍ نائيةٍ تحمل في طيّاتها روح الرحمة والتآخي وحب الإنسانية. ولعلّ هذه المبادرات الخيرية تكون من أعظم أسباب رفع البلاء ونيل البركات في الدنيا، ونيل الرضا الإلهي والأجر العظيم في الآخرة. فلا تتردد في الانضمام إلى ركب الخير، وكن سببًا في رسم الابتسامة وسقاية العطشى كلّما استطعت.