ما الذي تبحث عنه؟
أدخِل كلمات للبحث
جاري البحث
لا توجد نتائج متطابقة
حاول البحث مرة أخرى
عذرًا!
حدث خطأ ما
ما هو اليوم العالمي للغذاء ولماذا نحتفل به؟
في السادس عشر من أكتوبر من كل عام، يحتفل العالم بـ اليوم العالمي للغذاء، وهو مناسبة أطلقتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) عام 1979، بهدف لفت الانتباه إلى معاناة مئات الملايين من البشر الذين ينامون جائعين كل ليلة.
ويحمل هذا اليوم شعارًا يتغير سنويًا، يسلّط الضوء على أحد أبعاد الأمن الغذائي مثل الزراعة المستدامة، أو المياه، أو المناخ.
الاحتفال بهذا اليوم ليس تذكيرًا بمعاناة الجوع فحسب، بل هو دعوة إلى العمل الجماعي لبناء عالم خالٍ من الجوع وسوء التغذية. يقول الله تعالى في القرآن الكريم:
﴿ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ ﴾ [قريش: 3-4]
وهذا تذكيرٌ صريح بأن الأمن الغذائي نعمة عظيمة، وأن فقدها يمسّ جوهر الكرامة الإنسانية.
تحديات الأمن الغذائي في ظل الأزمات العالمية
يواجه العالم اليوم واحدة من أعقد الأزمات الغذائية منذ عقود. فوفقًا لتقارير الأمم المتحدة لعام 2024، يعاني أكثر من 735 مليون شخص حول العالم من الجوع، أي ما يقارب واحدًا من كل عشرة أشخاص على وجه الأرض.
ويرجع ذلك إلى تضافر عدة عوامل:
وفي المناطق المتأثرة بالنزاعات مثل غزة، وسوريا، والسودان، واليمن، يتحول نقص الغذاء إلى أزمة إنسانية متكاملة الأركان، تفتكُ بالناس وتصعّب حياتهم. فالأسر هناك -وعلى الأخص غزة - لا تبحث عن تنوّع غذائي، بل عن وجبة واحدة في اليوم تُبقيها على قيد الحياة.
دور هيومان أبيل في مكافحة الجوع ودعم الأمن الغذائي
منذ تأسيسها، جعلت هيومان أبيل من مكافحة الجوع وتعزيز الأمن الغذائي محورًا رئيسيًا في عملها الإنساني، إدراكًا منها أن الغذاء هو أول خطوة نحو الكرامة والاستقرار.
1. المساعدات الغذائية في حالات الطوارئ
خلال العامين الماضيين، استجابت هيومان أبيل لأكثر من 18 مليون حالة إنسانية في غزة وحدها، من بينها أكثر من 9.2 مليون تدخل في قطاع الأمن الغذائي.
ووزّعت المنظمة 104,017 طردًا غذائيًا تحتوي على مواد أساسية مختارة بعناية لتكفي احتياجات الأسرة لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. كما أطلقت خلال رمضان 2024 مبادرة "مليون وجبة ساخنة" التي تجاوزت كل التوقعات، وقدمت أكثر من 8 مليون وجبة للنازحين في غزة حتى اليوم.
2. دعم الزراعة وسُبل العيش
في اليمن وباكستان وسوريا، لم تقتصر جهود هيومان أبيل على تقديم المساعدات الغذائية المباشرة، بل ركزت أيضًا على حل مشكلة الأمن الغذائي من جذورها، من خلال:
1. توزيع بذور وأدوات زراعية على المزارعين في شمال اليمن لتعزيز الإنتاج
المحلي.
2. مشروع زراعة شتلات القهوة في اليمن لتمكين المزارعين من مصادر دخل
مستدامة.
3. مشروعات الدواجن والزراعة الأسرية في باكستان وسوريا لتحسين الأمن
الغذائي للأسر الريفية.
4. دعم الأفران المحلية مثل مخبز "كركات" في شمال سوريا، لتوفير الخبز
بأسعار رمزية للأسر النازحة.
3. المساعدات الموسمية
في رمضان والأضحى، تشكل المساعدات الغذائية الموسمية أحد أعمدة برامج هيومان أبيل، إذ وزّعت آلاف الأضاحي وطرود الإفطار والسحور، لتصل المساعدات إلى ملايين المستفيدين حول العالم تنفيذًا لوصية النبي ﷺ: « ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم » وهو حديثٌ يُذكّر بأن مكافحة الجوع مسؤولية مشتركة، لا تتحقق فقط بجهود المؤسسات، بل بتكافل الأفراد والمجتمعات.
كيف يمكننا جميعًا المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي؟
تحقيق الأمن الغذائي لا يقتصر على المنظمات الكبرى، بل يبدأ من كل فردٍ فينا.
إليك بعض الطرق البسيطة التي يمكن أن تُحدث فرقًا:
فالله تعالى يقول: ﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ﴾ [الإنسان: 8] وهذه الآية تختصر جوهر العمل الإنساني؛ الإطعام حبًا للخير، لا رياءً ولا سمعة.
الأسئلة الشائعة
ما الهدف من اليوم العالمي للغذاء؟
الهدف هو رفع الوعي العالمي بأزمة الجوع وسوء التغذية، ودعوة الحكومات والمنظمات والأفراد لاتخاذ خطوات عملية نحو تحقيق أمن غذائي مستدام للجميع.
كيف تساهم المنظمات الخيرية في تعزيز الأمن الغذائي؟
تعمل المنظمات الخيرية مثل هيومان أبيل عبر تقديم المساعدات الغذائية المباشرة في الأزمات، وتنفيذ مشروعات الزراعة والدخل المستدام، إضافةً إلى حملات التوعية وتقليل هدر الطعام.
ما أبرز أسباب الجوع في العالم؟
كلمة أخيرة
في يوم الغذاء العالمي، ندعو إلى أن يتحول الوعي إلى عمل، وأن لا يبقى الجوع رقمًا في تقرير، بل حافزًا للعطاء.
بجهودكم، استطاعت هيومان أبيل أن تزرع الأمل في قلوب الملايين، وتقدّم الغذاء لمن فقده، وتعيد الحياة حيث ساد العجز.
فكل لقمة تُمنح لمحتاج، هي رسالة تضامن تقول: "هنا لأجل كل إنسان."