ما الذي تبحث عنه؟
أدخِل كلمات للبحث
جاري البحث
لا توجد نتائج متطابقة
حاول البحث مرة أخرى
عذرًا!
حدث خطأ ما
بين الفريضة والتطوّع في ميزان الإسلام
في منظومة القيم الإسلامية، يُعتبر العطاء أحد أعمدة الإيمان العملي، ووسيلة لتزكية النفس وإحياء روح التكافل بين الناس. وقد ميّز الإسلام بين نوعين من العطاء: الزكاة، وهي فريضة مفروضة على كل مسلم قادر، والصدقة، التي تمثل بابًا واسعًا من الإحسان التطوعي. فكلاهما يطهّر المال، ويُعين المحتاج، وينشر الرحمة في المجتمع، لكن بينهما فروق جوهرية من حيث الحكم والغاية والمصارف.
ما هي الزكاة؟
الزكاة في الإسلام ركن من أركانه الخمسة، قال تعالى: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ﴾ (البقرة: 43)
وهي واجبة على كل مسلم يملك النصاب الشرعي من المال ويمر عليه حولٌ كامل. والزكاة تعني الطهارة والنماء، إذ تُزكي المال وتنميه وتطهر النفس من البخل، كما قال تعالى: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا﴾ (التوبة: 103)
وتُفرض الزكاة في أنواع محددة من الأموال مثل النقود والمدخرات، والزروع والثمار، والمواشي، وعروض التجارة، والذهب والفضة.
شروط الزكاة
لكي تجب الزكاة لا بد من توفر مجموعة من الشروط:
مصارف الزكاة
بيّنها الله تعالى في قوله: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ﴾ (التوبة: 60)
وهي ثمانية مصارف واضحة تضمن أن تصل الزكاة إلى من هم أحق بها من المستضعفين، وتسد حاجاتهم بطريقة تحفظ كرامتهم وتحقق العدالة الاجتماعية.
ما هي الصدقة؟
الصدقة في معناها الواسع أعمّ من الزكاة، فهي تشمل كل ما يُقدَّم في سبيل الله من مال أو عمل أو قولٍ طيب. قال النبي ﷺ: «كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ» (رواه مسلم)
وتنقسم الصدقة إلى قسمين رئيسيين:
1. الصدقة التطوعية: وهي ما يقدّمه المسلم طوعًا دون إلزام، كإطعام الجائع
أو مساعدة فقير أو دعم مشروع خيري.
2. الصدقة الجارية: وهي التي يدوم نفعها بعد وفاة صاحبها، مثل حفر بئر، أو
بناء مسجد، أو تمويل مشروعٍ تعليمي أو صحي مستمر. قال رسول الله ﷺ:
«إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع
به، أو ولد صالح يدعو له» (رواه مسلم)
أبسط أنواع الصدقة
الإسلام جعل الصدقة بابًا مفتوحًا للجميع، لا يقتصر على المال وحده. من أبسط صورها:
الابتسامة في وجه الآخرين.
كل هذه الأعمال البسيطة تُكتب في ميزان الصدقة، وتقرّب العبد من ربه.
الفرق بين الزكاة والصدقة من حيث الحكم والغاية
رغم تشابه الهدفين في تخفيف معاناة المستضعفين، فإن بين الزكاة والصدقة فروقًا جوهرية في الحكم والمقصد:
فالزكاة فريضة واجبة، لا يُقبل من المسلم تركها، وهي ركن من أركان الإسلام وحق واجب في مال الأغنياء للفقراء. مقدارها محدد شرعًا (غالبًا 2.5% من المال)، وتُصرف في مصارف محددة دون اجتهاد.
أما الصدقة فهي عمل تطوعي مستحب، لا يُلزم به المسلم، لكنها تعكس صدق إيمانه ورقّة قلبه. ومقدارها غير محدد، ووقتها غير مقيد، ومجالها أوسع، إذ يمكن أن تكون دعمًا للفقراء، أو للمشاريع العامة، أو حتى للحيوانات وسقيا الماء.
بكلمة واحدة:
- الزكاة تطهّر المال وتُقيم العدل،
- والصدقة تطهّر القلب وتنشر الرحمة.
أنواع مشاريع الزكاة والصدقة
تتنوع مشاريع العطاء لتخدم مختلف الاحتياجات الإنسانية:
مشاريع الزكاة:
مشاريع الصدقة:
دور هيومان أبيل في مشاريع الزكاة والصدقات
تُؤمن هيومان أبيل بأن العطاء رسالة حياة قبل أن يكون تبرعًا. فمنذ تأسيسها، عملت على توجيه الزكاة والصدقات إلى حيث الحاجة الحقيقية، لتصبح أموال المتبرعين أثرًا مستدامًا في حياة المستضعفين حول العالم.
في مجال الزكاة، تلتزم هيومان أبيل بالمعايير الشرعية والمصارف الثمانية، وتعمل على إيصال الزكاة بدقة وشفافية إلى الأسر التي تستحقها في أكثر من 20 دولة.
أما في مجال الصدقات، فتنفذ المنظمة مشاريع متنوعة تشمل:
في كل ذلك، تظل غاية هيومان أبيل واحدة: تمكين الإنسان، وحماية كرامته، وتخفيف معاناة المستضعفين في كل مكان.
هل هناك فرق بين فضل الزكاة وفضل الصدقة؟
كلاهما عبادة عظيمة، لكن الأجر يختلف بحسب النية والحكم.
الزكاة فرض شرعي، يحقق العدالة الاقتصادية ويطهر المال من الشح. وهي سبب لبركة الرزق وزيادة النماء أما الصدقة فهي نافلة تُضاعف الأجر وتكفّر الذنوب وتطفئ غضب الرب. قال ﷺ: «الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار» (رواه الترمذي)
فالزكاة تحفظ المجتمع من الفقر، والصدقة تنشر الرحمة وتربط القلوب بالمحبة.
لمن تُعطى الزكاة ولمن تُعطى الصدقة؟
الزكاة تُعطى لثمانية أصناف محددة في القرآن الكريم: الفقراء، المساكين، العاملون على جمعها، المؤلفة قلوبهم، في الرقاب، الغارمين، في سبيل الله، وابن السبيل. أما الصدقة فهي أعمّ وتشمل أي محتاج، كالأيتام والأرامل، ويُفضّل إعطاؤها للأقارب المحتاجين أولاً ثم لغيرهم من الأشد حاجة. قال رسول الله ﷺ: «الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم اثنتان: صدقة وصِلة» (رواه الترمذي)
ما هي شروط قبول الصدقة؟
حتى تُقبل الصدقة عند الله وتؤتي ثمارها، لا بد أن تتحقق فيها بعض الشروط:
1. الإخلاص لله دون رياء أو طلب ثناء.
2. النية الصادقة بأن تكون لوجه الله وحده.
3. أن تكون من مالٍ حلال، فالله طيب لا يقبل إلا طيبًا.
تجنّب المنّ والأذى، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَى﴾ (البقرة: 264)
الأسئلة الشائعة
هل يجوز إخراج الزكاة على شكل صدقة؟
لا، لأن الزكاة عبادة لها شروط ومصارف محددة، بينما الصدقة أوسع وأشمل. يمكن للمسلم أن يقدّم زكاته عبر المؤسسات الخيرية الموثوقة التي تلتزم بالمصارف الشرعية.
ما الفرق بين الزكاة والصدقة الجارية؟
الزكاة تُخرج في وقت محدد وتُصرف فورًا، بينما الصدقة الجارية يمتد أثرها عبر الزمن وتُعد من الأعمال التي لا ينقطع أجرها بعد الموت.
هل يمكن دفع الزكاة للمؤسسات الخيرية؟
نعم، بشرط أن تكون مؤسسة موثوقة وملتزمة بالضوابط الشرعية في توزيعها، مثل هيومان أبيل التي تمتلك خبرة طويلة في إيصال الزكاة والصدقات إلى المستحقين بأمانة وشفافية.
في الإسلام، الزكاة والصدقة هم الميزان الذي يقيم العدل ويحفظ التوازن و يعزز التكافل المجتمعي. وبين الفريضة والنافلة، تظل رسالة العطاء واحدة: أن نكون عونًا للمستضعفين، وأن ننفق مما نحب طلبًا لرضا الله.
قال تعالى: ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾ (آل عمران: 92)