ما الذي تبحث عنه؟
أدخِل كلمات للبحث
جاري البحث
لا توجد نتائج متطابقة
حاول البحث مرة أخرى
عذرًا!
حدث خطأ ما
في المجتمعات الإسلامية التي تقومُ على التكافل والإحسان وهي القيم التي أمرنا الله ورسوله باتباعها، تبقى كفالة اليتيم في الإسلام من أعظم صور الرحمة والبرّ، ومن أوضح تجليات الإنسانية في أبهى معانيها. فالكفالة ليست وجه من الوجوه الصدقة المالية أو عملٍ خيريٍّ مؤقت، بل هي عهدٌ من الرعاية المستمرة، ومسؤولية شرعية وإنسانية تحفظ كرامة طفلٍ فقد أحد والديه أو كليهما وتُعيد له الأمان الذي فقده، والاستقرار الذي يمنحه فرصة جديدة ليحلم بمستقبلٍ أفضل.
وقد أوصانا الله سبحانه وتعالى بالرحمة بالأيتام ومراعاة ضعفهم وقلة حيلتهم، قال الله تعالى:
﴿فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ﴾ [الضحى: 9]
كلمة واحدة في القرآن تختصر معنى الرحمة والرعاية والاحتواء، وتحملُ نداءً إلهيًا دائمًا لكل مؤمن، ألا تتركوا الأيتام وحيدين مستضعفين.
مكانة كفالة اليتيم في الإسلام
منذ نزول الوحي، رفع الإسلام شأن اليتيم وجعل كفالته من أعظم القربات. فالرسول ﷺ نفسه نشأ يتيمًا، ليكون نموذجًا خالدًا في الإحسان والرعاية الإلهية للأيتام. قال تعالى:
﴿أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى﴾ [الضحى: 6].
فكيف لا نرحم اليتيم، وقد كان الحبيب ﷺ يتيمًا احتواه الله بكنفه ورعايته؟ وقد قال النبي ﷺ في كفالة الأيتام:
«أنا وكافلُ اليتيم في الجنة هكذا» وأشار بالسبابة والوسطى. (رواه البخاري).
وهذه منزلةٌ عظيمة لا تُنال إلا بالرحمة الصادقة، إذ جعل النبي ﷺ كافل اليتيم رفيقًا له في الجنة، وليس أعظم من ذلك ثوابًا وجزاءً.
شروط كفالة اليتيم في الإسلام
حتى تكون كفالة اليتيم في الإسلام عملًا شرعيًا كامل الأجر، وضع الإسلام لها ضوابط وشروطًا تحفظُ كرامة اليتيم وتضمن أن تكون الكفالة بابًا للرعاية لا للضرر، ومنها:
1. إخلاص النية لله تعالى
الكفالة عبادة لا يُبتغى منها إلا وجه الله. قال النبي ﷺ:
« إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكلِّ امرئ ما نوى. »
فليست كفالة اليتيم عملاً للمدح أو السمعة، بل هي تجسيدٌ للنية الخالصة التي تُبارك المال والعمر. فمهما كان عملك عظيمًا فإنك لا تنالُ أجره إلى بإخلاص النية وتنقية النفس من الرياء والنفاق.
2. عدم نسب اليتيم إلى الكافل
حرم الإسلام التبني بمعناه الغربي، أي تغيير نسب الطفل، حفاظًا على هويته وحقوقه ومنعًا لاختلاط الأنساب الذي قد يؤدي إلي عواقب اجتماعية ضارّة بالمجتمع. قال تعالى:
﴿ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ﴾ [الأحزاب: 5].
فالكفالة تُبقي على نسب اليتيم الصحيح، لكنها تمنحهُ الحب والرعاية والعطف وأبوّة القلب.
3. صيانة مال اليتيم وحقوقه
يقول الله عز وجل:
﴿إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا﴾ [النساء: 10].
لهذا، يجب على الكافل أن يكون أمينًا في إدارة الأموال والمساعدات، فلا يستخدمها إلا في مصلحة اليتيم.
4. التربية الصالحة والرعاية الشاملة
لا تقتصر الكفالة على الطعام والملبس، بل تشمل التربية الأخلاقية والتعليم والتنشئة على الدين والصدق والرحمة.
5. العدل بين الأبناء والأيتام
من كفل يتيمًا داخل أسرته فعليه أن يعدل بينه وبين أولاده في المشاعر والعطاء، ليشعر اليتيم بالمساواة لا بالمنّة.
الأبعاد الإنسانية والاجتماعية لكفالة اليتيم
كفالة اليتيم ليست عملًا فرديًا يعودُ نفعهُ على فاعله ومتلقّيه فحسب، بل هي ركيزة من ركائز العدالة الاجتماعية في الإسلام. فهي تُعيد التوازن إلى حياة طفلٍ فقد السند، وتُعالج الفقر النفسي والمادي الذي قد يعانيه. مما يساهم في جعله فردًا سويًا يساهم في بناء مجتمعه مستقبلًا.
وعلى ذلك فإن كل يتيمٍ مكفول، مجتمع أكثر استقرارًا، وأسرة أكثر تماسكًا، وأمة أكثر تراحمًا. فالإسلام لا يريد فقط أن نطعم اليتيم، بل أن نُشعره بأنه ليس منسيًا وأن من حقّه كل الرعاية والمحبة.
﴿كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ﴾ [الفجر: 17]،
وتُخاطب هذه الآية من يغفلون عن اليتيم أو يتهاونون في رعايته، وتذكير بأن الإكرام الحقيقي هو في الاحتواء، لا في العطاء المادي فقط.
ومن الناحية الاجتماعية، تساهم كفالة اليتيم في محاربة الفقر والجريمة والتشرد، وتفتح للأيتام أبواب التعليم والعمل، فيصبحون أفرادًا منتجين لا عالة على المجتمع.
طرق وأشكال كفالة اليتيم
تتنوّع أشكال الكفالة بحسب قدرات الكافل واحتياجات اليتيم، ومن أبرزها:
وكل شكل من هذه الأشكال يُعد بابًا مفتوحًا للثواب، ووسيلة حقيقية لتغيير حياة إنسان نحو الأفضل.
فضل كفالة اليتيم
إن ثواب كفالة اليتيم عظيم لا يُقدّر بثمن، فهي عبادة تجمع بين صدقة المال وصدقة الرحمة. قال ﷺ: « خيرُ بيتٍ في المسلمين بيتٌ فيه يتيمٌ يُحسن إليه، وشرُّ بيتٍ في المسلمين بيتٌ يُساء إليه. » (رواه ابن ماجه).
كفالة اليتيم ترفع البلاء، وتزيد الرزق، وتفتح أبواب البركة في البيوت. ولأن الله سبحانه وعد بحفظ من حفظ الضعفاء، قال النبي ﷺ:
« هل تُنصرون وتُرزقون إلا بضعفائكم؟ » (رواه البخاري).
فما بالك بمن كان ضعيفًا ويتيمًا في آنٍ واحد؟ كل يدٍ تمتد نحوه رحمة يمتدُّ أثرها طويلًا.
دور هيومان أبيل في رعاية وكفالة الأيتام
على مدار أكثر من ثلاثة عقود، كانت هيومان أبيل من أوائل المنظمات التي جعلت رعاية الأيتام قلب رسالتها الإنسانية.
من غزة إلى اليمن، ومن سوريا إلى باكستان والسودان، تعمل فرقنا على رعاية آلاف الأيتام عبر برامج متكاملة تشمل:
تؤمن هيومان أبيل أن اليتيم لا يحتاج فقط إلى من ينفق عليه، بل إلى من يؤمن به وبحقوقه. لذلك لا تنتهي كفالتنا عند تقديم الدعم المادي، بل تمتد إلى بناء الثقة بالنفس، وتوفير بيئة آمنة تشجع الأطفال على الحلم والتعلّم والنهوض من جديد.
كل كفالة معنا هي وعدٌ جديد بالحياة. وعدٌ بأن هذا الطفل لن ينام جائعًا، ولن يُحرم من التعليم، ولن يشعر أنه وحيد.
كيف يمكنك المساهمة في كفالة يتيم؟
أن تُغيّر حياة إنسان لا يتطلب ثروة، بل نية صادقة. يمكنك أن تبدأ اليوم بخطوة بسيطة عبر:
قال ﷺ: « أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس. » (رواه الطبراني). فكن من أنفع الناس، وكن سندًا لمن فقد السند.
الأسئلة الشائعة
ما الفرق بين كفالة اليتيم والتبني في الإسلام؟
التبني يغيّر النسب ويُحرم شرعًا، أما الكفالة فهي رعاية مادية وإنسانية دون نسب اليتيم للكافل، حفاظًا على هويته الشرعية.
هل يمكن كفالة اليتيم عن بُعد؟
نعم، عبر هيومان أبيل يمكنك كفالة يتيم في أي بلد، من خلال نظام رقمي يضمن وصول الدعم بانتظام مع تقارير نصف سنوية وصور وتحديثات دورية.
ما الأجر المترتب على كفالة اليتيم؟
القرب من النبي ﷺ في الجنة، وبركة في العمر والرزق، وحماية من البلاء. فهي عبادة تجمع كل معاني الخير.